تشترك المؤتمرات العلمية ضمن أسبوع الإمامة الدولي الثاني، الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة بخمسة محاور ستُناقش ضمن الجلسات البحثية. وتقيم العتبة المقدسة أسبوع الإمامة الدولي الثاني تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان)، وبعنوان (منهاج الأئمة -عليهم السلام- في تربية الفرد والأمة)، للفترة 27/6/2024م إلى 4/7/2024م. ويتضمن أسبوع الإمامة الدولي الثاني عقد (12) مؤتمرًا علميًّا عن الأئمة الاثني عشر المعصومين (عليهم السلام)، إذ تدور مجريات كل مؤتمر عن أحد الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
وجاءت المحاور الخمسة لكل مؤتمر على النحو الآتي: المحور الأول: أثر روايات الأئمة (عليهم السلام) بالعلوم القرآنية والتفسيرية: يرتبط هذا المحور بجهود الأئمة (عليهم السلام) بفهم النص القرآني وتفسيره، وبيان مدى قدرة الأمة على الإفادة مما ورد في آثاره الشريفة من موجهات أخلاقية إيمانية تؤسس لمنظومة رفيعة في بناء فرد، ومن ثم مجتمع أخلاقي قرآني نبوي. وإنّ مهمة هذا المحور قراءة الجانب النظري في فهم النص القرآني وتفسيره وامتداد هذه المعاني لتكون لبنة في بناء الجماعة المؤمنة على نحو ما عرف عن الكثير من الشخصيات التي كانت من مخرجات مدرسة النبوة والإمامة. المحور الثاني: التربية الدينية (العقدية والفقهية): يهدف هذا المحور إلى دراسة أثر الأئمة (عليهم السلام) في التربية الدينية للمجتمع عن طريق سعيه إلى تنظيم علاقة الفرد بربه سبحانه، وبناء منظومة دينية فاعلة متحركة وجعل الدين بمستوييه العملي والفكري، دين حياة فاعلة تبعث في الإنسان قوة وصبرًا وروحًا تنتج الحياة بمعاييرها الربانية الرفيعة. المحور الثالث: التربية النفسية والأخلاقية والاجتماعية: يُعنى هذا المحور بما ورد عن الأئمة (عليهم السلام) من أحاديث عن تحقيق الاتزان حضاريًّا ينتج شخصيات مجتمعية فاعلة بريئة من مشكلات مرحلة الطفولة وتداعياتها النفسية للفرد وما يُبنى عليه من اتزان سلوكي، ويعنى كذلك بدراسة شبكة العلاقات الأسرية من الأبوة، والأمومة، والبنوة، وصلة الرحم، وإنشاء عالم طفولة مؤسّس تأسيسًا فكريًّا وحضاريًّا ينتج شخصيات مجتمعية فاعلة بريئة من مشكلات مرحلة الطفولة وتداعياتها. المحور الرابع: التربية الأدبية والثقافية: يُعنى هذا المحور بالآثار الثقافية والمعرفية والفكرية الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) وعلاقتهم بتلك الآثار بالبناء المعرفي للفرد والمجتمع وثمرات هذا البناء مما أنتجته قـرائـح الأدباء والشعراء، وما أنجزته أقلام العلماء من منجزات فكرية، ولغوية، وأدبية، تأسيسًا على مقولات الأئمة (عليهم السلام) في التربية الثقافية والمعرفية والأدبية، التي استهدفت بناء الفرد المثقف والأمة المتعلمة. المحور الخامس: التربية الصحية والبدنية: يُعنى هذا المحور بما ورد عن الأئمة (عليهم السلام) من ضرورة التربية الصحية والبدنية التي تقود حتمًا إلى إنتاج فرد سليم لا تعيق العلل قدراته على أن يكون فردًا مساهمًا في بناء أمته، وإذا ما عُلمت الأهمية القصوى التي يوليها عالمنا المعاصر للسلامة الصحية والبدنية، فإنّ من الضروري إضاءة السبق المعرفي في هذا المضمار.