تزامناً مع ذكرى ولادة شريك القرآن الإمام الثاني عشر من الأئمة الهداة الحجة بن الحسن المهدي "عجل الله فرجه الشريف" أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ مركز القرآن الكريم حفل تكريم كوكبة جديدة من طلبة دوراتها ممن حفظوا أجزاءً من القرآن الكريم، شهده رواق السيد عبد الله بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري وأعضاء مجلس الإدارة الموقّر، وعدد من الأساتذة والمهتمين بالشأن القرآني، وطلبة الدورات القرآنية وذويهم مع الالتزام بالشروط الصحية والوقائية وتحقيق التباعد البدني.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم عطر بها أسماع الحاضرين القارئ الحافظ محمد عدنان القريشي وهو أحد ثمار دورات العتبة المقدسة، بعدها كلمة العتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام الدكتور حيدر الشمّري جاء فيها قائلاً: (بأسمى آيات التهاني والتبريكات.. ومن رحاب الطهر والقداسة من جوار الإمامين عليهما السلام في جو ملؤه الإيمان والولاء نهنئكم ونحن نعيش ذكرى ولادة منقذ البشرية وأمل المستضعفين الإمام الحجة ابن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه فضلا عن الولادات الشعبانية التي مرت علينا.. تلك المناسبات التي تقوي أواصر ارتباطنا بأئمتنا (عليهم السلام).. الذين كان خلقهم ومنطقهم نابعا من القرآن الكريم.
وأضاف: عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (يَنْبِغِيْ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ لَاْ يَمُوْتَ حَتَّى يَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، أَوْ أَنْ يَكُوْنَ فِيْ تَعَلُّمِهِ).. وغيرها الكثير من الأحاديث الشريفة.. وهذا يلقي علينا مسؤولية الالتزام بما نحفظ ونقرأ ونتعلّم، كي ينطبق قولنا مع سلوكنا.. ومن هذا المنطلق تسعى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة إلى الاهتمام بكتاب الله العزيز حفظا وتلاوة وتعليما، فها نحن اليوم نجتمع على مأدبة الله في هذا اليوم المبارك للاحتفاء بحملة القرآن الذين دأبوا وسعوا لحفظه بما يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة، وقد جدوا واجتهدوا ليقطفوا ثمار جهودهم، وليكونوا مصداقا لقول النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (مَا ٱجتَمَعَ قَومٌ فِي بَيتٍ مِن بُيُوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ الله، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِندَهُ).
ولا يفوتنا أن نُعلن عن صدور أول ختمة قرآنية مجودة في جمهورية العراق وبهذه المناسبة نبارك بجهود القارئ الدكتور رافع العامري قارئ العتبة الكاظمية المقدسة ومدير المركز الوطني لعلوم القرآن في ديوان الوقف الشيعي لمثابرته في إتمام الختمة المباركة وأنجاز متطلباتها والتي سيُزاح الستار عنها في حفلنا هذا كما أشير إلى إنجاز ختمة قرآنية مرتلة لقارئ العتبة الحاج همام عدنان والتي سجلت بالتعاون مع شعبة الاعلام في العتبة في استوديوهات اذاعة الجوادين مع تصميم واجهات كل صفحة لعرضها على شاشة القنوات.
مبيناً: إن طموحاتنا كبيرة في العمل القرآني على جميع الأصعدة حيث سيكون هناك في المستقبل القريب افتتاح موقع جديد لمركز القرآن الكريم للعتبة الكاظمية المقدسة يليق بعنوانه الروحي كما نعمل على تطوير خدمة كتاب الله العزيز والارتقاء بها لتكون متناسبة وقداسة هذا الكتاب السماوي الذي أنزل هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فخدمة القرآن الكريم وخدمة أهل البيت عليهم السلام في هذا المكان الطاهر إنما هو مصداق لخدمة الثقلين كتاب الله وعترة نبيه.
