مصبا- هضمه هضما من باب ضرب : دفعه عن موضعه , فانهضم. وقيل هضمه : كسره. وهضمه حقّه : نقصه. وهضمت لك من حقّي كذا : تركت وأسقطت.
مقا- هضم : أصل صحيح يدلّ على كسر وضغط وتداخل. وهضمت الشي‌ء هضما : كسرته. والهاضوم : الّذى يهضم الطعام , وأراه مولّدا. وامرأة هضيمة الكشحين : لطيفتهما , كأنّهما ضغطا. والهضم : انضمام أعلى البطن , وهو في الخيل عيب. والطلع الهضيم : الداخل بعضه في بعض. والأهضام : بطون‌ من الأدوية سمّيت بذلك لغموضها , الواحد هضم.
التهذيب 6/ 104- قال الليث : الهاضم : الشادخ لما فيه رخاوة ولين. وقال الفرّاء في - {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء : 148]: الهضيم ما دام في كوافيره. والهضيم : الليّن , واللطيف , والنضيج. ابن الأعرابي : هضيم : مري‌ء. وقيل ناعم. وقيل منهضم مدرك. وقال الزجّاج : الداخل بعضه في بعض.
أسا- هضم الشي‌ء الرخو : شدخه (غمزه) وكسره. وسقطت الثمرة من الشجرة , فانهضمت وتهضّمت , وهشمتها بيدي. وقصب مهضوم ومهضّم : غمز حتّى كاد ينشدخ. ومن المجاز : كشح مهضوم ومهضّم وهضيم وأهضم. وفي كشحه هضم. ورأيته متهضّما : متكسّر الوجه من الحزن , ومعدة هضوم. وهضمت المرأة من مهرها لزوجها : إذا وهبت له منه شيئا.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو غمز للشي‌ء في ذاته حتى يحصل له تحوّل واندقاق. ومن مصاديقه : تهضّم في الطعام , وانكسار في الوجه , أو في المهر , أو في الحقّ. وغمز في الشي‌ء بنقص أو ظلم أو إذلال أو غيره. وانضمام في الكشح أو في أعلى البطن. وطلع النخل الهضيم. وانخفاض في الوادي.
ولازم أن يلاحظ قيود الأصل , وإلّا فهو تجوّز.
وبينها وبين موادّ الهتم , والهذم , والهزم , والهشم , والهشم , اشتقاق أكبر , وفي كلّ منها نوع من التكسّر.
{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا } [طه : 112] الظلم هو التعدّي والتأثير في الشي‌ء من خارج. والهضم التأثير والغمز حتّى يحصل انغماز وتحوّل في ذاته. كتحصّل ضعف أو انكسار أو بطلان أو شرط زائد أو فوت شرط أو انتفاء اقتضاء , ممّا يتراءى في الأمور الخارجيّة و‌ المعاملات العرفيّة.
فالمؤمن في رابطة أعماله الصالحة ونتائجها وآثارها : لا يخاف عن توجّه ظلم أو حصول هضم وغمز.
نعم انّ الطرف المقابل حاكم غنيّ قادر عادل مطلق.
{وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ } [الشعراء : 148، 149] أي أوّل مرتبة من التمر يطلع هو لطيف دقيق وفيه ضغطة يدخل بعضه بعضا كأنّها مغموزة. والنظر الى سوء استفادتهم من هذه الخيرات , يقول :
{أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } [الشعراء : 146، 147].
وأمّا تخصيص الطلع بالذكر : فانّ الطلع في أغلب الأثمار فيه صلابة وخشونة وغير ملائمة في الطعم والمذاق.
____________________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ ‏م .