المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

APPLICATIONS, SAFETY, AND MAINTENANCE
11-4-2016
معادلة شرودينغر لحزيئة
11-2-2022
كتاب الصلاة
2023-09-07
الخيار بين دعوى ضمان مطابقة المبيع و دعوى ضمان العيب الخفي
2023-03-06
الاعتراض وحق التصديق
21-10-2015
locative (adj./n.) (loc, LOC)
2023-10-06


الرجاء والفقر  
  
2520   12:55 مساءً   التاريخ: 5-2-2018
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص40-41
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2017 2058
التاريخ: 23-5-2018 2108
التاريخ: 2024-09-29 234
التاريخ: 30-11-2021 2093

لا ينبغي أن نفصل بين الاعسار وبين الابتلاء فإن سنن الله (عز وجل) جارية في عباده وفي كل المواطن , قال الله تبارك وتعالى:{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}[آل عمران: 186] , قال الله تبارك وتعالى:{وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا}[الأنفال:17], فكثيراً ما لا يعبر العسر عن التكاسل وضعف همة كما هو الملاحظ خارجاً , بل لا يشير الى قلة تدبير وعقل كما ايضا يدل على توافرهما .

قال الشاعر :

كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه           وكم جاهل جاهل تلقاه مرزوقا

هذا الذي ترك الاوهام حائرة          وصير العالم النحرير زنديقا

ولا أريد أن أحبط من عزيمة الزوج عن إرادة العمل فان الكاد على عياله كمجاهد في سبيل الله،  وإنما أردت أن اثني الزوجة عن ندب حظها وحالها مع امكان كونه امتحاناً إلهياً وسنة يقهر الخلق عليها لمصالح لا نعلمها , بل ان قطع الرجاء منهما ولا سيما المرأة هو بنفسه فقر آخر واعدام لغنى هو القناعة والاستقرار , ان علينا أن نوفر في ذواتنا رجاء الرزق وانفراج الامور، ولنتأمل قليلا في قوله المتكرر مرتين في سورة صغيرة:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}[الشرح: 5، 6] .

فإن الرجاء حياة تبعث فينا الأمل والرضى بما قسم لنا ما دام ليس بالاختيار ما نصل اليه في كثير من الوقائع , تعالوا نتأمل معاً حياة الأنبياء والأولياء وطريقة عيشهم مع عميق سعادتهم بقناعتهم بخيارات الله (عز وجل) , قال الامام الصادق (عليه السلام): (من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس)(1) , تعالوا نفكر حين الشدة ان نفتح ايدينا بالدعاء والتماس العون منه تعالى ...إنه من دون شك ايسر علينا من نزاع وشقاق طرفين : يقول الله تبارك وتعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة: 186], كم هو جميل هذا القول الالهي المروي عن الامام الباقر (عليه السلام): (وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه الا كففت عليه ضيعته وضمنت السموات والارض رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر)(2) .

______________

1ـ اصول الكافي ج2 ص 139 .

2ـ المصدر السابق ص 137 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.