الانفتاح المعرفي والوجودي الرحيب في القرآن حسب رأي الإمام الخميني |
2212
03:27 مساءاً
التاريخ: 22-12-2014
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-02
771
التاريخ: 2024-02-16
1108
التاريخ: 2024-02-28
917
التاريخ: 2024-03-04
838
|
أن تكون للقرآن حقيقة عليا قبل النزول ، وأن
تكون معرفة الحدّ الأقصى بعد النزول حصرا للنبي وآل بيته ؛ كلّ ذلك لا يمكن أن
يتحوّل إلى تعلّة لحرمان الإنسانية- وليس المسلمين وحدهم- من خير هذا الكتاب
العميم. فما دون تلك الحقيقة الغائبة وما تحت الحدّ الأقصى متاح للجميع ، كلّ على
وفق مرتبته وإمكاناته ومجاهداته وسعته الوجودية والفكرية.
فبعد أن تنحل معضلة أنّ القرآن سرّ بين
اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وما يلحق بها من مفاهيم اخر ترتبط بها ، تنفتح
نصوص الإمام على رؤى غاية في الرحابة تأتي مترتبة على التصوّر الوجودي الذي عرضنا
له ، بنحو منطقي ومنسجم مع النتائج الاخرى أشدّ الانسجام. في هذه المرّة نقرأ «أنّ
القرآن والكتاب الإلهي هو مائدة ممتدّة يستفيد منها الجميع ، ولكن كلّ إنسان
يستفيد بحالة خاصّة ، والأساس في وجهة الكتاب الإلهي والأنبياء العظام قائم على
تنمية المعرفة وتوسعتها» (1).
يواجهنا أيضا قوله وبالنص : «الباعث
إلى نزول هذا الكتاب المقدّس ، والدافع إلى بعثة النبي الأكرم ، هو أن يكون هذا
الكتاب بمتناول الجميع ، يستفيد منه الجميع كلّ بحسب سعته الوجودية والفكرية» (2).
في نص آخر يشير الإمام كيف طوى القرآن
مراتبه وبطونه الوجودية ، لهدف أن يكون على مستوى الإدراك الإنساني : «للقرآن
مراتب ، له سبعة أو سبعون بطنا ، لقد تنزّل من هذه البطون إلى أن بلغ الموضع الذي
يريد أن يخاطبنا به. اللّه
عرّف نفسه بالجمل : {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}
[الغاشية : 17] » (3).
لم تختف لغة أنّ القرآن سرّ وتعجيز الإنسان
عن إدراك القرآن وحسب ، بل رحنا نشهد كثافة ملحوظة في التركيز على الجانب الإدراكي
المعرفي ودور إنماء المعرفة وتوسيعها بوصف ذلك هدفا للقرآن والبعثة على سواء ، وكذلك
ما ينهض به الفكر وبقية العناصر الإدراكية على هذا الصعيد ، ما دام الحديث يبتعد عن
الحدّين السالفين (الحقيقة العليا ومعرفة الحدّ الأقصى). وحتّى حين نعود إلى
النصوص التي تتحدّث عن الحدّ الأقصى ، نراها لا تهمل الإفصاح عن هذه الجوانب وذكر
نصيب الآخرين وما لهم من حظّ من معارف القرآن. على سبيل المثال نقرأ في امتداد
النص الذي يستدلّ به الإمام عقليا على انحصار معرفة الحدّ الأقصى بالإنسان الكامل ،
لأنّ ما دونه محدود وهو غير محدود ، فإذن بمقدوره وحده أن يحيط بالمحدود وأن يعرف
القرآن كما هو؛ نقرأ ما تكملته : «للآخرين معطيات وفهوم بحسب مراتبهم
الوجودية وبحسب مراتب كمالهم ، بيد أنّها محدودة. ينبغي لهم أن يسيروا [من السير والسلوك]
ويبلغوا
مراتب الكمال الواحدة تلو الاخرى ليكون لهم من هذه الحقائق ومن بينها حقيقة البعثة
على قدر كمالهم» (4). صحيح أنّ
النص يحصر الرقي المعرفي بالرقي الوجودي ، لكنه يتحدّث أيضا عن حظّ الآخرين من
المعرفة وإمكان الرقي. ثمّ إنّ هناك نصوصا اخرى تركّز بوضوح وصراحة على الجانب
النظري وقيمة المعرفة الناشئة عن النشاط الإدراكي والممارسة العقلية والذهنية.
____________________
(1)- صحيفه امام 19 : 115.
(2)- نفس المصدر 14 : 387.
(3)- تفسير سورة حمد : 136.
(4)- صحيفه امام 12 : 420.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|