1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم الدلالة : قضايا دلالية اخرى :

مجالات علم الدلالة (الجملة)

المؤلف:  ف – بلمر /ترجمة مجيد عبد الحليم الماشطة

المصدر:  علم الدلالة

الجزء والصفحة:  ص47- 52

25-4-2018

3873

‏اضافة الى كل المشاكل المتعلقة بدراسة الكلمة، هناك من يذهب الى ان وحدة المعنى الرئيسية هس اساسا الجملة لا الكلمة. ذلك لأننا بالتأكيد نتفاهم بالجمل، وهذا ما يعكسه التعريف التقليدي للجملة: التعبير عن فكرة تامة . ويمكن القول ان الكلمات ان كان لها معنى، فإنها تستقيه من عملها في الجملة. وحتى إن تم تقرير المعنى الاشاري بتعريف تأشيري، فإننا نتوصل الى هذا التعريف فقط عن طريق الجمل كأن نقول: هذا - ومثل هذا المعنى ‏اذن  يتقرر في النهاية بموجب الجملة فقط . الجملة في جوهرها وحدة قواعدية ، والواقع فان وظيفة النحو الاولى وصف بنية الجملة ومن ثم تعريفها . وتتألف الجملة الانكليزية في حدها الادنى من العبارة الاسمية (المبتدأ) والعبارة الفعلية (الخبر او التكلمة) . وقد تكون العبارة كلمة واحدة فقط مثل الطيور تطير. ويصف النحو بنى اكثر تعقيدا من هذه طبعا . على كل حال ، فإننا لا ننتج دائما جملا كاملة حتى في حدها الادنى ويكفي ان نتخيل حالة يقول فيها الشخص كلمة " جياد " فقط . سيكون هذا جوابا لسؤال مثل : ما تلك الحيوانات في ذلك الحقل؟ وعلى الرغم من ان بعض الباحثين قد تحدثوا عن "الجمل ذات الكلمة الواحدة‌" في وصفهم لمثل هذه التعابير، فيظهر ان من الانفع ان نعامل " جياد " على انها جزء من جملة ، وصيغة ناقصة من جملة "انها جياد‌" .

ص46

سنحتاج بالتأكيد الى اعادة بناء الجملة التامة بهذه الطريقة لكي نتحدث عن معناها . ومعظم الجمل المقتطعة ترتبط بشدة بسياقاتها اللغوية وتعامل بموجب الحذف (حذف اجزاء الجملة) . ويرتبط الحذف بدوره بخاصية الابدال (اي استعمال الضمائر والصيغ المماثلة بد ل بعض كلمات الجملة ، . وكل هذه ‏وسائل لعدم تكرار كل شيء سبق ذكره في الحوار. ففي جون شاهد ماري وتحدث معها نلاحظ في النصف الثاني من الجملة ان جون محذوفه ، واستبدل بماري ، الضمير" ها " . ولا ترتبط كل الجمل المقتطعة ، على كل حال ، بالحوار السابق : ذاهب ؟ او ذاهب ! هل تستعمل بدلا من : هل انت ذاهب؟ اوانا ذاهب! اضافة الى هذا ، فإننا ، في الكلام الفعلي ، غالبا ما نفشل بسبب ضعف في الذاكرة او عدم اهتمام ، ان ننتج جملا تامة او قواعدية . فنحن نقطع الجملة او ننسى كيف بدآنا ها او نخلط بين تركيبين او اكثر، مع هذا فان تفسير كل هذه الجمل الناقصة يعتمد على علاقتها بالجمل القواعدية و لا نستطيع ان نميز الجمل المقتطعة او الجمل غير القواعدية او الناقصة الا اذا عرفنا ما الجملة القواعدية الكاملة .

وعلى الرغم مما ورد في الملاحظات في بداية هذه الفقرة ، فمن المفيد ان نفكر بكل من الكلمات والجمل على ان لها معنى . كذلك ، بالإمكان التنبوء بمعنى الجملة من معنى الكلمات التي تحتوي عليها ، او، بعبارة ادق، من الكلمات بوصفها مفرديمات ، ومن الخواص القواعدية التي ترتبط الكلمات بعضها ببعض بموجها . (ولكن هناك بعض الجدال عما اذا يتوجب ربط المعنى بالبنية السطحية الفعلية او بالبنية العميقة الاكثر تجريدا بهذا ، سيكون لكل جملة معنى واحل (معنى حرفي) ، وان كانت غامضة مثل Went to the bank  (6)  فسيكون لها معنيان او اكثر. على كل حال، هناك انوع اخرى من المعنى غير المرتبطة مباشرة بالبنى القواعدية و المفردية . فللمعنى جوانب او اعتبارات اوسع من ان يضمها مجرد القول ان جملة ‌" جلست القطة

ص47

على الحصيرة تعني " جلست القطة على الحصير" .

