المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



سماحة السيد الصافي يدعو طلبة الجامعات إلى تحمّل المسؤولية في الحفاظ على مبادئ هذا البلد وقِيمه


  

184       12:43 صباحاً       التاريخ: 2025-04-12              المصدر: alkafeel.net
دعا المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي، طلبة الجامعات العراقية إلى تحمّل المسؤولية في الحفاظ على مبادئ هذا البلد وقِيمه. جاء ذلك في كلمته خلال الحفل المركزي لتخرّج طلبة الجامعات العراقية (دفعة على هدي القمر الخامسة)، الذي تقيمه شعبةُ العلاقات الجامعية والمدرسيّة التابعة لقسم العلاقات العامّة في العتبة المقدّسة، تحت شعار (من غيث كربلاء ينبت العطاء)، ضمن مشروع فتية الكفيل الوطنيّ، بمشاركة نحو 5 آلاف طالبٍ يمثّلون 64 جامعةً من مختلف محافظات العراق. وأكّد السيد الصافي على أهمّية الوعي بالذات والمسؤولية تجاه المستقبل، وعمل الإنسان على تحسين واقعه وصنع حياةٍ كريمة لنفسه، مشيرًا إلى أن الزمن يمرّ سريعًا، والعمر الجامعيّ خصوصًا يمرّ كلمح البصر، ممّا يستدعي اغتنامه وعدم التفريط به، لأنّه يحمل فرصًا لبناء الذات والعلم والخبرة.
ودعا سماحته الطلبة إلى العمل على بناء تاريخٍ مشرّفٍ لأنفسهم، من خلال العلم، والخُلُق، والمواقف الصالحة، لافتًا إلى أن الحياة الجامعيّة مليئة بالفرص التي يجب أن تُستثمر بشكلٍ جيّد، وأنّها تمضي سريعًا ويجب عدم تضييعها في الغفلة أو اللهو. وجاء في نصّ الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين. السلام على الإخوة الأعزاء، الأساتذة الفضلاء، أبنائي وأحبائي الطلبة، مهنّئاً لكم في هذه الأيّام المباركة التي تعيشونها، وأسأل الله تعالى صادقاً أن يوفّقكم لما فيه سعادة الدنيا وسعادة الآخرة، وأبارك للأساتذة الأفاضل نتائج هذا الغرس الكريم، الذي بان نتاجُه وأثمرت جهودهم لما بذلوه من العلم والتربية، وخرّجوا هذه الكوكبة المباركة التي ينتظرها الشيء الكثير. وأيضاً أبارك مشفوعاً لتلك الأسر الكريمة التي ما فتئت تشدّ على أيادي أبنائها بالعلم والعمل الصالح، وأبارك لهذا البلد الكريم، الذي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا فيه بلداً معافى، وأيضاً لا أنسى الدعاء لتلك الدماء التي سالت على أرض الرافدين، وهي تدافع عنه وعنّا وعنكم وعن حرمات هذا البلد الكريم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفعهم المقامَ المحمود، ولا شكّ أنّهم أصحاب فضلٍ علينا جميعاً لما بذلوه. حقيقةً لا أجد أمام ما تفضّل به الأخ عريف الحفل من نفسي إلّا كوني خادمًا لكلّ أحدٍ يريد خيراً لهذا البلد، وأنا أتشرّف عندما أقف أمام أبنائي وبناتي، وحقيقةً أشعر بالفخر وأنا أخاطبهم، وعندما أقول أبنائي وبناتي، فأنا صادقٌ بهذه الكلمة، لأنّي أحبّ هذه الطبقة من الشباب وأحرص على حرمات بناتي في هذه الأعمار، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا فيكم كلّ خير، وأن يبارك بكم مباركةً خاصّة، وأن يضع يده عليكم دائماً. وأنا أشاهد الصور وأرى هناك بعض الطلّاب والطالبات في الاحتفالات السابقة، يرفعون على قبّعاتهم كلمات تدلّ على عمق الوعي، أحدهم يُهدي تخرّجه إلى بلده، والآخر