في رحاب الأدب والشعر تتناغم الألفاظ وتتداخل الصور الشعرية، ويزدهر الفكر بين سطور الكلمات، وتشرق الأنوار على الأفق الثقافي بأبهى صورها من جنة الإمامين موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام"، ومع الرعاية المباركة التي يوليها الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري للمشروع الثقافي، تجدد موعدنا في مُلتقى أدبي يبعث الفخر والاعتزاز، ويعيد للذاكرة الأصالة الشعرية ويغذي الروح بالمعاني النبيلة، إيماناً بأهمية استعادة الجمال المفقود في الشعر العربي الفصيح، وإعادة صوته إلى منابع لغتنا الحية، إذ اقيمت فعاليات المهرجان السنوي الدولي العاشر للشعر العربي، الذي درجت على تنظيمه الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة والمنعقد بعنوان: (قوافٍ تُنثر في رحاب الكرار والكوثر)، بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، إلى جانب كوكبة من الشخصيات الأدبية والثقافية والأكاديمية والكتّاب والمثقفين المتذوقين للشعر العربي الفصيح، وبمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء من (تونس، والأردن، والكويت، والسعودية، وإيران) ومختلف محافظات عراقنا الحبيب، ليقدموا ما جادت به قريحتهم من نظم وقصائد غرّاء.
استهل المهرجان الذي أدار عرافة فقراته الخادم الشاعر هادي السلامي بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين في جلسته الاولى قارئ العتبة الكاظمية المقدسة قاسم الزاملي والقارئ حسين مع الله في الجلسة الثانية، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها الشاعر الاديب رياض عبد الغني الكاظمي جاء فيها قائلاً: (إننا في العتبة الكاظمية المقدسة نرجو في هذا المهرجان تحقيق مجموعة من الأهداف الثقافية والدينية والاجتماعية؛ منها: إحياء التراث الديني والأدبي، وتسليط الضوء على سيرة أهل البيت عليهم السلام وقيمهم، وترسيخ حبّهم والتعبير عن ولائهم، ونقل رسالتهم إلى الأجيال من خلال الشعر والأدب.. كما نعمل على تعزيز الهوية الإسلامية ونشر الثقافة الإسلامية وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية عبر الشعر الهادف، فضلاً عن دعم المواهب الأدبية وتحفيز الإبداع الشعري، وإيجاد بيئة تنافسية إيجابية بين الشعراء وتشجيعهم على تطوير أساليبهم الشعرية، وتأكيد التواصل الثقافي وجمع الشعراء والمثقفين من مختلف المناطق من داخل العراق وخارجه لتعزيز الحوار والتفاعل الأدبي في رحاب موسى والجواد عليهما السلام، لإبراز دور العتبة الكاظمية في نشر الثقافة والفكر الإسلامي ودعم الفنون الهادفة.. ولجعل المهرجان محطة مهمة في المشهد الثقافي والديني تجمع بين الأدب اللغوي والأدب الروحي.
وأضاف: لقد وصلت إلى اللجنة المنظمة للمهرجان أكثر من ستين قصيدة عرضت على لجنة متخصصة لفحصها وتقويمها حيث قُبلت عشرون منها، فضلاً عن اختيار ثلاث قصائد للتنافس على المراكز الثلاثة الأولى.
موضحاً: لقد كان من المزمع عقد هذا المهرجان تزامناً مع انعقاد المؤتمر العلمي السنوي الثالث عشر وإقامة معرض الكتاب السنوي في آخر شهر أيلول من العام الماضي، ولكن بسبب الظروف الإقليمية والحوادث التي ألمّت بالشعبين الفلسطيني واللبناني أُرجئ المهرجان احتراماً لمصابهم وأحزانهم.. لينعقد اليوم تزامناً مع ذكرى ولادة منقذ البشرية الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف").
بعدها ألقى الشعراء المشاركين قصائدهم وتعالت أصواتهم واتحفوا الحضور بما جادت به قرائحهم معبرين بها عن إحساسهم ووجدانهم وخيالهم الخصب حيث قضوا وقتاً ممتعاً من خلال تفاعلهم مع الصور الشعرية الرائعة التي قدمها حول أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وزوجه سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين السيدة فاطمة الزهراء "عليهما السلام"، وكان مسك ختام فعاليات المهرجان السنوي الدولي العاشر للشعر العربي، المنعقد تحت شعار: (قوافٍ تُنثر في رحاب الكرار والكوثر)، توزيع الدروع والشهادات التقديرية على الشعراء المشاركين، واللجنة المنظمة للمهرجان ولجنة معرض الكتاب السنوي الدولي العاشر، واللجان الساندة من الخدم في أقسام وشُعب ووحدات العتبة المقدسة الذين ساهموا بنجاح فعاليات هذا المُلتقى الثقافي وسط تطلعات الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بأن يكون هذا المهرجان والمهرجانات القادمة بإذنه تعالى مناسبةً لتكريس وتجذير مفهوم الولاء المحمدي والمودة الصادقة لآل البيت "عليهم السلام" وترجمتها إلى سلوك ينعكس على حياتنا اليومية باعتبارهم الأسوة الحسنة.