المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

معنى كلمة عجل
23/11/2022
التضاريس الرئيسية في الوطن العربي
2024-11-03
Monophthongs and diphthongs LOT (POT), CLOTH (OFF), THOUGHT, NORTH and FORCE
2024-05-03
Conotoxins
27-12-2015
عصور ما قبل التأريخ
23-9-2016
Percy John Daniell
13-6-2017


حركة التاريخ في مظهر التّفاعل الاجتماعي الثّوري  
  
2648   02:15 مساءً   التاريخ: 25-2-2018
المؤلف : الشيخ محمّد مهدي شمس الدين .
الكتاب أو المصدر : حركة التاريخ عند الإمام علي (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص124-127.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2022 2168
التاريخ: 9-4-2016 3349
التاريخ: 13-3-2019 4180
التاريخ: 14-10-2015 3131

البشر يتحرّكون دائماً في الزّمان والمكان: يبدعون، ويتواصلون بالتّجارة والصداقة تارةً، وبالعداوة والحرب تارةً، وبالفكر دائماً.
ويتعاملون مع الطّبيعة دائماً، يكيّفونها ويتكيّفون معها، ويحبّونها ويهربون منها في بعض الأحيان.
وهم يواجهون الإخفاق وخيبات الأمل في حالات، ويسعدون بنشوة النصر في حالات أخرى، ويشلّهم اليأس عن الحركة في بعض الحالات، ولكن سرعان ما يؤجّج الأمل في التّقدم والمستقبل الأفضل في قلوبهم جذوة الرغبة في التغيير، فيعودون إلى الحركة من جديد.
وهكذا يصنع البشر تاريخهم باستمرار، ينسجونه خيطاً فخيطاً، ويبنونه ذرّةً فذرَّةً من ملايين الآمال الصّغيرة، والمخاوف الصّغيرة، والأحقاد الصّغيرة، والشّهوات الصّغيرة، الّتي تنكر لهم كلّها وتتراكم فتتكوّن منها عجينة التاريخ.
ولكنّها لنْ تكون تاريخاً ما لم تأخذ قواماً معيّناً وما لم تتشكّل بهيئة معيّنة... ما لم تتضمّن فكرة تغيير، وروح تغيير، وعزيمة تغيير، تجعل من آحاد الآمال والمخاوف والأحقاد والشّهوات التي تبلغ الملايين شيئاً واحداً كبيراً تنبض فيه روح واحدة تلفّ بوهجها كلّ المجتمع والجماعة، وتدفع بهم - لا في طريق الحركات الأحاديّة المبعثرة - في طريق حركة متدفّقة هادِرة، تحدوها رؤيا واحدة أو رؤى متقاربة تلتقي على التّغيير، حينئذٍ تنشط حركة التّاريخ الّتي كانت هادئة أو أمينة، وتتعاظم، وتلد الأحداث الكبيرة، وتدخل المجتمع والجماعة في منعطف من التاريخ جديد.
قد يتمّ هذا التّفاعل في حال السّلم والاستقرار الاجتماعي، فتكون الفترة الزّمنيّة الّتي يستغرقها التّغيير - بعد فترة الإعداد والاختمار - طويلة نسبيّاً؛ لأنّ التّغيير التّاريخي يتمّ في هذه الحالة وفقاً لمعادلات السّلم والاستقرار الّتي تجعل الإنسان أكثر أناة وتؤدة في حركته، وأكثر قدرة على الاختيار.
وقد يتمّ هذا التّفاعل في حال الغليان الاجتماعي والقلق العام.
في هذا الحال تنشأ ظاهرتان:
الأولى: ظاهرة رفض وتمرّد في الجماهير، يغذّيها ويؤجّجها اليأس من العدالة الرّسميّة، وينعشها الأمل في مستقبل أفضل لهذه الجماهير يتوصّل إليه دعاة التّغيير.
الثّانية: تقابل الأولى وتتولّد منها، وهي إجراءات القمْع التي تلجأ إليها السّلطة الرسميّة؛ من أجل أنْ تضمن سيادة وثبات نظامها وقِيَمها.
إنّ هذا القمْع: يعزّز روح اليأس والغضب، ويدفع إلى مزيد من التّمرّد والرّفض، ويرصّ - بدرجة أعلى من الصّلابة والتّماسك - ملايين الآمال والمخاوف والأحقاد والشّهوات، ويؤجج روح الغضب، ويدفع الجماهير - أكثر فأكثر - نحو العنف باتّجاه التغيير.
في هذه الحالة تقصر نسبيّاً، الفترة الحاسمة الّتي يستغرقها التّغيير بعد فترة الإعداد والاختمار، إنّ الأحداث تتسارع، ويتعاظم حجمها، وتتّسع مساحة الفئات الاجتماعيّة الّتي تشارك فيها، وتتصاعد إلى أنْ تبلغ الذّروة الّتي ينهار عندها العهد التّاريخي الّذي كان سائداً، ويدخل المجتمع في منعطف من تاريخه جديد.
