المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كلمة سور‌


  

9233       02:27 صباحاً       التاريخ: 19-11-2015              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-1-2016 3745
التاريخ: 12-6-2016 3038
التاريخ: 20-1-2016 5206
التاريخ: 28-6-2021 1885
التاريخ: 10-12-2015 12119
مقا- سور : أصل واحد يدلّ على علوّ ارتفاع ، من ذلك سار يسور ، إذا غضب وثار. وإنّ لغضبه لسورة ، والسور جمع سورة ، وهي كلّ منزلة من البناء. وأمّا سوار المرأة ، والإسوار من أساورة الفرس وهم القادة : فأراهما غير عربيّين.
وسورة الخمر : حدّتها وغليانها.
مصبا- ساريسور : إذا غضب ، والسورة : اسم منه ، والجمع سورات. وقال الزبيدي : السورة : الحدّة ، البطش. وسار الشراب يسور سورا وسورة : إذا أخذ الرأس ، وسورة الجوع والخمر : الحدّة أيضا ، ومنه المساورة وهي المواثبة. والسورة من القرآن جمعها سور. وسور المدينة : البناء المحيط بها ، والجمع أسوار.
مفر- السور : وثوب مع علوّ ، ويستعمل في الغضب والشراب ، وسوار المرأة معرّب وأصله دستواره ، وكيفما كان فقد استعملته العرب واشتقّ منه سوّرت الجارية وجارية مسوّرة ومخلخلة.
أسا- سار عليه : وثب ، وساوره ، والحيّة تساور الراكب ، وله سورة في‌ الحرب ، وتسوّرت اليه الحائط ، وسرت اليه في أعالي السور ، وكلب سوّار : جسور على الناس ، وجلس على المسورة وجلسوا على المساور ، وهي الوسائد ، وهو سوّار في الشراب : معربد.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو هيجان مع اعتلاء وارتفاع ، وهذا المعنى يختلف خصوصية باختلاف المصاديق.
يقال : سار غضبه إذا هاج وظهر واعتلى أثره. وسار الشراب إذا هاج أثره وظهر السكر وبرز. وسارت الحيّة إذا هاجت وحملت على شخص ، وسار البناء إذا اعتلى وارتفعت مراتبه وطبقاته من دون انتظار.
وبهذه المناسبة يطلق السور على جدار عظيم وسدّ يمنع عن المخالف ويسدّ بين المتجاوزين أو متجاوز ، فالسور مظهر هيجان وارتفاع وعلامة وثوب وثوران وغضب ، وهو أعمّ من أن يكون سور بلد أو غيرها- كما قال تعالى :
{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} [الحديد : 13].
أي يضرب يوم القيامة بين المؤمنين والمنافقين بهذا السدّ للدفاع عن المنافقين وردّهم.
وبهذه المناسبة أيضا تسمّى سور القرآن كلّ واحدة منها بسورة : فانّ كلّ سورة منها كالسور يسدّ به ويدفع به المخالفون ، كما قال تعالى :
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة : 23].
{قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ} [يونس : 38].
فكلّ سورة سور في الحقيقة بين المؤمنين والكافرين ، وأسدّ عدّة معنويّة قطعيّة يدفع بها أيّ نوع من وساوس المخالفين وتعرّضهم ، وهو مظهر من هيجان الحقّ واعتلائه وظهوره في قبال المعاندين.
وبهذا ظهر أنّ السورة من القرآن كلّ قطعة وطائفة من الآيات الكريمة يكون على هذه الصفة ، وليست مخصوصة بما هو المشهور المعروف خارجا ، وإن كان هذا‌ مصداقا كاملا له.
ويدلّ على هذا المعنى أيضا قوله تعالى : . { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ } [التوبة : 64].
{وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ} [التوبة : 86].
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } [محمد : 20].
فانّ وحشة المنافقين ودعاء المؤمنين ليست في نزول سورة كاملة تامّة ، بل في سورة تتضمّن التنبيه على ما في قلوبهم وذكر القتال فيها. وهكذا صدور حكم الايمان مع الجهاد في سورة ، فانّ المراد طائفة من الآيات الّتي تحتوي على هذه الأمور.
وعلى هذا المبنى : يلزم البحث عن وجود دليل قاطع يثبت وجوب قراءة سورة كاملة من القرآن في الصلاة بعد الحمد.
وأمّا عجز البشر عن إتيان بسورة مثل القرآن : فانّ القرآن مضافا الى محتوياته من المعارف العالية والحكم الجامعة والحقائق في كلّ جهة : قد نزّل على أحسن بيان وأفصح منطق وأكمل تأليف.
ومن وجوه إعجازه الّتي يبحث هذا الكتاب عنها : استعمال كلّ كلمة في معناه الحقيقيّ ، وانتخاب أيّ كلمة مخصوصة بالمورد من بين الألفاظ المترادفة والمتشابهة ، ورعاية صيغة مخصوصة من صيغ المادّة على مقتضى ما يستدعيه المورد ، وتركيب الكلمات على أجمل نحو يذكر في علم الفصاحة.
وهذا ممّا لا يمكن للبشر أن يأتي به وإن بلغ من العلم الى أقصاه ، وقد أثبتنا هذا الموضوع الى هنا من هذا الكتاب بتوفيقه وتأييده وتعليمه ، ونرجو أن يوفّقنا في إتمام الكتاب بمنّه وجوده.
{سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [النور : 1].
الظاهر أنّ المراد هو السورة الكاملة وهي سورة النور ، وهكذا في قوله تعالى :
. {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} [هود : 13].
وأمّا كلمة سوار والإسوار : فالظاهر كونهما معرّبتين من الفارسيّة. فالأسوار‌ معرّبة من أسوار وسوار بمعنى الفارس في مقابل الراجل. والسوار معرّبة من دستوار ، بمعنى دست بند.
ويجمع السوار على أسورة وأساور ، وقد يشتقّ منه انتزاعا ، فيقال : سوّرها فتسوّرت ، أي جعل لها سوارا فأخذته واختارته.
{يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [الكهف : 31].
{وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان : 21].
{فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ} [الزخرف : 53].
التحلية هو التحسين بالزينة العرضيّة كالأساور ، وغيرها. والأساور جمع أسورة.
والآية الأخيرة راجعة الى موسى (عليه السلام) من جانب فرعون.
وأمّا تفسير الآيات الكريمة من جهة الروحانيّة : فالتحلية يكون إشارة الى ما يتجسّم من بعض الأعمال الصالحة الّتي تتحلّى بها النفوس. والأساور : تكون إشارة الى الموارد ومصادر الحلي ومجاليها ، وهي أيدي القدرة وسواعد المجاهدة والعمل.
والذهب والفضّة : تكون إشارة الى مقدار الخلوص وميزان الكيفيّة فيها-. { فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } [هود : 115] *.
. {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ} [ص : 21 ، 22].
التسوّر تفعّل من السور ، وقلنا إنه الهيجان مع اعتلاء ، فيكون المعنى اختيار الهيجان والاعتلاء وإظهاره بالرغبة في محلّ المحراب ، فانّ التخاصم يقتضي تلك الحالة ويستدعي اختيار تلك المواثبة.
وبهذا التوضيح في تفسير تلك الآيات الكريمة : يتّضح ما في التفاسير وكتب اللغة من الوهن والاختلاف والخلاف. واللّه هو الهادي.
_____________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ ‏هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع  ١٣٣٤ ‏هـ.
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ ‏م .


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)