أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-2-2019
785
التاريخ: 17-10-2017
581
التاريخ: 17-10-2017
495
التاريخ: 17-10-2017
496
|
خلافة المقتدر بالله
هو أبو الفضل جعفر بن المعتضد، بويع له بالخلافة في سنة خمس وتسعين ومائتين، وعمره ثلاث عشرة سنة وكان المقتدر سمحاً كريماً كثير الإنفاق، رد رسوم الخلافة من التجمل وسعة الإدارات والمعاش وكثرة الخلع والصلات. وكان في داره أحد عشر ألف خادم خصي من الروم والسودان، وكانت خزانة الجوهر في أيامه مترعة بالجواهر النفيسه، فمن جملتها الفص الياقوت الذي اشتراه الرشيد بثلثمائة ألف دينار، والدرة اليتيمة التي كان وزنها ثلاثة مثاقيل، إلى غير ذلك من الجواهر النفيسة، ففرقه جميعه وأتلفه في أيسر مدة.
وفي أيامه قتل الحلاج.
قتل الحلاج : شرح الحال في ذلك: كان الحلاج، واسمه الحسين بن منصور ويكنى أبا الغيث، أصله مجوسي من أهل فارس، ونشأ بواسط، وقيل بتستر وخالط الصوفية وتتلمذ لسهل التستري، ثم قدم بغداد ولقي أبا القاسم الجنيدي، وكان الحلاج مخلطاً يلبس الصوف والمسوح تارة، والثياب المصبغة تارة، والعمامة الكبيرة والدراعة تارة، والقباء وزي الجند تارة، وطاف بالبلاد ثم قدم في آخر الأمر بغداد وبنى بها داراً، واختلفت آراء الناس واعتقاداتهم فيه وظهر منه تخليط، وتنقل من مذهب إلى مذهب، واستغوى العامة بمخاريق كان يعتمدها، منها أنه كان يحفر في بعض قوارع الطرقات موضعاً ويضع فيه زقاً فيه ماء ثم يحفر في موضع آخر ويضع فيه طعاماً، ثم يمر بذلك الموضع ومعه أصحابه فيحتاجون هناك إلى ماء يشربونه ويتوضأون به. فيأتي هو إلى ذلك الموضع الذي قد حفره وينبش فيه بعكاز فيخرج الماء فيشربون ويتوضأون، ثم يفعل كذلك في الموضع الآخر عند جوعهم فيخرج الطعام من بطن الأرض، ويوهمهم أن ذلك من كرامات الأولياء، وكذلك كان يصنع بالفواكه يدخرها ويحفظها ويخرجها في غير وقتها، فشغف الناس به، وتكلم بكلام الصوفية، وكان يخلطه بما لا يجوز ذكره من الحلول المحض، وله أشعار، فمنها:
حبيبــي غير منسوبٍ *** إلى شــــيء من الحيف
سقــــاني مثلمـا يشر *** ب فعل الضيف بالضيف
فلمــا دارت الكـــأس *** دعا بالنطــــــع والسيف
كذا من يشرب الراح *** مع التنيـــن في الصيف
وكثر شغف الناس به وميلهم إليه حتى كانت العامة تستشفي ببوله، وكان يقول لأصحابه: أنتم موسى وعيسى ومحمد وآدم، انتقلت أرواحهم إليكم. فلما نمى هذا الفساد منه تقدم المقتدر إلى وزيره حامد بن العباس بإحضاره ومناظرته، فأحضره الوزير وجمع له القضاة والأئمة ونوظر فاعترف بأشياء أوجبت قتله، فضرب ألف سوط على أن يموت، فما مات، فقطعت يداه ورجلاه وحز رأسه وأحرقت جثته. وقال لأصحابه عند قتله: لا يهولنكم هذا، فإني أعود إليكم بعد شهر. قالوا: وأنشد قبل قتله:
طلبت المستقــر بكل أرضٍ *** فلم أر لي بأرضٍ مستقرا
أطعت مطامعي فاستعبدتني *** ولو أني قنعت لكنت حرا
وذلك في سنة تسع وثلثمائة. وقبره ببغداد بالجانب الغربي قريب من مشهد معروف بالكرخي.
وفي تلك الأيام اقتلع القرامطة الحجر الأسود ومكث في أيديهم أكثر من عشرين سنة حتى رد على يد الشريف يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر ابن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عليهم السلام.
واعلم أن دولة المقتدر كانت دولة ذات تخليط كثير لصغر سنه ولاستيلاء أمه ونسائه وخدمه عليه. فكانت دولته تدور أمورها على تدبير النساء والخدم، وهو مشغول بلذته، فخربت الدنيا في أيامه وخلت بيوت الأموال واختلفت الكلمة فخلع ثم أعيد ثم قتل.
وفي تلك الأيام نبعت الدولة الفاطمية بالمغرب
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|