إذن البشر لا يتوقّفون عن صنع التأريخ، لكنّهم قد يصنعون تاريخهم في حال السّلم، وقد يصنعونه في حال الغليان والتّوتّر الاجتماعي، كما قد يصنعونه بالحرب.
وقد لاحظ الإمام علي (عليه السّلام) حركة التّاريخ في مظهرها الثّاني؛ لأنّ الظّروف السّائدة في مجتمعه كانت تدفع بهذا المجتمع نحو هذا المسار الدّامي في مواجهة مستقبله المُكْفَهِر، الحافل بالأنواء. 
لقد تسببت أخطاء الحكم في عهد الخليفة (عثمان بن عفان) في خيبة آمال فئات واسعة من المسلمين وغضبها، كما تسبّبت - إلى جانب ذلك - في انبعاث كثير من القِيَم والأخلاق والمطامح الجاهليّة الّتي نَشطت للعمل من خلال ممثِّليها ورموزها في قمّة السّلطة في مجالات السّياسة والاقتصاد والاجتماع.
وقد أدّى انبعاث هذه القِيَم الجاهليّة إلى تعارض في المصالح بين ممثِّلي هذه القِيَم وبين أكثريّة المسلمين الّذين كانت تغتذي نفوسهم بالآمال الّتي تولّدها قِيَم الإسلام في العدالة الخالصة والمساواة... هذا التعارض المأساوي الّذي ما فتئت تُغَذِّيه أخطاء الحكم وسياسات الرّموز الجاهليّة العائدة، فتعمّقه، وتزيده حدّة، وتدفع به إلى مزيد من الأتّساع والانتشار.
وقد تراكم كلّ ذلك على مدى سنين، واتّسع إلى أنْ شمل حواضر الدّولة كلّها، وأدّى في النّهاية إلى عاقبته الوخيمة وثمرته المرّة: ثورة شارك فيها الأغنياء والفقراء، السّاخطون بلا حقد والحاقدون من عِلْيَة القوم، وأدّت الثورة إلى مقتل الخليفة (عثمان)، وإلى دخول المسلمين في منعطف من تاريخهم جديد، طلبوا من علي بن أبي طالب أنْ يقودهم فيه، ولكنّه رفض طلبهم؛ لأنّه أدرك - وهو الراعي للتاريخ وأفاعليه وآليّة حركته - أنّ حجم الحاجات الّتي يفتقر إليها النّاس والآمال الّتي تعمر قلوبهم أكبر بكثير من حجم الإمكانات الّتي توفّرها مؤسّسات الدّولة، وأنّ حجم المعوّقات الّتي يمثّلها رموز العهد الماضي وقواه الّتي شلّتْها الثورة فاضطرّت إلى الانكماش... حجم هذه المعوّقات كبير وخطير؛ لأنّها مُسْتَشْرِيَة في جميع مراكز السّلطة، وقد قال لهم مُعْلِنَاً رفضه: دعُوني والتمِسُوا غيري، فإنَّا مُستقبِلُون أمراً لهُ وجوه وألوان، لا تقُوم لهُ القُلُوبُ، ولا تثبُتُ عليهِ العُقُولُ(1)، وإنّ الآفاق قد أغامت(2)، والمحجَّة قد تنكَّرت(3)، واعلموا أني إنْ أجبتُكُم ركِبتُ بِكُم ما أعلمُ، ولم أُصغِ إلى قولِ القائلِ وعتبِ العاتبِ، وإنْ تركتُمُوني فأنا كأحدِكُم، ولعلِّي أسمعُكُم وأطوعُكُم لِمَنْ ولَّيتُمُوهُ أمركُم، وأنا لكُم وزيراً، خير لكُم منّي أمير (4).
وقد ذكّر الإمام - فيما بعد - بموقفه هذا في مناسبات كثيرة منها قوله في كلام له عند خروج طلحة والزّبير عليه: فأقبلتُم إليَّ إقبال العُوذ المطافيلِ على أولادِها(5)، تقُولُون: البيعة البيعة!! قبضتُ كفِّي فبسطتُمُوها، ونازعتْكُم يدي فجاذبتُمُوها (6).
ومنها قوله لطلحة والزّبير أيضاً: واللّه ما كانت لي في الخِلافةِ رغبة، ولا في الولايةِ إربة(74)، ولكِنَّكُم دعوتُمُوني إليها، وحملتُمُوني عليها... (8).
وقال في موقف آخر: ... وبسطتُم يدي فَكَفَفْتُها، ومددتُمُوها فقبضْتُها، ثُمَّ تداككتُم عليَّ(9) تَداكَّ الإبلِ الهيم(10) على حِياضِها يوم وِرْدِها، حتَّى انقطعتِ النَّعلُ، وسقط الرِّداءُ، ووُطئ الضَّعِيفُ، وبلغَ مِن سُرُور النَّاسِ ببيعتهم إيَّاي أنْ ابتهج بها الصَّغيرُ، وهدج إليها الكبيرُ(11)، وتحامل نحوها العليلُ، وحسرتْ(12) إليها الكِعابُ (13).

