المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



بين الضوابط الشرعية والأعراف الاجتماعية  
  
2104   08:21 صباحاً   التاريخ: 14-10-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص90-91
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-7-2019 2388
التاريخ: 26-1-2023 6463
التاريخ: 13-12-2016 21198
التاريخ: 2023-05-10 1483

يختلف سلوك الأهل بالنسبة لتعويد الولد على الضوابط الشرعية بين أهل متدينين وأهل غير متدينين, فالأهل الذين لا يرتبطون بالدين ارتباطا التزاميا لا يهتمون بأن يتربى ابنهم على الضوابط الدينية التي لا يلتزموا هم بها حتى يطلبوا من أبنائهم الالتزام بها, وهنا لا بد من القول: إن الولد الذي يعيش مع أهل غير متدينين سيكون حظه في الالتزام الشرعي من خلال المدرسة, أو الأصدقاء قليلا جدا, وهم ايضا يتحملون مسؤولية شرعية في عدم توفير فرصة التدين لأبنائهم, وهناك بين الأهل المتدينين أيضا فرق بين وسائل التربية التي يعتمدونها فمنهم من يفرض بطريقة غير منهجية ولا منطقية وقاسية على أولادهم الالتزام بالضوابط الشرعية, وقد ينعكس الامر لدى هؤلاء الأولاد سلباً فبدلاً من الالتزام بهذه الضوابط تراهم يعملون على التفلت منها، فيصبح التأثير سلبياً بدلا من أن يكون إيجابياً, في حين أن الأهل الآخرين يعتمدون أسلوبا منطقيا, وعقلانيا, وهادئا ويعتمد منهجية علمية مبنية على التفهيم والإقناع فمن خلال هكذا عائلات يتخرج اولاد ملتزمون بالدين عن قناعة وتكون هذه القناعة راسخة وآبية عن التغيير أمام أية شبهة تعترضها .

في نفس الوقت الذي يوجد فيه ضوابط شرعية لا بد من إلفات أبنائنا إليها وتعليمهم عليها فإن هناك أعراف اجتماعية يحرص بعض الأهل على أن يتحلى بها أولادهم وهنا يوجد نوعان من هذه الاعراف: نوع يكون منسجما مع الشرع الحنيف وهذا لا مانع منه بل لا بد من تدريب الأولاد على الالتزام به, ونوع آخر وهو الأعراف التي تعارض الشرع الحنيف, فهذه لا يجوز أن نُلزم أبناءنا بها كونها معارضة للشرع الذي يجب أن يكون الحاكم في كل ما نلتزم به أو نتركه, وللأسف هناك كثير من الأهل يكونون ملتزمين من الناحية الشرعية إلا أنهم يعتبرون أن الأعراف الاجتماعية من قبيل الأحكام الشرعية لا يجوز التخلي عنها ويُكابرون في فرضها على أولادهم وهذا من الناحية الشرعية غير جائز مطلقا .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.