‏اولا : ان قدرا كبيرا من المعنى في لغة الكلام تحملها السمات العروضية

prosodic وشبه اللغوية paralinguistic للغة - التنغيم والنبر والايقاع والصياح، الخ ، اضافة الى بعض الصفات من تعابير الوجه والاشارات (التي تسمى غالبا بالصفات شبه اللغوية). نستطيع مثلا بالاستعمال الصحيح للتنغيم، ان نقصد السخرية، وبهذا يمكن لجملة : " الولد ذكي جدا " ان تعني : " الولد ليس ذكيا فعلا، و نستطيع ايضا ان نضمن ما لا نقوله . و هكذا فان جملة " أن لا أحب القهوة ، بتنغيم معين قد تعني " أنا أحب الشاي "، وان جملة " انها ذكية جدا " تعني " انها دميمة المنظر " وقد يضمن التنغيم ان ما نقوله غير صحيح ، بل نقصد منه المزاح، بغمز العين او حتى بالابتسام .

‏ثانيا : نستطيع بوسائل متعددة كالتنغيم ان نضمن ما هومهم او مناقض او ‏جديد . والفرق بين " انا رأيت جون هذا الصباح " و" انا رأيت جون هذا الصباح" لا يتضمن المعلومات نفسها ، وانما العلاقة بين هذه المعلومات والمعلومات السابقة التي يعرفها المتكلم والسامع . والاختيار بين الجملتين المعلومة والمجهولة «دهست السيارة الطفل» و«دهس الطفل بالسيارة " قد يكون مرتبطا بما نحن بصدده الان ، ويمكن ان نوجه الاهتمام الى عناصر معينة بتغيير ترتيب الكلمات كما في «هذا الامر لا أحبه» « مقارنة بـ " لا أحب هذا الامر".

‏ثالثا : مناك مجموعة تسمى " احداث الكلام speech acts . فنحن نحذر و نهدد ونعد ، بدون اي تضمين صريح بأننا نفعل ذلك . والمثال المشهور: « في الحقل ثور"  قد يعني التحذير وليس مجرد الاخبار.

‏رابعا : (وهذه مسألة أعم من سابقتها) اننا نستطيع غالبا ان نقول شيئا ونعني شيئا آخر. فاذا قلنا عن رياضي محترف أو قائد اجتماعي : انه رجل طبيب ، فقد نعني انه ليس فعلا متمكنا من عمله . و عموما ، فان اعطاء معلومات ليست ذات علاقة  قد يقصد به ان معلومات ذات علاقة غير مرضية .

ص48

خامسا: هناك مسألة تتعلق بجمل مثل : هل توقفت عن ضرب زوجتك ؟ اذ ان من المستحيل ان نجيب بـ نعم اولا، دون الاقرار بأنك كنت تضربها في الماضي . فالسؤال يتضمن ذلك أو يستلزمه ، على الرغم من انه لا يقول ذلك فعلا . كذلك قيل ان جملة : " ملك فرنسا أصلع " تستلزم ان لفرنسا ملكا رغم انها لا تؤكد وجوده ، في حين أن الجملتين : " ‏انا اسف لأنها وصلت " و " آنا غير اسف لوصولها " تستلزمان آنها وصلت .

