قال الشيخ محمد عمر بن رمضان، الذي يزور العراق حاليا على رأس وفد من علماء السنة البريطانيين: إن "حربكم على داعش هي حربنا بل هي حرب الإسلام ضد الكفر".  
وشدد خلال مؤتمر صحفي عقد بعد لقائه والوفد المرافق له مع علماء دين ومسؤولين في العتبة الحسينية المقدسة على أن "داعش لا تمثل الإسلام ولا أهل السنة بحال من الأحوال".
وقال مؤكداً: "إنهم خوارج العصر كما أشارت الأحاديث النبوية الشريفة(...) وإن أهل السنة بريئون من جرائمهم وأعمالهم الإرهابية التي يهدفون من ورائها تشويه صورة الإسلام المحمدي الحنيف".
ولفت إلى أن "الشيعة والسنة أخوة من دين واحد وطالما كانوا متحابين متعايشين سلميا منذ آلاف السنين ولا يفرقهم أمثال هذه العصابات الإجرامية وإن تظاهرت بالدين وادعت زورا أنها تمثل الإسلام والمسلمين".
وقال: "أما الاختلافات بين المذاهب فهي لا تعدو كونها اختلافات علمية لها أسس وقواعد وهذا أمر طبيعي فلكلٍ اجتهاده ونظرته القائمة على الأدلة المستوحاة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة".
ويزور علماء السنة المقيمين في المملكة المتحدة مناطق عدة في العراق بهدف الاطلاع على الأوضاع السياسية والاجتماعية ومجريات الحرب على داعش التكفيري وأحوال النازحين من المناطق الساخنة والتعرف على حقيقة ما يثار حول الحشد الشعبي ودور المرجعية الدينية العليا في حماية الشعب العراقي بكل مكوناته وحرصها على تحرير كامل ترابه وتطهير مدنه من دنس الجماعات التكفيرية.
وتشرف الوفد بزيارة المراقد والعتبات والمزارات ومنها ضريح الإمام الحسين وأبي الفضل العباس في كربلاء ومرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النجف والإمامين الكاظمين ومرقد أبي حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر الكيلاني في بغداد وضريحي الإمامين العسكريين في سامراء.
والتقى الوفد في الأيام الثلاثة الماضية بعدد من مراجع الدين والعلماء في النجف الأشرف ومنهم السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ بشير النجفي والشيخ محمد السند. كما التقى المتولي الشرعي وعدد من رؤساء الأقسام في العتبة الحسينية المقدسة فضلا عن رجال دين سنة في بغداد.
واطلع الوفد على أحوال العوائل السنية النازحة من المدن التي تشهد توترا أمنيا معرباً عن ارتياحه وشكره للعتبات المقدسة والحكومة المحلية في كربلاء على توفيرهم الخدمات والرعاية الكاملة لهذه العوائل واحتفائهم بها.
وفي جولة أخرى اطلع الوفد على واقع القطعات العسكرية للحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية في محافظة صلاح الدين واستمع لشرح مفصل من القادة الميدانيين عما يجري الآن في قواطع العمليات والمناطق التي تم تحريرها بالكامل وعودة الأسر النازحة إليها وما إلى ذلك.
وأشاد الوفد البريطاني بالجهود والتضحيات التي يبذلها أبناء الحشد الشعبي والقوات العراقية المسلحة من أجل حفظ وحدة الشعب العراقي وحماية أراضيه ومقدساته.
ويتألف الوفد من سبعة علماء دين سنة يرأسهم الشيخ محمد عمر بن رمضان رئيس تجمع الوحدة الإسلامية العالمي وعضو مجلس الشورى لأهل السنة في لندن. ويرافقه سيد أحمد ترمذي شاه صاحب رئيس مركز جماعة أهل السنة في بريطانيا وإمام جماعة الزهراء في هليفاكس. وغازي عبد العزيز جستي الأمين العام لمركز أهل السنة وإمام مؤسسة الغوث الإسلامية الخيرية في بريطانيا. ومولانا محمد أنصار عالم وناشط في مدينة هامستد البريطانية وحجي محمد فاروق أحمد عالم وناشط إسلامي في بريطانيا ومحمد صديق مستشار مؤسسة رمضان الخيرية في لندن وبيير سيد كرامات شاه صاحب عالم دين في مدينة ترنت البريطانية.
وجاءت زيارة الوفد بالتنسيق بين شعبة الإعلام الدولي في قسم إعلام العتبة الحسينية ومؤسسة الاستقامة في لندن بهدف تعريف علماء السنة المقيمين في بريطانيا بمجريات الأحداث في العراق وطبيعة المعركة التي يخوضها ضد عصابات داعش الإرهابية والتباحث مع علماء ومسؤولي العتبات المقدسة في العراق حول القضايا المشتركة والمصيرية لأبناء الدين الواحد.