احتضن رواق الإمام الهادي "عليه السلام" الحفل المركزي السنوي للأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الهادي "عليه السلام"، بحضور رئيس ديوان الوقف الشيعي الدكتور "حيدر الشمري" وفضلاء الحوزة العلمية في النجف الاشرف، وشيوخ ووجهاء واهالي سامراء، والحكومة المحلية ومديرية الوقف السني، وامر لواء الامام الهادي (36) سماحة الشيخ يوسف المياحي" والقيادات الامنية في القضاء، وجمع غفير من خدام المرقد المقدس والزائرين الكرام.
استهل الحفل بتلاوةٍ عطرةٍ لآياتٍ بينات من الكتاب الحكيم، تلاها قارئ العتبة المقدسة "بلاسم جليل"، جاء بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة القاها نيابة مسؤول قسم الشؤون الدينية سماحة الشيخ "محمد الخالدي": رحب بالحضور الكريم باهل الفضل من اعلام حوزة النجف الاشرف، واهل سامراء المشرفة بشيوخها ونخبها وجماهيرها" ، متقدما بأزكى التهاني والتبريكات لولي الله الاعظم الحجة ابن الحسن (عجل الله فرجه الشريف) والمراجع العظام والامة الاسلامية بمناسبة الولادة العطرة الميمونة للإمام علي الهادي (عليه السلام)، هذا الامام الذي اجمع علماء المسلمين على عميق علمه ورجاحة فقه وحسن سيرته فقد كانت حياته المباركة مملؤةُ بالعطاء ثرية بما جاد به على الإنسانية جمعاء بإخراج الناس من ظلمة الجهل والضلال الى نور الحق والعمل به وعلى مبدأ لا كراه في الدين،.
سماحة الشيخ "الخالدي" ختم حديثه: بالدعاء بدوام التوفيق للجميع في خدمة الائمة الاطهار (عليهم السلام).
تلته كلمة سماحة العلامة حجة الإسلام والمسلمين السيد "محمد صادق الخرسان " ابتدأها قائلا: انها فرصة سعيدة وطيبة لنلتقي بهذه الوجوه الكريمة من هذه البلدة الطيبة التي أحبها الامام الهادي (عليه السلام) وفي هذا المحفل الكريم وفي هذه الذكرى المباركة ولادة سيدنا ابا الحسن الهادي التقي النقي نتقدم الى مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) ولكم جميعاً بأصدق التهاني والتبريكات ونتقدم لهم بفروض الطاعة والولاء في هذه الذكرى المباركة المقدسة.
وبين سماحة السيد "الخرسان":
من الأوليات للذين يهتمون بإدارة التنوع المجتمعي وان المعصومين (عليهم السلام) في المقدمة من هذه الشريحة الكريمة انما يبحثون عن اليات من اجل تنظيم عمل الفرد في المجتمع من اجل ان يكون نافعاً وان هذا النفع لايتاثر ما لم يكن منتفعاً مما اتاه الله من البركات ، ومن مقدمة هذه البركات الفرص الزمانية والمكانية والامكانيات التي جعلها الله تعالى للإنسان من اجل ان يقترب معنوياً منه تعالى وان الله منح العبادة فرصة ثمينة حيث دعاهم ان يدعوه وضمن لهم الإجابة لكن يحتاج الانسان ان يؤكد حضوره في بعض المواسم الزمانية والمكانية على ان تعنى الامة في هذا الموسم الروحي الثلاثي ( رجب، شعبان ، رمضان) بتهذيب النفوس وتصحيح الأخطاء ، وان الانسان الواعي الذي يقتدر على تجاوز الكبوات والهفوات بان يقون بأسرع ما يمكن ولهذا حث الائمة (عليهم السلام) من اجل ان لايتاخر عن موسم التصحيح والرفاه الروحي فيحتاج الانسان العاقل الى المبادرة لأنه فكلما اقترب كانت الحظوة التي اعدها الله تعالى للمطيعين اكثر واوسع.
وأشار سماحة "الخرسان": يعتقد المسلمون في أئمة الذين نص عليهم رسول الله (صل الله عليه واله) انهم الحجج على العباد ويمكن من خلالهم ان ينتقي الانسان ويرتقي ،فان عشائرنا في كل انحاء العراق يفتخرون بانتمائهم لرسول الله (صل الله عليه واله) وهذه قضية لن تتكرر في العالم فهذا الاندماج بين شرائح المجتمع وائمة المسلمين (عليهم السلام) يوفر لهم حلقة الانفتاح الروحي، فهذه البقعة على اختلاف مدار الزمان هي محل تهوي اليها الانفس ، فما احوجنا لدرس الهادي(عليه السلام) في زماننا لان بعض الناس ابتعدوا طاعة الله تعالى، وما هذه الاحداث التي مرت قريباً منا ليست ببعيد من اجل ان يعرف الانسان ان لا ملجأ له من الله الا اليه ووسائل رحمته ومنهم المعصومين.
على ذلك جرت سيرة المرجعية الدينية العليا التي اعلنت بكل وضوح، فشيبة النجف الاشرف المتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله الوارف) عندما أصدر فتوى الدفاع الكفائي عن العراق وارضه والعرض والمقدسات بدون تمييز فلذلك لابد للإنسان ان ينفتح على الاخر لأنه معه يكونان مجتمع.
ان لا فرق بين طائفة وطائفة ولأدين ودين ولا معتقد ومعتقد حتى من لا يعتقد بالإسلام هذه الدعوة التي تمتد جذورها الى مولانا الامام الهادي (عليه السلام) المستمدة من وحي الله سبحانه وتعالى.
بعدها جاءت كلمة أهالي مدينة سامراء السيد جاسم ممتازقائلا:
نيابة عن اهلي في مدينة سامراء اتقدم لكم بأزكى آيات التهاني والتبريكات في ذكرى ولادة الامام الهادي "عليه السلام" فقال تعالى (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) ونحن نحتفي بولادة مولانا الهادي (عليه السلام) الذي نشأ على مائدة القران الكريم وخلق النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) لدليل على الرعاية الإلهية له، فالأئمة الاطهار (عليهم السلام) هم سفن النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.
واضاف السيد "ممتاز"
ومن الشرف العظيم ان يكون مرقده فينا ولتكون هذه المدينة في النهاية حياة ومماتاً لآل بيت النبوة كان خيراً في حياته ومماته وخيرا في كل مناسبة تختص به، نلتقي بها من الشرق ومن الغرب في رحابه الطاهر على الخير والبركة.
بعدها جاءت مشاركة لقارئ العتبة المقدسة الحاج "قيصر الدجيلي" بموشحات دينية ترنمت بحب عاشر أئمة الهدى (عليه السلام).
جاء بعدها مشاركة لأهالي مدينة سامراء بألقاء الموشحات الولائية التي ترنمت بحب اهل البيت "عليهم السلام".