‏اخيرا ، تهتم اللغة غالبا بمجوعة من العلاقات الاجتماعية . فقد نكون خشنين أو مؤدبين ، وقد يعتمد القرار الذي نتخذه على العلاقات الاجتماعية مع الشخص الذي نتكلم معه . وهكذا فقد نقول : "الهدوء رجاء"  او" اسكت" أو " أخرس " آو" هل يمكنك التوقف عن الكلام رجاءا؟ فالخيار يعتمد على ما اذا كنا نرغب بان نكون خشنين اولا - يرتبط هذا بالحالة الاجتماعية للشخص المخاطب . فبعض جوانب اللغة اجتماعية كليا ولا تحمل أيه معلومات (حتى ان شملنا اصدار الاوامر وغيره بالمعلومات) . والامثلة هي : " صباح الخير" . ،وكيف انت " ؟ وكذلك ملاحظاتنا عن الجو عندما نلتقي بشخص ما. وفي بعض المجتمعات تتعلق الامثلة والاجوبة غالبا بالعائلة ( لكن لا يقصد بها الحصول على معلومات حقيقية) فلا يريد المتكلم ان يعرف شيئا عن صحة عائلة الشخص الذي يتحدث معه ، بل انها مجرد بداية حديث و قدر كبير من " الحديث العابر" في الحفلات هو في الواقع من هذا النوع ، لا يقصد به نقل المعلومات ، بل انه جزء من الفعالية الاجتماعية . وكما يقول جلبرت في ( الصبر ) :

‏ان المعنى لا يهم

ان كان مجرد هراء

‏من النوع العابر

‏واقترح لاينز( ١٩٧٧ ‏) ان نميز بين معنى الجملة ومعنى التفوه اذ يمكن

ص49

استيحاء معنى الجملة مباشرة من السمات القواعدية والمفردية للجملة ، في حين ان معنى التفوه يشمل كل انواع المعنى المتعددة التي ناقشناها . وهذا التمييز جيد ، مع وجود تحفظين . أولا ، لا نستطيع دائماً أن نقرر بوضوح ما معنى الجملة وما معنى التفوه ويمكن مبدئياً ان نقول ان تنغيم جملة ما جزء من صيغتها القواعدية ، وان التنغيم يشير الى معنى الجملة ، وليس الى معنى التفوه . فللتنغيم الساخر نفس الوظيفة الموجودة في تنغيم النفي . مع ذلك فإن السمات العروضية وشبه اللغوية متنوعة من الناحية العملية الى الحد الذي لا يستحسن فيه لن نشملها بأي تحليل قواعدي . كما يمكن القول ان المعنى المفترض أو القبئفتراض Presupposition مشمول بالخواص القواعدية والمفردية للجملة . فكلمة " توقف " ! تشمل ضمن معناها ان الفعالية كانت مستمرة من قبل ، وان أية عبارة اسمية ، " ملك فرنسا " ، مثلا ، تتضمن ان العنصر المشار اليه موجود فعلاً. ثانياً ، ان لفظة ، تفوه ، مربكة الى حد ما . فالتفوهات تؤخذ عادة على انها احداث كلام فريدة وليس هناك تفوهان متطابقان تماماً .

غير ان اللساني مهتم باطلاق التعميمات عن التفوهات وعليه ان لا نجر وراء مقولة هراكلتس : " لا تستطيع ان تنزل في نفس النهر مرتين . " . فعندما يعمم اللساني فهو يتكلم عندئذ عن الجمل . فإن قلت " هذا يوم جميل " ومن غير الممكن ان نتعرف على التفوه (على الرغم من امكانية خزنة في شريط تسجيل) دون تقديمه بصيغة جملة . ان ما يقصده لاينز بمعنى التفوه اذن هو ذلك الجزء من معنى الجملة غير المرتبط مباشرة بسماتها المفردية والقواعدية ، لكنه يتحدد اما من سماتها العروضية وشبه اللغوية او من السياق اللغوي او اللالغوي الذي ترد فيه . غير ان اللساني لا يزال معمماً . انه ليس معنياً بتفوه معين مثل " في الحقل ثور " أو على الاقل يصنف التفوهات التي يمكن تحديدها بموجب الجملة " في الحقل ثور " والتي تستعمل للتحذير . ومع وجود هذين التحفظين ، فإن التمييز

ص50

نافع ، وسأستعمل (معنى التفوه) عنوانا للفصل 7 ، حيث ستناقش بالتفصيل كل انوع المعنى التي عرضنا لها هنا .

