النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
المعنى المعجمي (التجانس وتعدد المعنى والترادف)
المؤلف: جون ليونز
المصدر: اللغة وعلم اللغة
الجزء والصفحة: ص196- 307
20-2-2019
4866
المعنى المعجمي (التجانس وتعدد المعنى والترادف)
كل لغة تحتوي على مجموعة المفردات "أو المعجم" التي تتكامل مع النحو حيث إن مجموعة المفردات لا تسجل مفردات اللغة فحسب "وتفهرس هذه المفردات بواسطة صيغها الاستشهادية أو جذوع الصيغ أو من حيث المبدأ بأي طريقة أخرى تميز المفردات الواحدة منها عن الأخرى" لكنها تربط بكل مفردة جميع المعلومات التي تقضي بها قوانين النحو، وهذه المعلومات النحوية نوعان: معلومات نظمية، ومعلومات صرفية فعلى سبيل المثال المفردة الإنجليزية "go" ينبغي أن يرتبط بها في مدخلها المعجمي معلومات تفيد أنها تنتسب إلى صنف فرعي واحد أو أكثر من الأفعال اللازمة، وكل
ص196
المعلومات الضرورية، بما فيها الجذع أو الجذوع لاختيار صيغها أو بنائها "go, goes, going, went, gone"
والمفردات ليست جميعها مفردات كلمات "أي: مفردات صيغها صيغ كلمات"، فكثير منها مفردات تعبيرة "أي: المفردات التي صيغها تعبيرات بالمعنى التقليدي لهذا المصطلح" فعلى سبيل المثال فيما بين مفردات التعبيرة في اللغة الإنجليزية التي نتوقع أن نجدها مدرجة في أي قاموس لها:
(1)put up with
(2)pig in a Poke
(3)red herring
(4)draw a bow at a venture
(5)go for a song
وتميل مفردات التعبيرة لأن تكون اصطلاحية(6) من الناحية النحوية أو الدلالية
ص197
أو من كلتا الناحيتين أي: إن توزيعها خلال جمل اللغة أو معناها لا يمكن التنبؤ به من الخصائص النظمية والدلالية لمكوناتها، ومفردات التعبيرة -كما يتضح من "red herring" وربما اتضح في "pig in a poke"، و"draw a pow at a venture" يمكن بصفة عامة أن تناظر تعبيرات غير اصطلاحية "بعض صيغها أو جميعها تتطابق مع مفردات التعبيرة المناظرة"، ومثل هذه التعبيرات غير الاصطلاحية ليست مفردات أي: ليست جزءا من مفردات اللغة، وعندما يمكن أن توضع مفردة تعبيرة اصطلاحية من الناحية الدلالية مع تعبيرة غير اصطلاحية فمن التقليدي أن نقول إن الأخيرة ذات معنى حرفي في مقابل المعنى الاصطلاحي أو الاستعاري أو المجازي للأولى.
ولن نضيف شيئا إلى ما قلنا عن المفردات التعبيرية في حد ذاتها أو عن الأنواع والدرجات المختلفة للاصطلاحية التي توجد في اللغة، لكننا سوف نرجع إلى الفارق المميز بين المعنى الحرفي والمعنى المجازي الذي يرسم أحيانا فيما يتعلق بالمعاني التي يمكن تمييزها في كلمات المفردات وأيضا فيما يتعلق بمعاني التعبيرات المعجمية، والتعبيرات غير المعجمية المناطرة، ويجب أن نؤكد هنا أنه على الرغم من أننا نتكلم بشكل غير دقيق عن معجم لغة ما باعتباره يتألف من الكلمات "أي: مفردات الكلمات" في تلك اللغة فإن مفردات الكلمات لا تشكل سوى جانب من مجموع المفردات في أي لغة طبيعية، ومصطلح "معنى معجمي" الذي استخدم عنوانا لهذا القسم يفسر على أنه "معنى المفردات" ويمكن أيضا أن نذكر هنا أنه على الرغم من وجود قدر كبير من الحالات الواضحة لمفردات التعبيرة في أي لغة فمن المحتمل أن تكون هناك تعبيرات كثيرة يمكن أن يدور جدل حول كونها مفرداتية أو غير مفرداتية، وليس هناك بصفة عامة معيار مقبول يمكننا من رسم فارق مميز بين مفردات التعبيرة
ص198
من ناحية والمسكوكات أو التراكيب الثابتة من ناحية أخرى، وما هو إلا سبب واحد وراء كون مجموع مفردات أي لغة طبيعية على الرغم من أنها محدودة العدد إلا أنها غير محدودة الشكل.