يُهدي تخرّجه إلى أبويه، وآخر يُهدي تخرّجه لصاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وآخر يقول بفتواك نجحنا أو تخرّجنا، وهذا دليلٌ على وعيِ هذا الطالب المبارك وعلى التفاتِهِ لما يكتب، ولذا قد يشجّعنا ذلك على أن نتكلّم مع أبنائنا بمُنتهى المسؤولية والمحبّة. وهنا أريد أن أنوّه إلى قضيّتين بما يسمح به الوقت، الحالة الأولى أنّ كلّ مجتمعٍ له قِيَم ومبادئ، وهذه القِيم معلومة، يعني قِيم ومبادئ البلد معلومة، أنتم يا أبنائي مسؤولون مسؤوليةً مباشرة على أن تتحمّلوا مسؤولية الحفاظ على هذه القِيم، وكما قلنا سابقاً قد يكون الحديث بعضه يُعاد من باب التأكيد لكن لأنّ الحضور يختلف، فيقتضي لذلك الإشارة والتنويه. نقول.. هذه الأعمار مهمّة، هذه الأعمار تصنع حدثاً، وتؤمّل منها أشياء كثيرة، لذلك مقتضى وظيفة الإنسان أن يتكلّم بتكليفه. اليوم أنتم على أعتاب مغادرة الجامعات في الدراسات الأوّلية، كلٌّ منكم الآن يُمكن أن يقيّم نفسه في بداية ما جاء إلى الجامعة، وفي هذه اللحظات يُمكن أن يقيّم، وسيظفر بمجموعةٍ من المتغيّرات، وهي كثيرة قد مرّ بها، فربّما كان يقتنع بشيءٍ وأصبح يقتنع بضدّه، أو كان يتحسّس من أمورٍ فأصبح الآن لا يكترث بها، وهذه حالة التطوّر وحالة التغيّر وحالة الاستفادة من التجارب. بلا شكّ، مهمّة الإنسان أن يمرّ بهذه التحوّلات، لكن هناك قِيَم ومبادئ يشعر الإنسان بداخله أنّه إذا تغيّر عنها سيؤنّبه ضميره، هناك نداء في داخله يصيح به دائماً أنّ هذه المبادئ إيّاك أن تتجاهلها، إيّاك أن تتركها، وهذه القيم هي مقام التمييز، نعم الجانب العلميّ جداً مهمّ، وهو يفتح باباً واسعة لكم، لكن إذا لم يكن مُصطحباً لهذه القيم ومع هذه المبادئ فقد يكون -والعياذ بِاللَّه- وَبَالًا عليكُمْ. هذه الأعمار الكريمة لا بُدّ أن تتروّى وتتأمّل في ما يُمكن أن يكون لها من مستقبلٍ زاهر، أو -العياذ بالله- غير ذلك، المأمول من أبنائي الأعزّاء أن يكونوا دائماً في حالة الالتفات إلى أنّهم يمكن أن يصنعوا المستقبل، أن يصنعوا لأنفسهم حياةً طيّبة، أن يغيّروا الأشياء التي لا تكون على نهجٍ صحيح، لأن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم، والإنسان يستطيع ذلك. هذه الأعمار عزيزة على أصحابها، وكما قلتُ في مناسباتٍ كثيرة، سرعان ما تمضي الأيام، الأساتذة الأكارم الآن لو أنّ كلّاً منهم يريد أن يتكلّم عن حياته الجامعية السابقة، سيرى وكأنّها بالأمس، بينما قد مضى عليها أكثر من أربعين عامًا مثلاً، سرعان ما تركض هذه الأيام وتمضي والإنسان ينمو ويتطوّر، وتزداد خبرته ويكون له تأريخٌ مشرّف، وعلى أبنائي الأعزّة أن يلتفتوا إلى هذه النواحي الدقيقة. النقطة الثانية ولعلّها الأهمّ، اليوم عندنا فوضى في المعارف، لاحظوا الآن أساليب التواصل الاجتماعي التي كثرت، وبين فترةٍ وأخرى تخرج لنا برامج ووسائل جديدة، وهذه التي تكون من ثقافاتٍ متعدّدة، والإنسان يتأثّر بثقافاتٍ قد تكون متناقضة مع ثقافته، لأنّ لكلّ ثقافةٍ بيئةً خاصّة بها، وأنت عندما تقرأ ستشعر أنّ هناك حالةً من الفوضى تعيشها بسبب صراع هذه الثقافات وهذه الأفكار، وتحتاج أن لا تبقى مستمرّاً على حالة الفوضى؛ لأنّك لا تعلم ما هي نتيجة