‏ويذهب بعض الباحثين الى ان الوحاة الاساسية لعلم الدلالة ليست ‏الجملة وانما القضية proposition. وأحد اسباب ذلك هو ان بالإمكان تقويم الفضيات، (7) خلافاً للجمل ، على انها صحيحة أو خطأ  . واحدى الحجج لصالح التمييزان جملة مثل : أنا كنت هناك أمس قد يتفوه بها أشخاص مختلفون في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة وقد تبين مثلاً ان بل سمت كان ‏في لندن في ١٨ ‏كانون الثاني ١٩٨٠ ‏، أو ان ماري براون كانت في برستل في ١٨ ‏اب 1٩٨١. هذه الجملة لا يمكن اذن ان تكون صحيحة أو مخطوءة ، لكن القضيات المتعددة التي تحددها الجملة (بخصوص بل سمث أو ماري براون) يمكن ان تكون صحيحة أو مخطوءة إضافة الى هذا ، فان المنطق ، المشروطة صحته ، لا يهتم بالصيغ المفردية والقواعدية للجملة ، بل يهتم أساسا بمعناها ‏الفضي .

‏فجملة Every boy loves some girl ‏ (كل ولد يحب بنتاً) هي غير غامضة ‏قواعدياً ، لكنها تعبر للمنطقي عن افتراضين متمايزين تماما . كل ولد يحب بنتاً مختلفة أو كل ولد يحب البنت نفسها . هذا التمييز مهم لأنه يؤدي الى ‏استنتاجين منطقيين مختلفين .

‏لقد قيل أيضا أننا نميز على ما يبدو بين الجمل والقضيات عبر التمييز بين

‏الكلام المباشر والكلام غير المباشر . فبينما تكون‌ (قال جون انا سأحضر يوم الثلاثاء‌) صحيحة فقط عندما تكون (انا سأحضر يوم الثلاثاء) كلماته فعلا ، فان جملة قال جون انه سيحضر يوم الثلاثاء تكون صحيحة اذا كانت المعلومات صحيحة . ربما قال جون (سأكون هناك يوم الثلاثاء‌) أو ربما قالها بالفرنسية . الفعل ، يقول ، اذن غامض ،  انه قد يشير اما الى الكلمات الفعلية التي قيلت ‏(والتي توضع عادة داخل اقواس الاقتباس) أو الى المضمون القضي للكلمات

ص51

المتفوه بها (المقدمة عامة بـ ، أن ،) .

‏هناك على كل حال ، صعوبات جمة في قصر الحقل الدلالي على القضية . . أولا ، ستكون كل أنواع معنى التفوه التي ناقشناها خارج علم ‏الدلالة . الاهم من هذا ، سنقتصر على الجمل الخبرية ونستبعد الاستفهام والامر في حين أنهما في اللغة الواقعية في نفس اهمية الجمل الخبرية . فاللغة لا تهتم فقط بتهيئة المعلومات . كما اننا لن نقول عندئذ شيئاً عن الشكلية modality ( ٦ ‏- 8) أي الأحكام التي نصدرها عن الحالات الممكنة للأشياء ‏مثل : ربما يكون جون موجوداً في مكبه ه ، التي تتضمن موقف المتكلم من احتمال وجود جون في مكتبه . كما يمكن دحض النقاش حول (أنا كنت هناك ‏أمس) وقلبه على رأسه واستعماله ضد مفهوم القضية ، اذ ان هناك شكوكا ‏خطيرة عما إذا كان بالإمكان ان نحدد بدقة وبصيغة القضية جملا تحوي كلمات مثل: أنا وهناك وأمس (وهذه تدعى المؤشرات deictics أنظر ٣-5) ، التي تأخذ معانيها من النص . فان كان ذلك كذلك ، فإن قصر الدلالة على القضية سيكون تحديداً غير طبيعي ، لان اللغة مليئة بمثل هذه التعابير.

‏أخيراً ، من الواضح أننا عندما نشير  الى قضيات  فإننا نفعل ذلك عن طريق الجمل - كما هو واضح من جميع امثلتنا . وحتى ان استعملت الصيغ المنطقية، فإنها لن تكون اكثر من ترجمة للجمل في (لغة) منطقية . وسيجعلنا هذا نتساءل عما اذا كانت القضيات ضرورية أو مبررة . ان الميزة الحقيقية ‏الوحيدة للقضيات انها تجننا بعض الابهامات ، لكن ذلك يمكن ضمانه بالسهولة نفسها عن طريق التحدث عن (جمل ذات ‏تفسير معين) أي بتحديد ‏هذه الابهامات المعيقة وضبطها بدقة .

ص52

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي