أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2017
3719
التاريخ: 14-10-2015
3245
التاريخ: 7-11-2017
2588
التاريخ: 17-2-2019
1999
|
قام بنو هاشم بتجهيز النبي (صلى الله عليه واله) ودفنه، بينما انشغل المسلمون في نفس الوقت بقضية الخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وقد كان من وظيفة الجماعة الاهتمام بجسد النبي (صلى الله عليه واله)، الا ان علياً (عليه السلام) مثّل دور الامة في هذا الواجب الكفائي، وأماط عنها العذاب الالهي، وهنا لابد من التفكير بالواجب الشرعي والواجب الاخلاقي، فالواجب الاخلاقي أضيق دائرة من الواجب الشرعي. بمعنى ان الذي يعبد الله لأنه يؤمن بأنه أهلٌ للعبادة، فإنما يمتثل الواجب الاخلاقي فضلاً عن الشرعي، بينما الذي يعبدُ الله امتثالاً للأمر - لمجرد الامتثال - فإنما يمتثل للواجب الشرعي فقط. والواجب الشرعي يدعو الانسان الى اعطاء الفقير بعضاً مما يملكه المُعطي لا كل ما يملكه. ولكن الواجب الاخلاقي يدعو الانسان الى اعطاء كل ما يملكه للفقير, هنا انحصر الواجب الاخلاقي بالصفوة من الناس، بينما عمّ الواجب الشرعي كل مكلّف.
ولو نظرنا الى سلوك القوم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) لرأينا أنه افرز ثلاث حقائق:
الاولى: لم يلتزم القوم بالواجب الاخلاقي في تجهيز النبي (صلى الله عليه واله) ودفنه، مع ان ذلك الواجب كان واجباً شرعياً كفائياً قام به بنو هاشم الا ان الالزام الاخلاقي يدعو المؤمن الى التريث حتى يتم دفن الرسول (صلى الله عليه واله)، قبل التداول في أمر الخلافة.
الثانية: ان الواجب الاخلاقي، فضلاً عن الواجب الشرعي، كان يقتضي تنفيذ وصية رسول الله (صلى الله عليه واله) بحذافيرها دون ابطاء أو تأخير، ولكننا لم نرَ أثراً لذلك الواجب الاخلاقي عندهم.
الثالثة: ان الواجب الاخلاقي أعلى درجة من الواجب التكليفي، كما ذكرنا آنفاً، بمعنى ان الاول يؤدى خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى من دون تكليف، بينما يؤدّى الثاني بدافع التكليف والأمر المولوي، ولو افترضنا - نظرياً - ان عظم المصيبة التي حلّت بالمسلمين دفعتهم الى نسيان الوصية، لكان الأجدر بهم ان يقدّموا عليّاً (عليه السلام) للخلافة على سبيل أداء الواجب الاخلاقي، وهو الذي شهد له التأريخ القتالي والعلمي بحسن الادارة والقتال والتفاني في سبيل الدين.
وعلى أي تقدير، فقد انكسر الواجبان الاخلاقي والشرعي اللذان كانا يدعوانهم الى رعاية حرمة رسول الله (صلى الله عليه واله) خلال احتضاره وبعد وفاته (صلى الله عليه واله). وهنا كان الحزن الاعظم حزناً مضاعفاً يصعب على الانسان احتماله.
الا ان الدور الذي اُنيط بعلي (عليه السلام) كان متميزاً في النوعية والفعلية، فعلى مستوى النوعية، قَبَل علي (عليه السلام) وصيته (صلى الله عليه واله)، ووعد بإنجاز عدته وقضاء دينه (صلى الله عليه واله)، ولا يقوم بذلك العمل النوعي الا من كان مؤهلاً وصادقاً فيما يقول ويُوعد، وعلى مستوى الفعلية، قام علي (عليه السلام) بكل ما يمكن أن يقوم به من الالتصاق بالنبي (صلى الله عليه واله) في الساعات الأخيرة وتغسيله والصلاة عليه ودفنه (صلى الله عليه واله). وكان جلوسه (عليه السلام) للمصيبة عملاً اخلاقياً ودليلاً على انه كان ترابياً مندكّاً في الله سبحانه وتعالى. هذا في الوقت الذي كانت فيه مؤشرات تدلّ على ان القوم سوف يسارعون الى تقرير ولاية الأمر قبل ان يفرغ بنو هاشم من مصاب رسول الله (صلى الله عليه واله).
ولذلك احدثت وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) أزمة اجتماعية لان المتغيرات التي أريد لها ان تحتلّ مواقعها قد اُبدلت، فقد اُريد للإمامة الشرعية أن تكون خليفةً للنبوة، وهو ما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام)، ولكن الامامة اُقصيت وجاءت محلها الخلافة الدنيوية التي لم تستند على وصية شرعية أو تبليغ سماوي ولم تكن تملك التخويل الشرعي لاصدار الاحكام والاوامر والنواهي الشرعية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
لطلبتها.. جامعة العميد تنظّم محاضرة توعوية عن ظاهرة الابتزاز الإلكترونيّ
|
|
|