بمناسبة اليوم العالمي للقرآن الكريم ومن رحاب الإمامين الهمامين العسكريين (عليهما السلام)، نظمت الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة المحفل القرآني الدولي بمشاركة نخبة من القراء الدوليين مساء يوم الأربعاء الموافق 2024/2/7 في رواق الإمام الهادي (عليه السلام).
استهل المحفل بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها قارئ ومؤذن العتبة العسكرية المقدسة الحاج قيصر الدجيلي، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة القاها رئيس قسم الشؤون الدينية والفكرية سماحة الشيخ محمد الخالدي جاء فيها:
"في هذه الليلة المباركة وفي رحاب بيت المولى صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) والجوار المبارك للإمامين العسكريين (عليهما السلام) نجتمع معاً حول مائدة القران الكريم لنحيي به قلوبنا ونجلوا الصدأ عنها متمسكين بحبل الله الممدود فنعم الورد المورود" ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، ومن النعم العظمى علينا أن انزل الينا كتابه الذي" لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) قراناً عربياً غير ذي عوج على لسان أشرف الخلق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحيٌ يوحى ليبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدىً ورحمةً لقوم يؤمنون".
و أضاف الشيخ الخالدي " لقد أحاط الله عزوجل كتابه العزيز بعناية خاصة حيث وكل به ملكاً من أعظم الملائكة قدراً وخلقاً وهو جبريلُ (عليه السلام) والمبلغُ به الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) أفضل الخلق طهراً، ثم جعل أهل البيت (صلوات الله عليهم) عِدلاً لكتابه وترجمة لآياته وحفظة لعلمه ، وكما جاء في الحديث المشهور (أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابداً) فهم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويل آياته، وفي نفس القران اخذ الله عزوجل ببيان فضائل الكتاب وسعة دائرة معارفه فمن قال ان دائرة معارفه أوسع من دائرة البروج فقد أخطأ التعبير حيث نجد القرآن الذي هو علم الله وإرادته تارة يتحدث عن عالم النشأة الأولى والخلق الأول مروراً بعالم الذر وعالم الميثاق وعوالم ما قبل عالم الدنيا ثم بيان حقيقة الدنيا وأنها دار الاختبار والامتحان ودار الغرور مبيناً لنا السبل لنجعل منها داراً لبلوغٌ الرضا والسمو بالنفس الى أرقى المراتب، مروراً بعالم البرزخ الى عالم القيامة الى عالم الخلد ببيان في غاية اللطافة وأعذب الكلمات وقصص كلها عبرةٌ، وعلى حد تعبير القرآن ماكنت تعرفها انت ولا قومك، متطرقاً الى بيان جملة من الاحكام الشرعية وجزئيات الحياة العامة والحالات الاجتماعية ليرسم لنا منهاجاً متكاملاً، فهذا الكتاب الكريم هو رسالةٌ عمليةٌ آلهية ،لقد اكثر الباري عزوجل من مدح القرآن ووصفه في آيات كثره وعلى هذا جرت سيرة اهل البيت (عليهم السلام) حيث نجد مئات الاحاديث في فضل القرآن وثواب تاليه والعامل به وعن امير المؤمنين (عليه السلام)في بعض خطبه (واعلموا انه ليس على أحد بعد القرآن من فاقه ، ولا لاحد قبل القرآن من غنى) ويقول عليه السلام أيضا: (ومن طلب الهدى في غيره فقد أضله الله)".
وأشار الخالدي " اننا اليوم مطالبون أكثر مما سبق بحفظ حرية هذا الكتاب الذي يتعرض الى هجمة شرسة لضرب مفاهيمه وحرفِ آياته والترغيب في هجره باعتباره كتاب قديم وأنه لا يواكب التطور في هذا العصر وهذا هو أسفل مراتب الجهل حيث يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والأرض) بل وصل الامر أكثر من ذلك حيث جرى التعدي على كتاب الله بالتدنيس والحرق مما يحدوا بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة الى اصدار القرارات المناسبة والرادعة التي تقطع دابر المستخفين بمشاعر المسلمين في العالم وتجريم من يفعل ذلك.
بعدها استمع الحاضرون الى تلاواتٍ عطرةٍ للقارئ الدولي وحيد نضريان من جمهورية إيران والقارئ الدولي محمد علي الطاروطي من جمهورية مصر شنفوا بها اسماع الحاضرين.
يشار الى أن الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة أعدت برنامجاً خاصاً بمناسبة اليوم العالمي للقرآن الكريم يستمر لمدة أربعة ايام يتضمن العديد من الفعاليات والنشاطات الدينية لدعم وتعزيز الوعي القرآني بين المجتمع الإسلامي والعمل بنهجهِ القويم ومن أهم تلك النشاطات إقامة المسابقة القرآنية الوطنية الأولى للحفظ والتلاوة بعنوان (الروض الندي في رحاب العسكري الزكي).