أكّدت العتبة العباسية المقدسة أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) اتخذ طريق الجهاد الفكري والاستراتيجي لضمان استمرار الإسلام. جاء ذلك في كلمة العتبة المقدّسة التي ألقاها رئيس الوفد السيد عدنان جلوخان الموسوي، ضمن فعاليات المهرجان الذي ينظمه قسم العَلاقات العامّة في العتبة العباسية المقدّسة، بالتعاون مع تجمّع منارة الفكر ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني، في محافظة ذي قار. وتحدّث السيد جلوخان عن الإمامة ومقامها ودور المعصوم في حماية الإسلام مستدلًّا على ذلك بآيات من القرآن الكريم. وقال: إنّ "الإمام الحسن (عليه السلام) اتخذ طريق الجهاد الفكري والاستراتيجي في مواجهة بني أميّة، إذ أدرك أنّ الحرب العسكرية في ظلّ الظروف المحيطة لن تحقق الهدف المرجو، فاختار أسلوبًا يضمن استمرار الإسلام ويكشف زيف الحكم الأموي". وأكّد جلوخان على أهمية العلم في مواجهة أعداء الإسلام، وما هي طرقهم في استغلال الجهل؛ بهدف نشر الخرافات بين الناس، ما يسهل عليهم اختراق المجتمعات وسلب هويتها الدينية والفكرية.
وبيّن جلوخان أنّ المرجعيّة الدينية اليوم تسير على نهج الأئمة الأطهار (عليهم السلام) في حفظ الدين وحماية المجتمع من المخاطر، مستشهدًا بفتوى الجهاد الكفائي التي صدرت لحماية الأرض والعقيدة، والتي أثبتت أن الالتزام بتوجيهات المرجعية هو السبيل لحفظ المجتمع وصون هويته. وأشار إلى أنّ "الأمّة بحاجة إلى قاعدة جماهيرية واعية ومتماسكة تستعد لاستقبال الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)، عَبرَ التهيئة الروحية والعقائدية والفكريّة" مؤكدًا أنّ "بناء هذه القاعدة مسؤولية تقع على عاتق الجميع". وأوضح أنّ "شيعة العراق أثبتوا أنّهم أهل للالتزام بنهج أهل البيت (عليهم السلام)، حين لبّوا فتوى الجهاد الكفائي، وضحّوا بأرواحهم لحماية الدين والأرض" مؤكّدًا "ضرورة التمسك بهذا النهج والاستمرار في حفظ دماء الشهداء بذكرهم والدعاء لهم".