المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

امثله لتحورات الاكاروسات
11-4-2022
الفرعون أمنحتب الثالث ومعبد الأقصر.
2024-05-21
انماط الترويح السليم عن النفس / الرياضة
2023-12-06
Grammar versus lexicon
2023-03-16
الحقوق العامة للأجنبي
2023-04-03
سبب نزول سورة التين
2024-09-04


الدين أمر فطري  
  
1575   10:36 صباحاً   التاريخ: 5-2-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج1 ، 17- 18
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015 1622
التاريخ: 12-2-2018 1816
التاريخ: 1-07-2015 1628
التاريخ: 1-08-2015 9677

منذ أن وجد الانسان على وجه الارض كان يدين بما يمليه عليه عقله من أن لهذا الكون موجدا وخالقا مدبرا خلق الانسان بهذا الشكل الخارق العجيب وخلق قبلا الهواء والماء والنبات لاستقرار حياته فكما ان اللّه تعالى ألهم الانسان أن يستفيد من تجاربه لإدامة حياته فيأوي الى الكهف لاتقاء البرد او يلبس من جلود الحيوانات ويجرب الامور البسيطة من الزراعة والصناعة كذلك ألهمه أن يفكر في تلك القدرة العظيمة قدرة اللّه التي لا تتناهى وعظمته التي لا تحد {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] .

وقد اثبتت الحفريات والآثار أن الدين قد رافق الانسان منذ بدء الخليقة يقول الاثري الدكتور سليم حسين دلت البحوث العلمية البحتة حتى الآن على أن لكل قوم من اقوام العالم عامة مهما كانت ثقافتهم منحطة دينا يسيرون على هديه ويخضعون لتعاليمه .

يقول الفيلسوف اليوناني الكبير سوقراط يشعر الانسان بحاجته الماسة الى الهواء والماء والطعام وكذلك تشعر روحه أنها في حاجة مبرمة أيضا الى غذاء روحي وهذا الشعور هو في عرفنا الدين الذي اهتدى إليه اوّل انسان يدلك على ذلك إننا اذا تتبعنا حياة طفل أتينا به من أقاصي البلاد المتوحشة وتركناه يترعرع بدون أن نلقنه عقيدة دينية مهما كان نوعها فانك لتجده عندما يصبح رجلا كامل الشعور يتحرى في اعماق تفكيره عن شيء مجهول ويظل باحثا منقبا تحت تأثير عامل نفسي وغريزي حتى يعثر على بادرة تكون في اوّل امرها مائعة اللون تتمزكه في دماغه ثم لا تلبث حتى تتجسم وتتخذ شكلا صوفيا بارزا يأخذ في التطور رويدا رويدا الى الشيء الذي نسميه عقيدة أو دينا لأن هنالك ضرورة خفية وقوية تدفعه الى هذا التدرج حتى يصل الى النوع الذي يحلو له للعبادة.

يقول المؤرخ الإغريقي الشهير بلو تارك منذ نحو 2000 سنة من الممكن أن‏ نجد مدنا بلا أسوار ولا ملوك ولا ثروة ولا آداب ولا مسارح ولكن لم ير الانسان قط مدينة بلا معبد أو لا يمارس أهلها عبادة.

ذكر الاستاذ احمد أمين في كتابه التكامل في الاسلام فنحن نقرأ في اسفار الهند المعروفة بالكتب الفيدية ان الاله الاكبر قد خلق الارض بكلمة ساحرة فأمرها بأن توجد فبرزت على الفور الى حيز الوجود، ونقرأ في كتب الصين واليابان القديمة جدا أن إله السماء هو الذي يصرف الاكوان ويدبر أمور الانسان.

ونقرأ في كتب الفرس القديمة ما نصه هو اقوى في عالم الملكوت وهو واجب الانعام المكين الكامل القدوس الحكيم الخبير الغني المغني السيد المنعم القهار محق الحق البصير الشافي الخلاق العليم بكل شيء.

ونجد عند الفراعنة من النصوص التي تدل على الابتهال الى اللّه العلي القدير والتي تثير في النفس شعورا فياضا بالايمان والتوحيد منها:

ايها الإله الأوحد الذي ليس لغيره سلطان كسلطانه يا خالق الجرثومة في المرأة ويا صانع النطفة في الرجل ويا واهب الحياة للابن في جسم أمه ويا من يهدئه فلا يبكي ويا من يغذيه وهو في الرحم يا من خلق الارض كما يهوى قلبك حين كنت وحيدا ألا ما أعظم تدبيرك يا رب الابدية .

ولسائل أن يسأل كيف عبد الناس الاوثان والهوام والبقر والشمس وتسافلوا حتى صاروا يتبركون ببول البقر؟

الجواب : انه تعالى يقول‏ {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18] فجعل اللّه تعالى تقابلا بين الايمان والفسق ومعنى ذلك أن الفسق يضاد الايمان ويعاكسه فلو تلوثت النفس الانسانية بالفسق فر الايمان من وجهه فلا يعود حتى تطهر النفس من فسوقها واجرامها.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.