وهناك سبب آخر يتعلق بصعوبة التمييز بين التجانس، وتعدد المعنى، ويطلق التجانس بشكل تقليدي على الكلمات "أي: المفردات" المختلفة ذات الصيغة الواحدة، وحيث إن المفردات يمكن أن يكون لها أكثر من صيغة واحدة، وليس من غير الشائع أن تشترك مفردة أو أكثر -لكن ليس جميع المفردات- في صيغها "ولا تشتمل الصيغ المشتركة -بالضرورة- على الصيغة الاستشهادية أو الصيغة الأساسية" ويحتاج التعريف التقليدي للتجانس -بصورة واضحة- إلى تحسين يسمح بأنواع مختلفة من التجانس الجزئي، وأي تحسين يتطلب أن نأخذ في اعتبارنا احتمال عدم التطابق بين وحدات اللغة المنطوقة ووحدات اللغة المكتوبة أي: إمكانية وجود مشتركات صوتية ليست مشتركات هجائية والعكس بالعكس "انظر 3 - 2"، وعلى كل حال فليس من الصعوبة أن نصنع أدوات ضبط ضرورية للتعريف التقليدي للمشترك اللفظي "التجانس" على أساس ما قيل في الفصول الأولى، وسأفترض أن القارئ يستطيع أن يفعل ذلك وأن يقدم من اللغة الإنجليزية أمثلة مناسبة توضح أنماطا فرعية مختلفة من التجانس التام والتجانس الجزئي، ولا يعنينا هذا الجانب من مشكلة التمييز بين الاشتراك اللفظي "التجانس"، وتعدد المعنى.
وتعدد المعنى صفة للمفردات الأحادية وهو ما يفرق -من حيث المبدأ- بينه وبين التجانس فعلى سبيل المثال "bankl"، و"bank2" "وتعنيان على الترتيب "جانب النهر"، و"مؤسسة مالية""، تعدان عادة كلمتين متجانستين، بينما يعالج الاسم "meek" في المعاجم النموذجية للغة الإنجليزية كمفردة أحادية
ص199
مع معان عديدة يمكن التمييز بينها أي: باعتبارها متعددة المعنى، وتضبط رموزنا الفارق بين التجانس وتعدد المعنى انظر "bankl": "bank2" وكل منهما يمكن أن تكون في الواقع متعددة المعنى لكن "neck" لها -على وجه التقريب- المعاني الآتية: "neckl"= الرقبة، "neck2"= ياقة القميص أو الثوب، و"neck3"= عنق الزجاجة، و"neck4"= شريط ضيق من الأرض... إلخ، وتحترم كل المعاجم القياسية الفاصل المميز بين التجانس وتعدد المعنى لكن كيف تفرق بينهما؟.
والتأثيلية أحد المعايير، فعلى سبيل المثال "meall" "وتعني وجبة أو وليمة" و"meal2" "وتعني دقيق أو طحين" تعدان مفردتين مختلفتين في معظم المعاجم ويرجع السبب الأساسي -إن لم يكن الوحيد- إلى أنهما مشتقان من الناحية التاريخية من مفردتين غير متجانستين في اللغة الإنجليزية القديمة، ولا يتصل المعيار التأثيلي -كما رأينا من قبل- بعلم اللغة الوصفي "انظر 2 - 5"، ولا يعتبر الاختلاف في أي حالة -على الرغم من أن المعجميين قد يتمسكون بأنه يشكل شرطا كافيا للتجانس- الشرط الضروري أو حتى الأكثر أهمية في تمييز التجانس عن تعدد المعنى.
والاعتبار الرئيسي قرابة المعنى، فالمعاني العديدة للمفردة الواحدة المتعددة المعنى "على سبيل المثال. "neck1"، "neck2" "neck3".. إلخ" تعتبر معان ذات قرابة، وإذا لم يتحقق هذا الشرط فإن صانع المعجم يفضل أن يجعله من قبيل التجانس أكثر من أن يكون من قبيل تعدد المعنى، ويضع مداخل معجمية مختلفة عديدة في المعجم ""neck1"، و"neck2"، و"neck3".... إلخ"، وهناك بعد تاريخي لقرابة المعنى وهو ما يعقد هذه المسألة، فعلى سبيل المثال يمكن أن يتضح أن معنى "pupill"،
ص200
"تلميذ"، ومعنى "pupil2" "بؤبؤ العين أو إنسانها" ذوا قرابة تاريخية مع أنهما قد افترقا عبر الزمن إلى الدرجة التي لا يعتقد متكلم بالإنجليزية في قرابتهما التزامنية، وهي القرابة التزامنية التي سنكون بصددها فيما بعد.
