استقبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري وأعضاء مجلس إدارته الموقر، وفداً من شيوخ العشائر والوجهاء والفضلاء وأصحاب المواكب والهيئات الحسينية في مدينة الكاظمية المقدسة.
وجرى خلال اللقاء تبادل عبارات الودّ والترحيب والإشادة بمواقفهم لما سَجلوه من مواقف نبيلة في سجل الخدمة الحسينية حين عقدوا العزم وحملوا وسام الشرف في ميدان خدمة الوافدين لزيارة الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" في موسم أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام" وإحياء مناسبات أهل البيت "عليهم السلام" الأخرى، حيث عكسوا بجهودهم المباركة الكرم الكاظمي الأصيل، والوجه الوضّاء للخدمة الحسينية.
كما أبدى الأمين العام عن بالغ سروره واعتزازه بهذا اللقاء الذي يؤشر على أهمية التواصل وعمق التلاحم وتوطيد الأواصر وتعزيز العلاقة بين العتبة المقدسة وأهالي مدينة الكاظمية الكرام في كلمته التي بيّن فيها قائلاً: (من دواعي السرورِ أَن نَلتقِيَ في هذهِ الرحابِ الطاهرةِ برجالٍ نذَروا أنفسَهُم لخدمةِ أهلِ البيتِ عليهم السلام وأعطَوْا دُروسًا في الجودِ والكرمِ ونُكرانِ الذاتِ من أجل الإمامِ الحسين عليه السلام ونهضَتِه الخالدة وكأنّهُم قطعوا على أنفسِهِم عهدَ الولاءِ لإحياءِ أمرِ محمدٍ وآلِ محمدٍ في كل مناسبةٍ تعيشُها هذه المدينةِ المقدسةِ عملاً بحديثِ إمامِنا جعفرِ الصّادِقِ عليهِ السلام: (أَحْيُوا أَمْرَنَا، رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَنَا ودَعَا الى ذِكرِنَا).
مؤكدا: بعدَ تَزايُدِ الحُشودِ المليونيةِ عاماً بعد عامٍ أصبحَ لِزاماً على الأمانةِ العامةِ للعتبةِ الكاظميةِ المقدسةِ مِن مَوقِعِ مسؤوليّتِها توفيرُ مساحاتٍ عباديةٍ لاستيعابِ الأعدادِ الوافدةِ فضلاً عن تأهيلِ الصحونِ الشريفَةِ بما يَتلائَمُ وراحةَ الزائرينَ الكرام لضمانِ انسيابيّةِ الحرَكةِ في المداخلِ والمخارجِ وهذا كلُّهُ يحتاجُ إلى أيدٍ عاملةٍ إضافيةٍ في الأقسامِ الخِدمية.. لأجلِ ذلك فمنذُ استلامِ مسؤوليةِ الأمانةِ العامةِ قبلَ ثلاثِ سنواتٍ واستكمالاً للجُهودِ التي بذَلتْها الأماناتُ العامةُ السابقةُ الكريمةُ والإنجازاتِ التي حققتها باشَرْنا بأوّلِ خُطوةٍ باتجاهِ تأهيلِ وتطويرِ الخدَماتِ وهي زيادةُ أعدادِ العاملينَ لتغطيةِ احتياجاتِ الزائرينَ وتقديمِ خدماتٍ تليقُ بالمكان الطاهرِ على جميعِ الأصعدة.. يُقابِلُها بالتوازي تجهيزُ تلكَ الأقسامِ بالمعداتِ الحديثةِ والأجهزةِ المتطورةِ والآلياتِ المناسبةِ لرفعِ مستوى الخدمات والنهوضِ بالمهاراتِ المختلفةِ وتطويرِ القابليات. فكانَ لابُدّ من إدامَةِ المَعالِم العِمرانيةِ وصيانَتِها، والمحافظَةِ على نَسيجِها المِعماري والتراثي ببصمةٍ حضاريةٍ وإضافةِ مساحاتٍ عباديةٍ لاستيعابِ أعدادِ الوافدينَ المتزايدةِ مع توفيرِ وسائلَ تعملُ على راحةِ الزائرينَ الكِرام وانسيابيّةِ حركتِهم.. وهذا ما أوصت به المرجعيةُ الدينيةُ الشريفة.. بل وتؤكدُ عليه في كل مناسبة بتقديمِ كلِّ ما يُمكنُ لخِدمة الزائرينَ وعلى أكثرِ من صعيد..
وأضاف: لذا إننا ومن مسؤوليتِنا التي نتشرَّفُ بها في خِدمة العتبة الكاظمية المقدسة نعملُ جاهدينَ لأجلِ خدمة الزائرين، وتقديمِ ما يحتاجونَهُ لأداءِ شعائرِهم العظيمة نُخاطِبُكم بِلُغةِ الموَدّة والمحبة:
1- بأنْ نكونَ يدًا وقلبًا واحدًا في خدمة أهلِ البيت عليهم السلام وزائرِيهم وأنْ نعكِسَ صورةً مشرقةً تليقُ بمقامِ الإمامين عليهما السلام لنكون زينًا لأئمتنا في إحياء أمرهم صلوات الله عليهم.
2- أنْ نتمسكَ بأداءِ الشعائرِ الدينية عامةً، والحسينيةِ خاصةً التي أوصت بها الشريعةُ المقدسةُ والمحافظةِ على حدودِها وكيفيَتِها وآدائِها، والتقرُّبِ إلى الله عز وجل في ذلك.
3- أن نكونَ صفًّا واحدًا من خلال كل المخلصين والأخيارِ في مدينتنا المقدسة للوقوف مجتمعين في خدمةِ مدينتِهم والعتبةِ المقدسة وزوارِها والتسابُقِ في هذه الخدمة لتكون المدينة متميزة عن باقي المدن المقدسة ونجعلها مصداقاً لقوله تعالى (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ).. ولا يتمُّ ذلك إلا بتظافرِ الجُهودِ وهو من باب وجوب حُسن الجِوار فكلنا نُجاوِرُ إمامَيْنِ معصومَينِ مُفتَرَضَيِ الطاعة).
كما تداول الاجتماع عددٍ من القضايا التي تهم شؤون مدينة الكاظمية المقدسة، على المستوى الخدمي والتنظيمي وسبل النهوض والارتقاء بواقع المدينة المقدسة وتطويرها لأنها مسؤولية الجميع.
من جهتهم أعرب السادة الحضور عن عظيم شكرهم وتقديرهم للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وخدامها واثنوا على خدماتها الكبيرة والجليلة، وكان ذلك نابع من أصولهم الطيبة وعدالتهم وانصافهم وأخلاقهم العالية، وأكدوا على ضرورة تكاتف الجهود ورصّ الصفوف ووحدة الكلمة وهم يعيشون تحت لواء الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" فضلاً عن تمسكهم بالثوابت الدينية والاجتماعية معبرين عن حبهم واعتزازهم بهذه المدينة والذي يأتي من خلال إشاعة روح التعاون والعطاء والتسامح، لأجل أن يعمها الخير والأمان، والتصدي لكل من يحاول زعزعة أمنها واستقرارها .