اقامت العتبة العسكرية المقدسة حفل اختتام مهرجان خاتم الاوصياء الدولي الثاني تحت شعار (اشراقة السماء في ارض سامراء)، بمناسبة ولادة الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في ليلة أمس الثلاثاء الموافق (7-3-2023) في رواق الامام الهادي (عليه السلام)،الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة الأستاذ الدكتور " محمد قاسم" وبمشاركة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد "عيسى الخرسان" وممثلين العتبات المقدسة وامر لواء الامام الهادي (36) سماحة الشيخ "يوسف المياحي" وشخصياتٍ دينية واكاديمية وعدد من القيادات الأمنية في مدينة سامراء المقدسة وجمعٍ غفير من الزائرين الكرام.
استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها قارئ العتبة المقدسة الحاج "قيصر الدجيلي" جاء بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة القاها نيابة رئيس قسم الشؤون الدينية سماحة الشيخ "محمد الخالدي" بارك فيها الى مقام النبي الاكرم وأهله بيته الاطهار (عليهم السلام) وكل من سار على درب ولايتهم بأزكى التهاني والتبريكات بمناسبة اشراقة شمس امل المحرومين، وهبة الله للمستضعفين وامام العدل الصارم وماحقِ الظلم وارد المظالم مولانا ونور عيوننا الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه)".
وبين سماحة الشيخ "الخالدي"
"لقد اقترن هذا الاسم المبارك بعناوين عديدة منها اتفقت عليه الكلمة ومنها اختلفت، ومن العناوين التي وقعت محلاً للقيل والقال هي اقتران هذه الشخصية المباركة بغيبة طويلة تناولتها الاخبار فبين منكرٍ لها ومؤول وبين مثبت لها ومصدق ،غيبة محيرة لم تحتملها العقول الا القليل ممن وعى والقى السمع واستسلم لأمر الله ثقة به وبحكمته وبعلمه وعدله ،فكيف تفسر غيبة الامام ، اننا نجد في تاريخ الأنبياء والاولياء ان ظاهرة الغيبة هي ظاهرة عامة وليست حالة استثنائية تفرد بها الامام الحجة(عج)، فالقران الكريم يصرح بذكر انبياء واولياء قد حدثت عندهم غيبات كالنبي موسى (عليه السلام) حيث غاب عن قومه عشر سنين في مدين وكانت له غيبة أخرى عندما ذهب لميقات ربه لشهر فزادها الله عشراً فتم ميقات ربه أربعين ليله، وغيبة أخرى للنبي يونس (عليه السلام) ، والنبي يوسف وأخرى لأهل الكهف ولعزير وللنبي عيسى (عليهم السلام)، فالغيبة ينبغي ان تكون سؤالاً عاماً غير مختص بالإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)".
وأضاف "الخالدي" ان السبب الكامن وراء هذه الغيبة لمولانا المهدي (عجل الله فرجه) مجهول فهي سر من اسرار الله تعالى او على حد تعبير العلماء الحكمة المجهولة؟، ففي الحياة التكوينية والتشريعية هناك نقاط غموض غير مفهومه لا تحتمل عقلية البشر فهمها او جعلها الله لحكمة معينة خفيت علينا، وهنالك أسباب أخرى منها الخوف من القتل، الامتحان والاختبار ،لئلا يقع في عنق الامام المهدي(عج) بيعة لظالم رغماً عنه، سلب نعمة الامام (عليه السلام) من القوم الظالمين والغضب عليهم وحرمانهم من هذه النعمة ، إذاعة الاسرار فان الامام لوكان ظاهراً فانه سوف يذكر  ويذاع سره فيطلب ويقتل ،إتمام الحجة بان تكون دولة اهل البيت اخر الدول، واجراء سنن الانبياء".
اعقبه القاء القصائد والاناشيد  التي تغنت بحب صاحب هذه المناسبة العطرة المباركة للشاعر السيد "سعيد الصافي" والرادود الحسيني "علي الساعدي "ومشاركة لفرقة انشاد "تسنيم"، كما تضمن المهرجان افتتاح معرض الخط العربي والزخرفة الإسلامية بمشاركة من داخل العراق وخارجه من دول (تركيا، سوريا، السعودية، البحرين، الجزائر، إيران، الامارات، المغرب، سلطنة عمان)، وعدد من الجمعيات والمراكز (مركز والقلم للخط العربي في العتبة الحسينية المقدسة، ملتقى خطاطين البحرين ، المركز الثقافي العراقي للخط العربي والخرفة _المركز العام بغداد ، جمعية الخطاطين العراقيين في كربلاء المقدسة)و تضمنت مشاركة أكثر من 100 لوحة خطية ونخبة من الخطاطين، حيث تم عرض اعمال لفن الانترسيا للأستاذ المهندس عادل محمد الوايل من السعودية، 50 تصميم مهدوي يتضمن القاب وأحاديث الامام المهدي (عجل الله فرجه)، وعرض اعمال لفن التخريم على الخشب للأستاذ كريم النقاش من العراق، ولوحة دعاء الفرج المطرزة).
جاء بعدها مهرجان الشموع في الصحن العسكري المطهر بإيقاد (1189) بعدد العمر الشريف لإمام زماننا (عجّل الله فرجه الشريف) احتفاءً بذكرى ولادته العطرة، ليختتم الحفل بدعاء الفرج.