ابتهاجاً بالذكرى المباركة لولادة خاتم الوصيين الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف"، وانطلاقاً من قول إمامنا جعفر الصادق "عليه السلام": (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيىٰ امرنا )، وبتوجيه من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، شارك وفد العتبة الكاظمية المقدسة الذي ترأسه نائب أمينها العام المهندس سعد محمد حسن في المهرجان السنوي الثامن الذي أقامته رابطة خدّام أهل البيت "عليهم السلام" في محافظة بابل/ قضاء الهاشمية بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة وجمع غفيرة من أبناء القضاء والمدن المجاورة له، وتأتي هذه المشاركة امتداداً لفعاليات الأسبوع المهدوي في عامه الثالث الذي تقيمه العتبة الكاظمية المقدسة.
استهل الحفل بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة الرضوية الحاج سعيد طوسي، كما شهد إلقاء كلمات عدّة كان من بينها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها نائب الأمين العام جاء فيها قائلاً: (نبارك لكم الولادات الشعبانية الميمونة وتشرّف الدنيا بالأقمار المحمدية وإشراقة الأرض بالأنوار العلوية.. خاصة ونحن ما زلنا نعيش عبق ولادة منقذ البشرية والمخلّص الموعود الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف".
وكذلك نبارك لكم ذكرى ولادة فتوى الدفاع الكفائي التي أطلقها سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، كما نبارك للجميع ولادة أمل جديد في عالم اليوم وهو عالم الوعي والمقاومة لكل أنواع المخططات التي يشنها أعداؤنا لاستهداف معتقداتنا وهويتنا الإسلامية والسيطرة على عقول شبابنا وفتياتنا والعمل على إبعادهم عن الدين الحق وإضعاف الرابطة الولائية بينهم وبين قادتنا ورموزنا.. لذا فمن الواجب علينا اليوم أن نرسخ لثقافة التواصل والتفاعل والتفاؤل بين الموالين والمؤمنين وتقوية الأواصر فيما بينهم في المنطقة الواحدة والقرية الواحدة من جهة وبين أفراد الأسرة الواحدة من جهة ثانية لإفشال مخططات العدو في زرع الفتنة والتفرقة.. وهذا التفاعل والتفاؤل يعتمد على ركائز مهمة نذكر منها الآتي:
الركيزة الأولى: هي الانتظار الإيجابي المتمثلة بالعمل والجد والاجتهاد والمثابرة كل حسب تخصصه ومن دون أن يتأثر سلبيا بما يجرى هنا وهناك كالإعلام الناعم وتزييف الحقائق ومحاولات تسقيط رموزنا ونشر كل ما يسيء إلى مبادئنا وإسلامنا ومذهبنا.
الركيزة الثانية: وهي تتعلق بدعم حالة التفاؤل من خلال ما وصلت إليه الأمة مقارنة مع ما كانت تعانيه قبل سنوات قليلة عندما كان الطواغيت يسيطرون على مقدرات الشعوب ويحاربون مظاهر الدين.. بينما نجد اليوم صورا مشرقة للبناء الفكري، وصورا للتصدي وصورا للوعي وصورا لنشر فكر أهل البيت "عليهم السلام"، وإحياء الشعائر الحسينية وصورا مشرقة لتعليم القرآن الكريم وصورا مشرقة للعتبات المقدسة وبعض المؤسسات الفاعلة والجهات الناشطة لخدمة المذهب تعود لمعتمدي المرجعية الدينية ولا ننسى الصور الأكثر إشراقا استجابة الشباب والرجال والعوائل لتلبية الدفاع عن الأرض والعِرض والمقدسات عند صدور فتوى الدفاع الكفائي وما هي إلا إحدى صور التمهيد لدولة الإمام المهدي "عجل الله فرجه الشريف" ونصرة المستضعفين.
الركيزة الثالثة: وهي الأهم والتي قد تحتم علينا التفاؤل وذلك من خلال إصرار المؤمنين على مواجهة أجندة الإعلام المعادي من جهة وتنامي الوعي من جهة ثانية لمحاربة البرامج التي تهدف إلى إفساد المجتمع وتمييع الشباب وانحلال المرأة ومنها ما يتم له الترويج في حفلات التخرج الجامعية التي أخذت تتجه نحو الإسفاف والتحلل الخلقي لضرب الشريحة التي يُعتمد عليها في بناء العراق وتطويره.. هذا الوعي أدى إلى وجود رغبة حقيقية لدى الطلبة وأمنية باحتضان العتبات المقدسة لخريجي الجامعات في حفل مهيب وهو أمر يبعث على التفاؤل إذ ينبئ بوجود آلاف الطلبة على درجة كبيرة من الوعي والإدراك.. لذلك أقامت الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في الاسبوع الماضي مهرجانا كبيرا لتخرج طلبة جامعات بغداد من الذكور والإناث وبمشاركة أكثر من 8000 طالب وطالبة فضلا عن مهرجان أم أبيها تكريم الطالبات اللائي يرتدين العباءة الفاطمية الزينبية في الحرم الجامعي وبمشاركة ما يقارب 5000 طالبة وكل هذا هو مدعاةٌ للتفاؤل بوجود شريحة واسعة محافظة يُمكن الاعتماد عليها غدا في البناء والتطوير والمواجهة والنهوض بواقع المجتمع العراقي).
كما شهد الحفل مشاركة خادم العتبة المقدسة الشاعر مرتضى الحسني بقصيدتين الأولى بعنوان: (مهدي الزمان) ومنها هذه الأبيات:
سَتورِقُ في خُطَاكَ ألأُمنِيَاتُ ** وَتَحتَ لِوَاكَ يأتَلِفُ الشَّتَاتُ
سَتُبعَثُ لَلزَّمَانِ فَتَىً نَقيًا ** عَلَى كَفَّيكَ تَبتَسِمُ الحَيَاةُ
سَتَرسُمُ في جَبينِ الشَّمْسِ عَرشًا ** فَتَهوي تَحتَ عَرشِكَ مَملَكَاتُ
وقصيدة أخرى عن الفتوى المقدسة بعنوان: (كانوا هُنا) ومنها هذه الأبيات:
كَانوا هُنَا يَتَحَشَدونَ صَوَاعِقًا ** كَيْ يُطبِقوا وَجْهَ السَّمَاءِ عَلى الثَّرى
كَيْ يُنْبِئُوا جَيشَ السَّرَابِ حَقيقَةً ** عَنْ مَوطِنٍ بِاللهِ كَانَ مُؤزَّرَا
عَنْ فِتيَةٍ رَسَموا عِرَاقَ بُطُولَةٍ ** بِدِمَائِهِم فَاقَ الخَيَالَ المُبْهِرَا
كما تخلل الحفل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين إذ تألقوا حين صدحت حناجرهم حباً وولاءً لمهدي الأمة "عجل الله فرجه الشريف"، وفي الختام أثنى الوفد المشارك على الجهود المباركة لرابطة خدام آهل البيت متمنياً لهم دوام التوفيق والسداد.