____________________
1 - لا تقوم له القلوب: لا تجرئ عليه، لا تثبت عليه العقول: لا تكاد تفهمه وتحققه، يومئ بذلك إلى المشكلات الإجتماعية والأزمات الّتي عصفت بالمجتمع كلّه.
2 - أغامت: حجبها الغيم، كناية عن صعوبة إيجاد الحلول المقبولة من الجميع.
3 - المحجّة: الطّريقة الواضحة - وتنكّرت: التبس أمرها على النّاس.
4 - نهج البلاغة: رقم النّص: 92.
5 - العوذ المطافيل: الإبل والضّباء ذات الأولاد، وهي جمع عائذة، ومطفل: كناية عن اللّهفة الّتي توجّهوا بها إليه، طالبين منه قبول بيعتهم، كما اللّهفة الّتي تقبل بها أمّ الطّفل على ولدها.
6 - نهج البلاغة: رقم النّص: 137.
7 - الإربة: الغرض والرّغبة.
8 - نهج البلاغة: رقم النّص: 205.
9 - التّداك: الازدحام - تصوير لحالهم في الإقبال على البيعة.
10 - الهيم: العطاش: تصوير لرغبتهم العارمة في إنجاز البيعة.
11 - الهدج: مشي الضّعيف، بيان لإقبال الجميع على البيعة، حتّى أولئك الذين لهم مِن سِنِّهم العالية أو مرضهم عذر يعفيهم من مشقة التّزاحم على البيعة.
12 - الكعاب: جمع كاعبة: الفتاة ينهد ثدياها، وحسرت: كشفت عن وجهها كناية عن إقبال النّاس جميعاً وفرحتهم بالبيعة.
13 - نهج البلاغة: رقم النّص: 229.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.