ومن السهولة أن نرى أنه بينما تكون مسألة التطابق في الصيغة مسألة قاطعة "هناك تطابق أو ليس هناك تطابق" فإن قرابة المعنى مسألة تقريبية، ولهذا السبب فإن التفرقة بين التجانس وتعدد المعنى -على الرغم من سهولة صياغتها- صعبة التطبيق بثبات وثقة.
واقترحت بعض المعالجات الحديثة للدلالة أن يحسم المرء المعضلة ويفترض التجانس -مفضلا إياه على تعدد المعنى- في كل الأمثلة، وعلى الرغم من جاذبية هذا الاقتراح التي تبدو من الوهلة الأولى فإنه لا يحل المشكلات اليومية التي تواجه مؤلف المعجم حلا عمليا، كما أنه -وهو الأكثر أهمية- يغفل الجانب النظري، فالمفردات ليس لها عدد محدد من المعاني المميزة، وخاصة التمايز في اللغة تختص بالصيغة ولا تختص بالمعنى "انظر 1 - 5"، وجوهر اللغات الطبيعية أن تتحول المعاني المعجمية فيها من معنى إلى آخر، وأن تقبل الاتساع بغير حدود، والطريق الوحيد لحل المشكلة التقليدية الخاصة بالتجانس وتعدد المعنى -أو ربما التغلب عليها- يكون بالتخلي التام عن المعيار الدلالي عند تحديد المفردة ولا نعتمد إلا على المعيارين النظمي والصرفي وهو ما يكون له الأثر في تقسيم "bankl"، و"bank2" إلى معنيين "يمكن تمييزهما بسهولة" لمفردة واحدة متعددة المعنى من الناحية التزامنية، ومعظم اللغويين لا يفضلون مثل هذا الحل الراديكالي، وحتى الآن فإن إمكانية الدفاع -نظريا وعمليا- عن هذا الحل أكبر من إمكانية استبداله له، وربما ظللنا قانعين بحقيقة أن مشكلة التمييز بين ظاهرتي التجانس وتعدد المعنى غير قابلة للحل من حيث المبدأ.
ص201
والمعنى -كما رأينا في القسم السابق- يمكن أن يكون وصفيا، ويمكن أن يكون تعبيريا، ويمكن أن يكون اجتماعيا، وكثير من المفردات تجمع بين نوعين للمعنى أو بين الأنواع الثلاثة له، وإذا عرف الترادف بتطابق المعنى فإن المفردات لا يمكن أن نقول إنها مترادفات تامة "في إطار محدد من السياقات" إلا إذا كانت لها المعاني الوصفية، والتعبيرية، والاجتماعية ذاتها "في إطار السياقات التي نحن بصددها"، ولا يمكن القول بأنها مترادفات مطلقة إلا إذا كان لها التوزيع ذاته وكانت مترادفات تامة في كل معانيها وفي كل سياقات ذكرها، ومن المعروف بصفة عامة أن الترادف التام للمفردات نادر نسبيا في اللغات الطبيعية وأن الترادف المطلق -كما عرفناه هنا- غير موجود تقريبا، وفي الحقيقة من المحتمل أن ينحصر الترادف المطلق في مفردات خاصة إلى حد بعيد تكون وصفية بحتة، والمثال النموذجي له "typhlitis": "caecitis" "وتعني التهاب المصران الأعور"، لكن كم من متكلمي اللغة الإنجليزية الأصليين على معرفة بهاتين الكلمتين؟ وما يلاحظ حدوثه في حالات كهذه أنه على الرغم من أن زوجا أو مجموعة من المصطلحات قد تتواجد معا فيما بين المتخصصين لفترة قصيرة فإن أحد هذه المصطلحات يجوز القبول باعتباره المصطلح النموذجي للمعنى المقصود، والتحدي الذي تلقاه سائر المصطلحات إما الاختفاء أو التطور إلى معنى جديد، ويمكن أن نلاحظ الخطوات ذاتها في اللغة اليومية فيما يتصل بالمفردات التي تخلق لمخترعات أو مؤسسات جديدة فكلمة "radio" أزاحت تقريبا كلمة "wireless" رغم أنهما اشتركتا في الوجود لفترة كانتا فيها بديلين لكثير من متكلمي اللغة الإنجليزية البريطانية، وعلى الجانب الآخر تختلف الكلمات: "aerdro ne" و"airfield"، و"airport" الآن في معانيها الوصفية.