ذلك، فلا بُدّ أن تكون بمستوى من الدقّة والالتفات واليقظة، حتى لا تقع ضحية هذه الفوضى، ولا بُدّ أن تستشير من تعتقد بأنّ استشارته جيّدة، وأن تستفيد من تجارب الآخرين الذين يريدون بك خيرًا. أبنائي الأعزّاء، المجتمع في كلّ العالم قد يمرّ بأزمات، واليوم.. العالم بمتناول الجميع، بمجرّد أن يجلس الإنسان ساعة، يستطيع أن يسمع أخبار العالم، سيرى هذه المشاكل تعصف بدول كثيرة، مشاكل سياسية، ومشاكل اقتصادية، ومشاكل علمية، ومشاكل اجتماعية، ومشاكل بيئية، وهناك بعض الأمور التي لها علاقة بالآفات والأمراض، أين أنت في زحمة هذا الجوّ؟!. لا بُدّ أن تكون عندك ثوابت، النقطة الأولى لا بُدّ أن تكون عندك قِيمٌ تضبط حياتك كي لا تجعل الفوضى تنساب إليك، لاحضوا الآن أنتم بحمد الله تعالى الآن على كرسيّ الختام للمرحلة الجامعية، أتكلّم عن مبادئ اجتماعيّة في طبيعة حياتنا، أنتم تعلمون الجهد الذي يبذله الأب، والجهد الذي تبذله الأم، هو تحت عنوان الأسرة، ما أجمل الطالب عندما يتعامل مع أبيه بمستوى يكون هناك فارق احتراميّ بينه وبين الأب، وهذه قضيّة عرفيّة ووصيّة الشرع السماوية، أنّ إطاعة الأبوين أمرٌ حسن، ويأتي هذا الطالب يقبّل يد الأب ويطلب منه الدعاء، ويطلب منه التسديد في مشواره، هذا أنتم تتحسّسونه بحمد الله تعالى. هناك بعض الثقافات ترفض هذه القضيّة، الابن قد يصرخ بوجه الأب، بعض الثقافات تجعل الأب هو المخطئ!!، والابن هو الصح!! وأنت بلا وعي قد تتأثّر بهذه الثقافة، فتتحوّل حياتك تدريجياً إلى رفض هذه المبادئ والقيم، رجوعك إلى ذلك بعد وقتٍ قد يكون صعباً عليك، لأنّك تشبّعت بشيء ليس من طبيعتك، أنا لا أتحدّث عن نقدٍ لتلك الثقافات فهم أحرار في اختياراتهم وإن كانت خاطئة، لكن لا يُمكنك أن تستسلم فجأة لشيءٍ قد لا يكون من طبيعتك. أستاذك الجامعيّ هذا أبٌ ثانٍ لك، العلاقة بين الطالب والأستاذ لا بُدّ أن تكون علاقةً مشوبةً بالتقدير والاحترام، هناك ثقافاتٌ قد تجعل الطالب يتجاوز على أستاذه، وقد تتقمّص هذه الثقافة وتحاول أن تقلّدها، بينما هي ليست ثقافتك، المعلم.. وأقصده بعنوان التعليم، وليس معلّم الابتدائيّة، الذي يمارس مهنة التعليم هذا إنسان محترم، أنت كطالب لا بُدّ أن تعطيه احترامه اللائق بك وبه، فإن تثقّفت بثقافةٍ تتجاوز هذه القيم، هذا غير صحيح، بعض الشباب يحاول أن يمزح، لا بأس، لكن لا تسخر بالقِيَم، لا تمزح بالقِيَم. كثير من المزاح هو جيّد، وهناك مزاح مسموح ومزاح بريء، لكن لا تتناول بعض القيم، لأنّك إذا مزحت بها، فنتيجتها أنك في المستقبل ستكون جادًّا برفضها. البنت الطالبة عليها أن تحترم أمّها، عليها أن تحترم أخاها، هذه الحالة نعبّر عنها بالغيرة، إذ لا بُدّ للإنسان أن يغار على بلده، أن يغار على علمه، أن يغار على أبيه، أن يغار على أمّه، أن يغار على أخته، أن يغار على ابنته، وهذه الغيرة هي جزءٌ من الشجاعة. إن الإنسان إذا كان شجاعاً سيكون صاحب غيرة، صاحب نخوة، وهذه الفتوّة وهذا الشباب إذا بقيت عندك ستبقى عندك إلى آخر العمر، أبقاك الله تعالى ما شاء الله من السنين في هذه الدنيا إن شاء الله تعالى، وإذا تنازلت عن هذه القِيَم ستتنازل عن قِيَمٍ أكبر منها.