المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Microbivores
19-2-2019
معنى كلمة كلح‌
10-12-2015
أنواع التلوث- أنواع التلوث بالنظر إلى نطاقه الجغرافي- التلوث بعيد المدى
17/12/2022
أعطال الملفات
26-11-2021
نشوء سلطة إقتراح القوانين في فرنسا
26-10-2015
النشوز(1)
23-8-2022


الأمية والثقافة اللغوية  
  
547   01:15 مساءً   التاريخ: 21-4-2018
المؤلف : د. ابراهيم أنيس
الكتاب أو المصدر : دلالة الألفاظ
الجزء والصفحة : ص151-153
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /

 

الأمية والثقافة اللغوية

تبين لنا مما تقدم أن العرب الجاهليين لم يكونوا يوجه عام أهل كتابة وقراءة، فهل تستلزم هذه الحال أنهم كانوا أيضاً علي قدر ضئيل من الثقافة اللغوية؟

تشهد الآثار الأدبية التي رويت عن العصر الجاهلي أن شعراءهم و خطباءهم قد برعوا في صناعة القول، فمنهم البلغاء الفصحاء الذين اعتزوا بلغتهم و تنافسوا في إجادتها شعراً و نثرا.

وقد دل نظام الشعر و أوزانه علي أن الأدب الجاهلي قد سبقته مراحل و أطوار تمت فيها نشأته و نموه، فلما جاء الإسلام وجد الخاصة من العرب يكرسون حياتهم لإتقانه و تجويده في أسواقهم و منتدياتهم، فكانت تعقد المساجلات والمفاخرات بين الشعراء والخطباء في تلك الأسواق التي يمكن أن تدعى بحق المؤتمرات الثقافية للعرب القدماء.

فليس من المغالاة في شيء أن نعد الإنتاج الأدبي عند الجاهليين مظهراً من مظاهر الثقافة اللغوية التي اكتسبوها بالتلقي والمشافهة جيلا بعد جيل.

ولم يكن ينقصهم حينئذ إلا الكتب والكتابة ووسائل التدوين والتسطير وهذه كلها في رأيي أمور تافهة في كسب الملكة الكلامية. فقد نشأت اللغات البشرية في صورة صوتية تنطلق من الأفواه و تتلقفها الأسماع ثم تفسرها الأذهان. ولا تزال على هذه الحال حتى الآن، بل ستظل هكذا في مستقبل الأيام.

أما الكتابة فهي تلك الوسيلة الناقصة التي اهتدي إليها الإنسان في عصور متأخرة نسبياً حين تقاس بنشأة اللغة الإنسانية. وقد بدأت الكتابة تصويرية ثم مقطعية ثم هجائية على يد الفينيقيين الذين ورثوها للعالم الحديث. ولم تكد تتقدم الكتابة اكثر من هذا خلال الثلاثين قرناً الماضية. إلي أن جاء القرن العشرون، واهتدى الإنسان إلى وسائل اخرى للتسجيل أسرع وأدق، فاصطنع التسجيل الصوتي علي اسطوانات و أشرطة وأسلاك تتضمن مع صغر حجمها ما يمكن أن يتضمنه كتاب أو مجلد.

ص151

ويتسم العصر الحاضر بسمة السرعة في كل شيء. فمواصلاته سريعة، ومجال النشاط فيه لا يقف عند حدود المدن أو الممالك، بل يتعداها إلى جميع أطراف الأرض.

ولهذا يبدو أن الكتابة ستفقد اهميتها في التسجيل و التدوين ، وسيحل ، محلها التسجيل الصوتي حين تصبح أدواته في متناول الناس جميعاً.

فالمستقبل للسمع لا للعين، والثقافة عن طريق العين ستفقد كثيرا من سلطانها، وسيكون للسمع المنزلة الأولى ولا سيما في الملكات اللسانية وصناعة القول ولا نشك في أن السمع حينئذ سيصبح أكثر حساسية، يميز دقائق الأصوات و متباين النغمات، مما سيؤدي حتما إلي أن يصير الكلام أقرب الى الموسيقى.

وهنا يمكن أن يقال إن الثقافة اللغوية قد عادت كلها إلي الوسيلة الطبيعية و هي حاصة السمع، لا تستعين إلا بها، ولا تحتاج إلي ما اصطنعه الإنسان من وسائل ناقصة كالكتاب والقلم.

ومثل التعليم السمعي عند العرب القدماء مثله الآن عن طريق الإذاعة، غير أن فرص السماع الآن أكثر، ومجالها أوسع وأشمل. في حين أن طالبي الثقافة من العرب القدماء كان عليهم أن يشهدوا الأسواق والمحافل بأنفسهم، وأن يتجشموا في ذلك من التنقل والأسفار ما لم يكن في وسع كل منهم.

وفي مثل هذه البيئة الأمية لا تكاد تتميز معالم الكلمات وحدودها تميزها بين القارئين الكاتبين. وذلك لأن القارئ حين يسمع كلمة من الكلمات تنطبع في ذهنه صورتان لها، إحداهما سمعية منطوقة والأخرى بصرية مكتوبة، فيربط بين هذه وتلك ربطا وثيقاً. فالكتابة للصورة السمعية بمثابة القيود والأغلال تمنع الكلمة من الاختلاط أو الامتزاج بكلمة أخرى سابقة أولا حقة. ولا عجب أن نرى النقوش اليمينية القديمة (1) قد فصل فيها بين كل كلمة من كلماتها بخط رأسي، حتى بين المضاف والمضاف إليه ترى ذلك الخط الرأسي الفاصل بين الكلمتين مثل (ملك ! سبأ)، مما يبرهن على شعور الكاتب شعورا قويا بحدود كل كلمة.

أما الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب فلا يكاد يدرك اللغة إلا في شكل عبارات وجمل لا انفصام بين أجزائها.

وقد دلت التسجيلات الصوتية علي أن الناطق لا يحاول تمييز حدود الكلمات بل ينطق بمجموعة منها في جملة أو عبارة وقد تشابكت أطرافها واختفت حدودها

ص152

ولا يكاد يتوقف عن النطق الا حيث ينقطع النفس، أو حيث ينتهي الكلام إلي معني مستقل بالفهم يحقق الهدف من النطق.

من أجل هذا يجمع المحدثون من اللغويين علي أن اللغة المكتوبة المنطوقة، أقل استعدادا للتطور من المنطوقة فقط. وذلك لأن الكاتب يحاول العبودة بالكلمة إلي ما كانت عليه كلما أصلبها انحراف في الأفواه و علي الألسنة.

واللغة العربية التي اصطنعت في الآثار الأدبية الجاهلية قد نشأت واز دهرت في ظل الأمية، وهي اللغة التي حاول القدماء من العلماء الاحتفاظ لها بكل حصائصها القديمة التي منها ما يمكن أن يفري إلي شيوع الأمية كالموسيقية في الكلام.

ص153

_______________

(1) المختصر في  في اللغة العربية الجنوبية القديمة تأليف المستشرق أ . جويدي . ص3.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.