‏للجملة، وهى إحدى الوحدات الدلالية، تعريفات عديدة. لكن هنا في علم الدلالة، الجملة تحتاج تعريفا خاصا . الجملة هي (تسلسل مثالي لكلمات تتوالى وفق نظام نحوي خاص وتتحقق على شكل أصوات مسموعة أو حروف مقروءة).

‏أما القول فهو مجموعة كلمات (أو حتى كلمة واحدة احيانا) يقولها شخص واحد مسبوقة بصمت ومتبوعة بصمت. وبذلك، فإن الجملة الواحدة قد تنقسم إلى عدة أقوال حسب علا مرات الصمت داخلها. على سبيل المثال، الجملة (قام الطالب بالإجابة عن جميع اسئلة التمرين وحده دون مساعدة من احد ) من الممكن أن تتحقق على شكل قول واحد إذا قيلت بصمت واحد قبلها وصمت واحد بعدها. ولكن، إذا صمت قائلها بعد كل ‏كلمة، فإن الجملة ذاتها تصبح اثنى عشر قولا. وإذا قالها قائل هكذا: "□ قام الطالب □ بالإجابة عن جميع أسئلة التمرين □ وحده دون مساعدة من أحد □ "، فإن الجملة تكون قد تحققت في ثلاثة أقوال ، حيث إن المربع □ يدل على الصمت.

‏وهكذا، نلاحظ أن هناك فروقا عديدة بين الجملة والقول : 

ص19

١ ‏. الجملة مجرده ، والقول حدث حقيقي حدث في مكان ما وزمان ما وموقف ما وقاله شخص ما موجها إلى شخص ما.

٢ ‏. الجملة وحدة لغوية كاملة نحويا، ولكن القول لا يشترط فيه أن يكون كاملا نحويا ، فقد يكون كلمة واحدة أو جزءا من جملة .

٣ ‏. الجملة تتحقق عن طريق القول، إذ إن القول يحولها من التجريد إلى التحقيق .

٤ ‏. يمكن أن تتحقق الجملة الواحدة بقول واحد أو أكثر حسب عدد مرات الصمت داخلها، أي بين كلماتها .

٥ ‏. يمكن أن تتحقق الجملة الواحدة بملايين الأقوال، إذ كلما قالها شخص أحدث قولا جديدا. مثلاً، جملة (السلام عليكم) يقولها ملايين الناس يوميا: الجملة هنا واحدة ، ولكنها تتحقق عبر ملايين الاقوال، كل قول منها يقوله قائل مختلف في مكان مختلف وزمان مختلف وموقف مختلف، بل وغالبا بصفات صوتية مختلفة من حيث النبرة أو النغمة أو العلو أو الانفعال أو المد أو الدرجة .

‏في هذا الكتاب، ولغرض التمييز بين الجملة والقول, من ‏الآن ‏فصاعدا، ستظهر الجملة بحرف مائل وسيظهر القول بحرف عادي بين علامتي اقتباس. لاحظ أنه في الحوار اليومي بين الناس، لا يستعمل الناس الجمل فقط، أي الجمل الكاملة نحويا، بل يستخدمون في كثير من الأحيان جملا مبتورة، أي كلمات وأجزاء من جمل .

ص20