كما نغتنم هذه الفرصة لنذكركم ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك أن من برامج مركز القرآن الكريم في الصحن الكاظمي الشريف هو الختمة القرآنية المرتلة والمحافل اليومية فضلا عن الجلسات التصحيحية للقراءة في ليالي الشهر الفضيل وإحيائها بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى وعقد مجالس الوعظ والإرشاد وإحياء ليالي القدر المباركة من هذه الرحاب الطاهرة من بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وهي دعوة مفتوحة للحضور والمشاركة لنيل الأجر والثواب والاستفادة من محطات الشهر الكريم.. مع الحفاظ على الشروط الصحية الوقائية في ارتداء الكمامات الصحية وتعقيم اليدين وتحقيق التباعد الجسدي المجتمعي).
وكانت هناك كلمة لمدير المركز الوطني لعلوم القرآن الكريم في ديوان الوقف الشيعي الدكتور رافع العامري لمناسبة إزاحة الستار عن ختمته القرآنية المجودة بيّن خلالها قائلاً: ( انطلاقاً من قول الرسول الأكرم محمد "صلى الله عليه وآله": (زينوا القرآن بأصواتكم)، دأب ديوان الوقف الشيعي على حث أبنائه من ذوي الأصوات على نشر القرآن الكريم في ربوع العالم الإسلامي عن طريق إذاعة آياته بأصوات مقبولة تحمل الأداء العلمي المتقن لتكون رسالة إلى العالم الإسلامي، تؤكد مقدرة القارئ العراقي على تجويد جميع السور المباركة بفن وإتقان علمي مدروس، لذا فقد سعينا جاهدين على إظهار هذه الختمة بأروع حلة وذلك عن طريق استشارة كبار القرّاء في العالم الإسلامي وخصوصاً من الأزهر الشريف، وكذلك ممن سبقنا في هذا المجال وخاض تجربة عملية في ذلك حتى خلصنا إلى طريقة متبعة في العالم الإسلامي، ومقبولة لدى جميع الدول لتعبر عن طموحنا في أن تنشر هذه الختمة في العالم الإسلامي ليكون العراق في مقدمة البلدان في مجال الأداء القرآني.
وأضاف: بعد استكمال التسجيل تمت مراجعة الختمة على يد الأساتذة المختصين من داخل العراق وخارجه، وكان هناك اهتمام كبير من قبل معالي رئيس ديوان الوقف الشيعي الأستاذ الدكتور حيدر الشمّري مشكوراً بإنجاز هذا المشروع المبارك واظهاره بأروع صورة حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن وبما ترونه أمامكم).
وتخلل الحفل عرض فلم يوثق مراحل التسجيل الصوتي للختمة المجودة، وأصداء المختصين في المجال القرآني وملاحظاتهم حولها، كما شهد الحفل مجموعة من الفعاليات والمشاركات قدّمها الطلبة الحافظون من البنين والبنات مع أساتذتهم، ليختتم الحفل بإهداء صندوق فيه نسخة من الختمة المجودة من قبل الدكتور رافع العامري إلى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، كما تم إهداء نسخة مماثلة من قبل السيد الأمين الأستاذ الدكتور حيدر الشمّري إلى ممثل ديوان الوقف السُني، ليتم بعدها توزيع المكافآت المالية التشجيعية والشهادات التقديرية على أساتذة دورات الحفظ القرآني في العتبة المقدسة، والطالبات الحافظات الأربعة لكل القرآن وهنَّ: (الحافظة زينب عبد الكريم قاسم، والحافظة رقية جعفر ناجي، والحافظة نورهان كمال نوري، والحافظة نور جاسم محمد)، وكذلك الحَفَظَةَ من البنين والبنات والبالغ عددهم (84) طالباً وطالبة ممن أنعم الله عليهم بحفظ أجزاء متعددة من كتاب الله، حيث أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تشدّ على أيديهم وتساهم في دعمهم ومساندتهم على حفظ بقية الأجزاء ليتموا حفظ جميع الكتاب المطهر ويحذوا حذو أقرانهم ممن حفظوا كلّ أجزاء القرآن الكريم.