أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-7-2019
2219
التاريخ: 10-04-2015
2316
التاريخ: 25-12-2015
2418
التاريخ: 29-06-2015
1902
|
هو أبو عمر يوسف بن هارون الكنديّ، ولد في قرطبة، سنة 314 ه (926 م) . و قد عرف بلقب الرماديّ في مقابل «أبو جنيس» من الإسبانية الدارجة: cenisa (الرماد) ؛ و يبدو أنّه لا صلة للقبه هذا ببلدة الرمادة في المغرب.
أخذ الرماديّ الأدب عن أبي بكر يحيى بن هذيل الكفيف (ت 386 ه) أحد علماء الأدب في الأندلس، ثمّ عني بالفلسفة القديمة.
و لمّا دخل أبو عليّ القالي إلى الأندلس (٣٣٠ ه-942 م) مدحه الرماديّ بقصيدة بارعة، برغم صغر سنّه يومذاك.
و تكسّب الرماديّ بالشعر، و كان شاعر الحكم المستنصر (350-366 ه) ، فعلت منزلته. و كذلك قصد بشعره عبد الرحمن بن محمّد التجيبيّ في سرقسطة و فرحون بن عبد اللّه في شنترين الغرب. غير أن أكثر اتّصاله كان بالحاجب المنصور بن أبي عامر (366-٣٩٢ ه) و لكن لمّا وقعت المنافسة بين الحاجب المنصور و الوزير جعفر ابن عثمان المصحفي وقف الرماديّ في جانب المصحفي. فلمّا تغلّب المنصور على المصحفي أمر بسجن الرماديّ (368 ه -٩٧٨ م) ثمّ عفا عنه (376 ه) .
و كانت وفاة الرماديّ في ١٢ من ذي الحجّة 4٠٣(24/6/١٠١٣ م) .
يوسف بن هارون الرماديّ شاعر وجدانيّ مكثر مشهور عند الخاصّة و العامة لأنّه كان بارعا في عدد من فنون الشعر التي تنفق عند الفريقين. و في شعره شيء من الطبع و شيء من التصنيع و التكلّف، و كان مغرما باستخراج الصور الشعرية المستغربة و المعاني المبتكرة؛ و مع ذلك فقد كان سريع القول. و فنون الرماديّ المدح و الهجاء و الوصف و الغزلان و المجون و الخمر. و هو يجري في الخمر على أثر أبي نواس. و لعلّ تطلّبه للصور الشعرية و المعاني المبتكرة هو الذي دعا أهل الأندلس إلى أن يسمّوه «متنبّئ الغرب» (لقبا أطلق أيضا على ابن هاني و ابن درّاج القسطلّي) .
و للرمادي كتاب الطير ألّفه في السجن.
مختارات من شعره:
- يبدأ ابن دحية (ت 6٣٣ ه) كتاب «المطرب من أشعار أهل المغرب» بالرماديّ و يقول: «أنشد مقدّم شعراء الأندلس أبو عمر يوسف بن هارون الرماديّ لنفسه:
و ليلة راقبت فيها الهوى... على رقيبٍ غير وسنانِ (1)
و الراح لا تنزل عن راحتي... وقتا، و عن راحة ندماني (2)
و ربّ يوم قيظه منضج... كأنّه أحشاء ظمآن
أبرز، في خدّيه، لي رشحه... طلاّ على وردٍ وسوسان (3)
فتّحت الجنّة من جيبه... فبتّ في دعوة رضوان (4)
مروءة في الحبّ تنهى بأن... نجاهر الله بعصيانِ
- و قال في النسيب و الخمر:
بدر بدا يحمل شمساً بدت... و حدّها في الحسن من حدّهِ (5)
تغرب في فيه، و لكنّها... من بعد ذا تطلع في خدّهِ
- و قال في معذّبه (محبوبه الذي يعذّبه) يحاول أن يختار له محلاّ يحفظه من كلّ سوء:
في أيّ جارحة، أصون معذّبي... سلمت من التعذيب و التنكيلِ (6)
إن قلت في بصري فثمّ مدامعي... أو قلت في كبدي فثمّ غليلي (7)
لكن جعلت له المسامع موضعا... و حجبتها عن عذل كلّ عذولِ
- لمّا دخل أبو عليّ القالي إلى الأندلس (٣٣٠ ه -942 م) . مدحه الرماديّ بقصيدة بارعة، و كان الرماديّ لا يزال حدثا. قال:
من حاكم بيني و بين عذولي... الشجو شجوي و العويل عويلي (8)
و بعد شيء من الغزل و النسيب قال الرماديّ يوازن بين الغرب (الأندلس) بعد وصول أبي عليّ القالي إليه و الشرق بعد أن غادره القالي (و يشبّه القالي بالروض) :
روض تعاهده السحاب كأنّه... متعاهد من عهد إسماعيلِ (9)
قسهُ إلى الأعراب تعلم أنّه... أولى من الأعراب بالتفضيل (10)
حازت قبائلهم لغات فرّقت... فيهم؛ و حاز لغات كلّ قبيل (11)
فالشرق خالٍ بعده، فكأنّما... نزل الخراب بربعه المأهولِ
و كأنّه شمس بدت في غربنا و تغيّبت عن شرقهم بأفول (12)
_______________________
١) الوسنان: الذي يغالبه النعاس.
2) الندمان (بالفتح: النديم الواحد: الذي يشارك في شرب الخمر) . الندمان (بالضمّ: جمع نديم) .
3) رشحه: عرقه. السوسن: (الورد) الأبيض. الطلّ: الندى. -لمّا علا العرق وجنتيه تداخل عليهما عرقه الأبيض و لونهما الأحمر.
4) الجيب: مدخل العنق في الثوب. رضوان: خازن الجنّة. -بتّ في دعوة رضوان (منعّما مع حبيبي) من غير معصية (راجع البيت التالي) .
5) بدر (كناية على الساقي الجميل) يحمل شمسا (كأسا من الخمر) . حدّها من حدّه (صفاتها جميلة كصفاته) .
6) الجارحة: العضو في الجسم (اليد، العين الخ) .
7) الغليل: الحرّ (من الحبّ أو الحزن) .
8) العذول: الذي يلوم المحبّ على شدّة حبّه للمحبوب. الشجو: الحزن. العويل: البكاء بصوت مرتفع.
9) تعاهده السحاب (استمرّ هطول المطر عليه) . اسماعيل: أبو العرب. من عهد اسماعيل (منذ زمن بعيد جدّا) كان هذا الممدوح يعرف اللغة العربية منذ عهد اسماعيل (هو عربي أصيل و نسبه قديم في العروبة) . و الممدوح (القالي) اسمه اسماعيل أيضا.
10) الأعراب (البدو الذين ينطقون باللغة العربية الفصحى سليقة و سليمة صحيحة) .
11) كلّ قبيلة (بدوية) تتقن لغة واحدة (لغتها) . أمّا الممدوح (القالي) فإنّه يتقن لغات جميع القبائل.
12) الأفول: غياب الشمس وراء الأفق (في المساء) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|