دائماً نتمثّل بالأمثلة الابتلائية اليوم، لو راجعنا سيرة البعض المخالِف للقِيَم، فإنّ كثيراً ممّن يتبوّأ الآن بعض المواقع في مجتمعاتنا، في أيّام شبابه كان يسخر من القِيَم، وعندما جُعل في مواقع محدّدة، أصبح يمُدّ يده على الرشوة، أو يمُدّ يده على أعراض الناس، وأصبح يستهزئ بكلّ المعاني، أصبح منبوذاً من القيم الحقيقية، ومن الناس الصلحاء، لأنه بدأ في بداية شبابه بالسخرية من القِيَم، فيصعب عليه الآن أن يرفض ما تعوّد عليه، لأنّ هذا أساسٌ نما معه. اليوم أنتم ذخيرة البلد، أتعلمون معنى ذخيرة البلد؟ الإنسان إذا أراد أن يسافر مثلاً في صحراء يفتّش عن ذخيرة من الأكل والماء، ليستعين به في سفره إلى أن يصل، أنتم ذخيرة البلد، يدّخركم ويأنس بكم ويتّكِل عليكم ويؤمن بكم لأنكم طبقة مثقّفة، وطبقة واعية، وطبقة قِيَم وطبقة صلحاء. يجب أن لا يكون الكسب المادّي هو الهدف، خصوصاً الكسب السريع، لأنّه يجعلك أيضاً تفقده سريعاً، مع مجموعةٍ من المشاكل، لأنّ بعض الشباب الآن مع هذه النزعة الشبابيّة يريد فجأةً أن يكون عنده كلّ شيء. إخواني وأبنائي، أنا أتمنّى لكم الحياة الكريمة والمعيشة الطيّبة لكن بالأسلوب الطبيعيّ، لا يمكن أن تأتي الآن إلى نخلة -وهي هوية العراق- وهي ما تزال فسيلاً، أن تُكرِهَها على أن تعطيك ثمرة!! لا يُمكن هذا، لأنّ ذلك يقتضي عمراً وظروفَ تربية، فإذا وصلت إلى العمر المحدّد، نعم ستُعطيك خيراً كثيراً. أنت نخلةُ البلد، فلا تستعجل وتحوّل نفسك إلى شجرةٍ غير مثمرة، أنت مُثمِر وأنت بك فائدة. النصيحة عندما تُعطى لك لا بُدّ أن تأخذ بها، لكن -كما قلت- من ناجح، لا تأخذ النصيحة من فاشل، لأنّ هذا الفاشل لو كان ناصحاً لنصح نفسه. لا تأخذ النتيجة من فاسق، من مرتشٍ، من كذّاب، من أحمق، وأنت تستطيع أن تميّز هؤلاء، خذ النتيجة من إنسانٍ يريد مصلحتك وإن كنت تتألّم أثناء النصيحة، وإن كنت تبكي أثناء النصيحة، لكنّك ستفرح بعد ذلك عندما تسمع نصيحة المخلص. اجلس بين يدي أبيك أو أمّك، استمع لكلامهم، فزيادة التجارب نماء في العقل، كلّما زادت التجربة نما عقلُ الإنسان وتعلّم، أنتم إخواني يطيب الكلام معكم لأنكم أهلٌ إلى أن تستمعوا، أهل إلى أن تطبّقوا ما تسمعون من نُصح. واقعاً لو تعلمون حجم سعادتنا الآن بكم، ثقوا أنها تفوق سعادتكم بتخرّجكم، الإخوة في أقسام العتبة المقدّسة منذ أكثر من ثلاثة أشهر يتعبون لغرض الوصول إلى هذه اللحظة في حفل تخرّجكم، كي يجتمع أبناؤنا في هذا المكان وبالأسلوب الذي كان بعد ظهر اليوم بهذه المسيرة الخلّاقة الطيّبة، التي نحن نباهي بها الناس، لنقول إن هؤلاء أبناؤنا وهؤلاء فتياننا. اسم (فتية الكفيل) اسمٌ جميل جداً، يدلّ على شبابيةٍ وأملٍ صدوق وليس أملاً كذوباً، يدلّ على ترقّب مستقبلٍ زاهر لهذا البلد. نحن –إخواني- نسعد وغيرنا يسعد وكلّ الصلحاء في البلد يأنسون، عندما يرون هذه الثلّة الطيّبة، أرجوكم رجاء أبٍ لأبنائه، أرجوكم وأنا لا أعرف أغلبكم إذا لم يكن كلّكم معرفةً شخصية لكن معرفة عامّة أنّكم أبناء بلدنا، أين يكون الرجاء الذي أرجوه منكم؟! أنا تكلّمت بهذا سابقاً ولا بأس بالإعادة الآن، عندما أقسمتم اليوم، والقَسَم جزمًا ردّدتموه بعقلكم ولم يكن قَسَمًا شكليًا بل واقعيّاً، يعني ردّدتم "أُقسم بالله