أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-11-2015
3556
التاريخ: 8-02-2015
3245
التاريخ: 12-02-2015
3881
التاريخ: 8-02-2015
3602
|
لقد قامت أم طالب (رضي الله عنها) بعملين من أعظم أعمالها الاجتماعية والدينية، وهما:
أولاً: جعلت من بيتها مكاناً آمناً ومنيعاً للحب والألفة والتقبل العائلي والمأوى النفسي وطيبة المأكل والمشرب، وعندما أحس ذلك الصبي العظيم محمد (صلى الله عليه واله) أن العالم الأسري الصغير من حوله عالم انسجام وحب ورحمة، بدأ يبني علاقة الامومة مع أمه الاعتبارية أم طالب كما بنى علي (عليه السلام)، بعد أكثر من عقدين من الزمان، نفس العلاقة والاحاسيس التي كانت تختلج في نفس محمد (صلى الله عليه واله) الا ان الفارق كان كامناً في ان أم طالب كانت أماً لعلي (عليه السلام) من الناحية الجعلية التكوينية، وكانت أماً لمحمد (صلى الله عليه واله) من الناحية الاعتبارية ولذلك فعندما دفنها رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد وفاتها، قال (صلى الله عليه واله):...كانت أمي بعد أمي التي ولدتني... .
ولا شك ان الحب والحنان اللذين افاضهما ابو طالب وفاطمة بنت اسد على محمد اليتيم (صلى الله عليه واله)، وعلى ابنهما علي (عليه السلام) بعد حوالي اثنتين وعشرين سنة من ضمّ محمد (صلى الله عليه واله) اليهما، كانت له تأثيرات نفسية على استقرار شخصيتي محمد اليتيم (صلى الله عليه واله) وعلي الصبي (عليه السلام) فعندما بلغ محمد (صلى الله عليه واله) مبلغ الرجال وتوجه الى غار حراء ليعبد الله عزّ وجلّ، كان (صلى الله عليه واله) قد وضع مرحة الحب والحنان التي اشبعتها عائلة ابي طالب وراءه. وبدأ ينظر الى الخلق والخالق والوجود، وبدأ يعبد الخالق الواحد وهو يحمل شخصية عاطفية وفكرية متكاملة لا يشوبها نقص عاطفي أو نفسي وهكذا كان علي (عليه السلام)، فقد وضع مرحلة العاطفة المنهمرة من قبل أبويه حباً وحناناً خلف ظهره، وبدأ يستمد من رسول الله (صلى الله عليه واله) منابع الحكمة والعلم والنور.
ثانياً: ان ثقافة ام طالب (رضوان الله عليها) في التوحيد والابراهيمية الخالصة، كان لها دور فعال في تعليم أبنائها رفض عبادة الاصنام وادانة الوثنية في وقت كانت فيه أجواء مكة وأزقتها تعجّ بالثقافة الوثنية وعبادة الاحجار.
والقاعدة أن الام العارفة تحاول ان تزرع في ذهن وليدها افكاراً صحيحة واقعية عن العالم الذي يعيش فيه ذلك الوليد، بينما تحاول الام الجاهلة حشو ذهن وليدها بمعلومات أقرب الى الخرافة منه الى الواقع، ولا شك ان ثقافة ام طالب التاريخية حول الانبياء (عليهم السلام) وايمانها بالله الواحد كانا لهما أثراً بالغاً على طهارة علي (عليه السلام) وصلابة منشأه وحسن توجهه، وهو لا يزال غضاً صغيراً يرضع من ثدي أمه معاني التوحيد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|