اللّيلة الواحدة والعِشرون هي إحدى ليالي القدر المباركة، وفضلُها أعظم من اللّيلة التّاسعة عشرة، لهذا ينبغي الاهتمام بها اهتماماً كبيراً، فمن لا يهتمّ بهذه اللّيلة لا ينالُ نصيباً وافراً في ليلة القدر العظمى، فاهتمامُ الإنسان بهذه اللّيلة له أثرٌ فيما يحصل عليه من العطايا الإلهيّة في ليالي القدر القادمة. وإنّ أعمال هذه اللّيلة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:الأعمال التي تشترك فيها مع سائر ليالي القدر، وهي كالتالي:
1. الغُسل: والأفضل أن يغتسل عند غروب الشّمس ليكون على غسلٍ لصلاة العشاء.
2. الصّلاة ركعتان يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد سورة التّوحيد سبع مرّات، ويقول بعد الفراغ سبعين مرّة: اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ، وفي الحديث النّبوي: "من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتّى يغفر الله له ولأبويه".
3. نشر المصحف الشريف وفتحه وحمله بيده أو جعله بين يديه والتوسّل إلى الله به، ويقول: (اللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِكِتابِكَ وَما فيهِ، وَفيهِ اسْمُكَ الاَكْبَرُ، وَاَسْماؤُكَ الْحُسْنى، وَما يُخافُ وَيُرْجى، اَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ).
ثم الدعاء بما يشاء وطلب الحوائج.
4. جعل المصحف الشريف على الرأس وقول: (اَللّـهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِن مَدَحْتَهُ فيهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، فَلا اَحَدَ اَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ". ثمَّ قُل عَشر مرّات: “بِكَ يا اَللهُ“. وعَشر مرّات: “بِمُحَمَّد“. وعَشر مرّات: “بِعَليٍّ“. وعَشر مرّات: “بِفاطِمَةَ“. وعَشر مرّات: “بِالْحَسَنِ“. وعَشر مرّات: “بِالْحُسَيْنِ“. وعَشر مرّات: “بِعَلِي بْنِ الْحُسَيْنِ“. وعَشر مرّات: “بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ“. وعَشر مرّات: “بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد“. وعَشر مرّات: “بِمُوسَى بْنِ جَعْفَر“. وعَشر مرّات: “بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى“. وعَشر مرّات: “بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ“. وعَشر مرّات: “بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد“. وعَشر مرّات: “بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ“. وعَشر مرّات: “بِالْحُجَّةِ“). ثم يسأل الداعي حوائجه.
5. زيارة الحسين(عليه السلام) ففي الحديث أنّه: “إذا كانت ليلة القدر نادى منادٍ من السّماء السّابعة من بطنان العرش أنّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين(عليه السلام)“. وبإمكانك أن تقرأ هذه الزيارة من الرابط التالي: زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) في ليالي القدر.
6. إحياء هذه اللّيالي الثّلاثة بالعبادة والذكر وتلاوة القرآن، ففي الحديث: “مَنْ أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار“.
7. الصّلاة مائة ركعة فإنّها ذات فضل كثير، والأفضل أن يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد عشر مرّات.
8. قراءة الدعاء التالي: (اَللّـهُمَّ اِنّي اَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا اَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً....). راجع كتاب مفاتيح الجنان.
9. قراءة دعاء الجوشن الكبير. راجع كتاب مفاتيح الجنان.
القسم الثاني: الأعمال والأدعية المشتركة في الليالي العشر الأواخر:
ليلة الواحد والعشرين هي الليلة الأولى من الليالي العشر الأواخر، إذ تشترك بأدعية وأعمال ليالي هذه العشرة ومنها:
1. أن يدعو بهذا الدعاء، وهو دعاء الإمام الصادق(عليه السلام) في الليالي العشر الأواخر: (اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضَانَ أَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هَذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ).
2. وأن يقرأ الدعاء التالي المروي عن الإمام الصادق(عليه السلام) الذي كان يقرأه في كلّ ليلة من العشر الأواخر: (اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ...﴾، فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ، وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ....) راجع كتاب مفاتيح الجنان.
وَأَكثرْ من قول: (يا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالْكَرْبِ الْعِظامِ عَنْ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيْ مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ).
القسم الثالث: الأعمال والأدعية الخاصّة بهذه الليلة:
الأدعية الخاصّة بهذه الليلة وهي:
3. أن يدعو بهذا الدعاء: (يَا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهَارِ، وَمُولِجَ النَّهَارِ فِي اللَّيْلِ، وَمُخْرِجَ الْحَيِّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَمُخْرِجَ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ...) راجع كتاب مفاتيح الجنان.
4. وأن يدعو بهذا الدعاء أيضاً: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْسِمْ لِي حِلْماً يَسُدُّ عَنِّي بَابَ الْجَهْلِ، وَهُدًى تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلَالَةٍ، وَغِنًى تَسُدُّ بِهِ عَنِّي بَابَ كُلِّ فَقْرٍ...) راجع كتاب مفاتيح الجنان.
وأعمالُ ليالي القدر نوعان: فقسمٌ منها عامٌّ يؤدّى في كلّ ليلة من اللّيالي الثلاثة، وقسمٌ خاصٌّ يؤتى فيما خصّ به من هذه اللّيالي، وقد ذكر السيد ابن طاووس في كتاب الإقبال: عن الإمام الباقر(عليه السلام): (من أحيى ليلة القدر غُفرت له ذنوبه ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار).