"إنّ العَرْض المتحفيّ الذي نراه في متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات يُوازي ويرتقي الى المستوى العالمي في هذا المجال، ونعلم أنّ طموح العاملين فيه لا يتوقّف عند هذا الحدّ وأنّ لديه العديد من الخطط المستقبلية للنهوض بعمله..".
هذا ما بيّنته البروفيسورة -ماركريت فان اس- مديرةُ قسم الشرق الأدنى في المعهد الألمانيّ للآثار خلال الزيارة التي قامت بها لمتحف الكفيل للنفائس والمخطوطات في العتبة العبّاسية المقدّسة، وقيامها بجولة مطوّلة رافقها فيها رئيسُ قسم المتحف الأستاذ صادق لازم، وشملت الزيارة مخزن النفائس وقاعة العَرْض واستمعت خلالها لشرحٍ عن أهمّ ما وصل اليه المتحفُ في تطبيقه لآلياتٍ وطرائق علميّة عالميّة تخصّ الجانب المتحفيّ وأعمال الصيانة والعرض وغيرها من الأمور المتحفيّة.
وأضافت قائلةً: "الزيارة هذه هي بذرةٌ للتعاون فيما بيننا كمعهدٍ ألمانيّ للآثار وبين متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات الذي ابتدأ منذ أربع سنوات -ونحن مستمرّون- بالتعاون والتواصل خاصّةً فيما يتعلّق بأسلوب العرض المتحفيّ وأساليب الترميم المتطوّرة المتّبعة، وكذلك في تقديم الاستشارات العلميّة في هذا المجال، وقد أجريتُ سابقاً زيارات عديدة للمتحف وفي كلّ زيارةٍ أُلاحظ تقنيات يتمّ استخدامها وتطويرها والعمل بها، وما أبهرني هو سرعة إنجاز العمل وأسلوبه الحرفيّ".
وبيّنت: "أنّ أعمال الترميم وأسلوب الخزن هي على أتمّ وجه وبأحدث الأساليب المستخدمة حاليّاً، كذلك اطّلعنا على الفعاليات والنشاطات التي يعتمدها متحفُ الكفيل من أجل تطوير كوادره الذين وجدنا عندهم النشاط والحيويّة وحبّ العمل، وهذان عاملان أساسيّان لنجاح أيّ عمل فما بالك بالعمل المتحفيّ، بحيث إنّ أيّ أسلوب جديد يُتّبع عالميّاً يتمّ مباشرةً التعرّف عليه واعتماده وجعله يرتقي الى المستوى العالميّ، وخير دليلٍ على ذلك ما نراه اليوم من استخدام العارضات المتحفيّة التي قامت ملاكاتُ المتحف بتصنيعها وجعلها بهذه الحُلّة التي أعطت للمتحف وجهاً مغايراً ومختلفاً تماماً".
يُذكر أنّ هذه الزيارة هي جزءٌ من خارطة العمل المشترك بين متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات والمعهد الألماني للآثار التي شملت تبادل الزيارات بين الجانبين والمشاركة في مؤتمراتٍ وندواتٍ تخصّ العمل المتحفيّ والآثاريّ وتبادل المعلومات وأخذ المشورات العلميّة التي تسهم في النهوض بهذا العمل والرقيّ به.