وسيلاحظ أنني "بخلاف معظم من كتب في الدلالة" وضعت فارقا مميزا
ص202
بين الترادف المطلق، والترادف التام، وهو أمر هام من وجهة نظري، فالترادف المقيد بالسياق قد يكون نادرا نسبيا لكنه موجود بالتأكيد، فعلى سبيل المثال كلمة "broad" وكلمة "wide" ليستا مترادفتين ترادفا مطلقا ما دامت هناك سياقات لا تستخدم فيها عادة سوى إحداهما، واستبدال الواحدة منهما بالأخرى -إذا كان مقبولا- قد يحدث اختلافا ما في المعنى "انظر: He has brord Shoulders" عريض المنكبين، و"she has a lovely broad smile" ذات ابتسامة عريضة فاتنة، و"The door was three feet wide" الباب ثلاث أقدام عرضا"، لكن هناك سياقات تظهران فيها مترادافتين ترادفا تاما "انظر: They painted a wide/ broad stripe right across the wall".
والقارئ مدعو لأن يفكر في أمثلة مشابهة في اللغة الإنجليزية وفي اللغات الأخرى وأن يلحقها بها، واعتقد أنه سيجد أنه حتى عندما توجد بعض الاختلافات في المعنى بصورة محددة فمن الصعوبة أن نتأكد من ماهية هذا الاختلاف، وسيجد أيضا أنه لا يتضح دائما متى يوجد اختلاف في المعنى ومتى لا يوجد هذا الاختلاف، وقد يغويه -مثل الدلاليين والكتاب المعياريين في مجال الاستخدام الصحيح الذي لا يشوبه شك- أن يفترض وجود فروق دقيقة تميز كلمة عن أخرى.
وهذه الاكتشافات مفيدة فهي تدعم ما أثرناه من قبل حول الغموض الجزئي للمعنى المعجمي، وتبين في الوقت نفسه أن كثيرا من معلومات الفرد عن اللغة -بقدر ما يكون النظام اللغوي محددا- خارج مجال الاستيطان الذي يمكن الاعتماد عليه، وكذلك الأمر مع القوانين النحوية للغة ما، وبالمثل مع القوانين والمبادئ التي تحدد معنى الكلمات والتعبيرات إلى المدى الذي يتحدد فيه المعنى المعجمي، وقد أثبتنا -بمعنى من المعاني- أننا نعرفها
ص203
باستخدامنا اللغة أي: إنها تظهر في السلوك اللغوي ونستطيع بدرجة يمكن الاعتماد عليها أن نلاحظ إخلالا بها وبمعنى آخر نحن لا نعرف بوضوح ما هي هذه القوانين والمبادئ فعندما يطلب منا تحديدها فمن الصعوبة أن نفعل ذلك وعادة ما نخطأ.
وتكتمل المشكلة بالوجود الذي لا يشوبه شك لما يشار إليه -بصورة شائعة- بالظلال الدلالية للمفردات، "وهناك أيضا استخدام أكثر تقنية لمصطلح "ظلال دلالية" في علم الدلالة، وهو ما لا يعنينا هنا" والاستخدام المتكرر لكلمة ما أو تعبيرة ما في إطار سياقات دون أخرى يميل إلى خلق مجموعة من الضمائم بين هذه الكلمة أو هذه التعبيرة وما يمكن أن يميز سياقاتها النموذجية، فعلى سبيل المثال هناك اختلافات في الظلال الدلالية -فضلا عن الاختلافات في المعنى الوصفي- بين كلمتي church" "كنيسة" و"chapel" "كنيسة صغيرة" في إنجلترا وويلز، وعندما يكون الاختلاف واضحا مثل هذا الوضوح فإن سؤالا مثل: "Are they church or chapel له تفسير واضح تماما، ومع ذلك فإن الظلال الدلالية يكون تحديدها عادة أقل سهولة، وعلى كل حال فهي حقيقة بما فيه الكفاية على الأقل بالنسبة لمجموعات معينة من المتكلمين، ويسترشد بها -بصورة واضحة- الخطباء والشعراء بل يسترشد بها كل منا في أوقات ملاحقة أغراضنا اليومية، وما إذا كنا نرى أن الظلال الدلالية المحددة سياقيا لمفردة ما جزء من معناها أم لا يعتمد على نطاق واسع على مدى اتساع التفسير الذي نحن على استعداد لتخصيصه للمعنى، وكثيرا -وليس دائما- ما يقع ما نشير إليه بالظلال الدلالية لمفردة ما في إطار المعنى التعبيري أو الاجتماعي.