العظيم" ورفعتم اليد، فاشترك اللسان واليد، وعندما تكلّمت كنت واعياً، يعني لم تكن -يا ولدي العزيز- نائماً وتكلّمت، فإذن العقل أيضاً كان حاضراً، وعليه فأرجوك.. لا تُعطِ عقلك إجازة، وتصبح بلا تفكير، فكّر، والعقل هو أداة التفكير، احسب الأمور جيداً. هذا لسانك الذي قلت به (أقسم بالله العظيم) لا تعوّده على الفُحشِ من القول والكلام البذيء، وهذه اليد التي رفعتها إيّاك أن تمدّها إلى مالٍ حرام. تذكّر هذه اللحظات، صدّقني ستكون من أسعد اللحظات في حياتك، وستُوفّق وأنا مطمئنّ إن التزمتَ بمبادئك، وأنتم إن شاء الله كلّكم أبنائي ليس فيكم ما يُخاف عليه منه، ستُوفَّقون توفيقاً خاصاً، ستعصم ذهنك وتعصم لسانك وتعصم يدك، هذه الأشياء الثلاثة اشتركت بأن تصنع منك كما صنع أهلك منك، وصنعت جامعتك منك، وصنعت أنت من نفسك، سيصنع منك هذا الفرد المبارك المهمّ لخدمة نفسك وخدمة بلدك. والأمل معقودٌ بكم جميعاً فحاولوا أن تَصدُقُوا أملنا فيكم، لأنّنا نأمل فيكم فصدّقوا أملنا فيكم، نرجو أن نعمل سويةً في ما ذكرنا، نبتعد عن كلّ ما يُشيننا، العرف يميّز ما يُشين وما يزين، فعلينا أن نبتعد عن كلّ ما يُشيننا. الحمد لله هذه المجموعة الطيّبة من كلّ أنحاء البلد جاءت اليوم، ونسعد بأن نكون بخدمتها وخدمة الإخوة والأساتذة الأفاضل، نسعد بذلك وأنا لا أملك لكم إخواني إلّا الدعاء والموفقية، وأن يرينا الله سبحانه وتعالى فيكم خيراً دائماً فهو الكفيل بذلك، مع استعدادنا النفسيّ إلى أن نكون من أهل محطّات الخير. الدعاء مستمرّ لكم ولأهاليكم ولزملائكم الذين رووا هذه الأرض من دمائهم، والعوائل الكريمة من ذويهم التي شرّفتنا.والواقع نحن لا نكرّم هذه العوائل، بل العوائل هم الذين يكرّموننا، الشهيد كرّمنا من أجلنا، استشهد من أجل هذا البلد، لذا نحن نحرص دائماً في كلّ الاحتفالات أن يكون الشهيد حاضراً بيننا من خلال عائلته ومن خلال أهله، فلهم منّا جزيل الشكر والتقدير ولكم منّي أحبّتي وأبنائي كلّ الدعاء وموفور المحبّة، سائلًا الله سبحانه وتعالى أن يحفظكم في أهلكم ومتعلّقيكم، وأن يمهّد الله لكم سبل النجاح ولا ترون إلّا خيرًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمدٍ وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
 


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
كلمات في سورة البقرة (ح 2) (بارئكم، جهرة، المن، السلوى،...
حمدي الروبي
دور الشباب في مسيرة الإنسانية والحضارة
د.أمل الأسدي
أحلامنا ومشاعرنا أثناء الإصابة بكورونا
حامد محل العطافي
دار الإمام علي عليه السلام
حمدي الروبي
قراءة نقدية في قصة (موديل) للكاتبة المصرية ليلى حسين
د.أمل الأسدي
قراءة الناقد اللبناني د. إلياس الهاشم في قصة (عبور)...
حامد محل العطافي
فوائد قرانية
د. فاضل حسن شريف
كلمات في سورة البقرة (ح 1) (صيب، أندادا، أبى، يسومونكم،...
حامد محل العطافي
في افتتاح السفر بالصدقة
قصص وعظات
النَّاصِحُ
د.أمل الأسدي
طلاء الأظافر الأحمر
حمدي الروبي
مِن تائية ابن الروبي
محمد الموسوي
دور التقنية الحيوية في تطوير العلاجات الحديثة
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية في کتاب الفتاوى الواضحة للسيد محمد باقر...