مع عذوبة الألفاظ، وجمال صور الإبداع، وبلاغة المفردات، كان لنا موعد جديد مع ميادين الثقافة والشعر والأدب في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، حيث بدأت صباح يوم الجمعة12 رجب الأصب 1436هـ الموافق 1آيار 2015 فعاليات المهرجان السنوي الرابع للشعر العربي تحت شعار: " الجهادُ بابٌ من أبوابِ الجنة فتحهُ الله لخاصةِ أوليائه" الخاص بالذكرى المئوية لإنطلاق الحركة الجهادية في مدينة الكاظمية المقدسة، وفتوى سماحة السيد السيستاني"دام ظله الوارف" بحضور الأمين العام للعتبةالكاظمية المقدسة أ.د جمال الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وكوكبة من الشخصيات الأدبية والثقافية والأكاديمية وبمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء الذين جاءوا من مختلف محافظات عراقنا الحبيب ومن خارجه، ليقدموا ما جادت به قريحتهم من نظم وقصائد غراء وتصويرهم للأحداث والمواقف التي تمّر بها بلادنا من ظلم وقهر واضطهاد، وما للأحرار من مواقف بطولية وجهادية ناهضوا بها قوى الكفر والضلال. استهل حفل الافتتاح بتلاوة مباركة من كتاب الله الكريم شنف بها اسماع الحاضرين .... تلتها قراءة أنشودة جنة الفردوس، بعدها ألقى كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة أمينها العام أ. د جمال عبد الرسول الدباغ تحدث فيها قائلاً: " إن قضيتنا في هذا العام هي قضية أمةٍ عظيمةٍ كُتب لها أن تكون من الأمم الخالدة في تجسيد المبادئ، فقدّمت من أجل ذلك الشهداء تلو الشهداء، فَغَدت تفتخر بقوافل شهدائها الذين سقوا شجرة النصر والكرامة والفداء في الدفاع عن المقدسات، فمقدساتنا هي كياننا الذي نفتخر بها، ونقدم في سبيلها أنفسنا التي هي أغلى ما نملك، وفي ذلك نرى أننا قدّمنا تضحيةً يسيرةً وفاءً لذلك الهدف النبيل، "والجود بالنفس أقصى غاية الجود" فقضيتنا اليوم، هي الذكرى المئوية الخالدة للجهاد في سبيل الله تعالى، والامتثال للمرجعية الدينية في الطاعة والولاء والانقياد، فقبل مئة عام لبّى العراقيون نداء المرجعية حينما هدّد العراق خطر الاستعمار البريطاني في هتك حرمات أرضه، فخرجوا جميعاً تحت لواء المرجعية في الجهاد ضد المعتدين، وتلك الحالة هي نفسها اليوم من تلبية نداء الجهاد الكفائي المقدس الذي أعلنه مرجع الأمة سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" ضد أعداء العراق والمقدسات، فرأينا تلك المواقف العظيمة للعراقيين في تلبية النداء للدفاع عن الوطن وأهله، والانتصارات الكبيرة التي حققوهافي وقت قياسي قصير، أبهر العالم والقوى الاستكبارية والمتكالبة على العراق. إن هاتين الصورتين للعراقين تجسد منهج المرجعية الدينية العظيمة من تأريخها المشرق في الدفاع والثبات، لذلك كان رأي اللجنة المنظمة أن يكون عنوان مهرجانها لهذا العام ما يتعلق بهذين الموقفين الخالدين، ليجسد الشعراء ذلك بقوافيهم، وما تضمَّنته من معانٍ تبعث في الجيل روح البطولة والفداء والتضحية والإباء، لتكرك أمة الشهداء، وقد أتخذت شعارها من سيد الإباء، علي أير البلغاء والفصحاء "عليه السلام" ( الجهادُ بابٌ من أبوابِ الجنة فتحهُ الله لخاصةِ أوليائه). تلاها كلمة اللجنة المنظمة لمهرجان الشعر العربي ألقاها رئيسها الأستاذ رياض عبد الغني الكاظمي بيّن فيها قائلاً: إن سلاح الكلمة في زمن الحرب قد يكون أمضى من السلاح التقليدي الذي يعمل في ميدانها، وهو ما دعا زعماء الأمة على مر التأريخ الى استنهاض الكلمة واستنطاق القافية في الشعر لتأخذ دورها في معارك المصير التي تخوضها الأمة، فهو شعبة من شعب الإعلام قادرة على إحداث التغيير في موازين القوى وتقرير المصائر في حلبات الصراع. وقد بقي الشاعر زمناً طويلاً يحتل مركزاً مهماً بين أفراد قبيلته، فهو الناطق الإعلامي لها، ومحل اعتزازها واهتمامها. وأضاف: لقد ورد الى اللجنة المنظمة للمهرجان كم كبير من القصائد التي رغب أصحابها في المشاركة، وهو أمر متوقع في ظل حالة الحماس والغيرة التي تأججت في العراقيين وغيرهم من إخوانهم العرب، فكان لزاماً على اللجنة بحكم الوقت المقرر لإقامة المهرجان أن تنتقي الأجود مما ورد وتكتفي به. وذلك لا يعني مطلقاً أن كل ما استبعد من المشاركة غير ناهض وغير صالح. ونحن على يقين من أن جهدهم الذي بذلوه في كتابة قصائدهم محفوظ لدى الباري عز وجل لا يضيع ما دام صدق النية والإخلاص في تسخير القلم كانا متوافرين في كتاباتهم". بعدها اعتلى منصة الحفل ضيف المهرجان الشاعر القدير السيد طالب الحيدري ليلقي قصيدة بهذه المناسبة، ثم بدأت فعاليات المهرجان ألقى خلاله عدد من الشعراء قصائدهم معبرين بها عن أحساسهم ووجدانهم وخيالهم الخصب، ليتحفوا الحضور بروائع الصور الشعرية والكنوز الأدبية، حيث قضوا وقتاً ممتعاً من خلال تفاعلهم بما قدموه الشعراء المشاركون.