والترادف غير التام ليس نادرا بأية حال وهو موجود في مفردات معينة قد
ص204
تترادف من الناحية الوصفية دون أن يكون لها المعنى التعبيري أو الاجتماعي ذاته، وقد تكون هذه هي الحالة الوحيدة التي يتطابق فيها أحد أنواع المعنى ولا تتطابق الأنواع الأخرى التي يمكن تمييزها بشكل واضح ومفيد في حد ذاته، والترادف الوصفي "ومن الشائع أن يطلق عليه اسم الترادف الإدراكي أو العام" هو ما يعتبره كثير من الدلاليين المراد بالترادف على نحو لائق، ومن أمثلة المترادفات الوصفية في اللغة الإنجليزية ما يلي: "father"، و"dad"، و"daddy"، و"pop".... إلخ، فكل من هاتين المجموعتين مترادفان وصفية توضح حقيقة أنه ليس من الضروري أن يستخدم كل المتكلمين هذه الكلمات المترادفة رغم أنهم قد يكونون على معرفة بها، ويوضح المثال الثاني -بصورة أوضح من المثال الأول- حقيقة إضافية إذ قد توجد تابوهات "كلمات معينة تكشف الانتماء إلى مجموعات معينة في الجماعة، ومنذ سنوات كان الفارق بين مفردات الطبقة الراقية "U- vocabulary" ومفردات الطبقات الأخرى "non- U vocabulary" موضع حوار يومي في بريطانيا، وقد أصبح هذا الفارق في متناول الجماهير على يد نانسي متفورد "Nancy Mitferd" على الرغم من أنه لم يخترعه، ولقد كان وما زال موضوعا حساسا على الأخص بالنسبة لأفراد الطبقات الوسطى المتشبهين بأفراد الطبقة العليا "على الرغم من أن المصطلحين: "U" و"U - non" أصبحا الآن عتيقين".
والدور الذي تلعبه التابوهات الاجتماعية في السلوك اللغوي شيء ما يقع في مجال علم اللغة الاجتماعي، وقد ذكرناه هنا؛ لأنه ذو تأثير على المعنيين التعبيري والاجتماعي للمفردات، وقد لا يستبعد المرء أن يجازف بإقامة الدعوى القانونية إذا ما استخدم فرد كلمة من الكلمات التي يطلق عليها اسم
ص205
الكلمات ذات الأربعة حروف(7) بيد أنه ما زالت هناك اختلافات في المعنيين الاجتماعي والتعبيري تميز لنقل "(8)prick" أو "(9)ceck" عن "penis"(10) أو "5breast" أو "(11)tit" أو "(12)bosem" أو "(13)bosom" والبحث التاريخي للمفردات يوضح مدى أهمية عامل لطف التعبير "عن شيء بغيض" -تجنب كلمات التابوه- في تغيير المعنى الوصفي للكلمات، وهو ما يتضمن اعتمادا تزامنيا متبادلا بين كل من المعنى الوصفي والمعنى غير الوصفي.
وأخيرا فإن كلمة ما يجب أن تقال عن الترادف بين مفردات تتعلق بلغات مختلفة، فحتى الترادف الوصفي عبر اللغات أقل شيوعا إلى حد بعيد مما تشجعنا على الاعتقاد به المعاجم الثنائية باستثناء الجوانب الفرعية المتخصصة إلى حد ما من مفرداتها، ومن السخف أن نؤكد أنه لا يوجد شيء يعد ترادفا داخل اللغة "أو في الحقيقة داخل اللهجة" وعلى الجانب الآخر يجب أن ندرك أن الترجمة الحرفية غير ممكنة بشكل عام بين أي لغتين طبيعيتين، والأهمية النظرية لهذه الحقيقة ستشغلنا فيما بعد.
ص205
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يعاني دون شكوى أو ضجر.
(2) يشتري شيئا دون أن يراه أو يعرف قيمته.
(3) رنجة.
(4) يتهور "يبالغ في المخاطرة".
(5) يخرج من أجل الغناء.
(6) مصطلح يستخدم في النحو والدلالة يشير إلى سلسلة كلمات مقيدة على المستويين النحوي والدلالي ومن ثم توظف باعتبارها وحدة مفردة، ومن وجهة النظر الدلالية لا تستطيع معاني الكلمات المفردة أن تحصل أو تجمع لإنتاج معنى التعبيرة الاصطلاحية، ومن وجهة النظر النحوية لا يسمح للكلمات في التعبيرة الاصطلاحية بالتنوعات الموجودة في السياقات الأخرى، فعلى سبيل المثال لا تسمح التعبيرة الاصطلاحية: its raining cats and dogs بما يلي: its raining a cat and a dog dogs and eats.
(7) الكلمات ذات الأربعة حروف كلمات تتصل بالجنس.
(8) 9، 10، 11، 12، 13، ألفاظ تتصل بالأعضاء الجنسية لدى المرأة والرجل.