المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
Measurement of position and momentum
2024-04-20
Probability wave amplitudes
2024-04-20
The uncertainty principle
2024-04-20
First principles of quantum mechanics
2024-04-20
أثر شطب العلامة التجارية على انقضاء حق الملكية
2024-04-20
Watching the electrons
2024-04-20

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


خطبة الزهراء (عليها السلام)  
  
3590   11:27 صباحاً   التاريخ: 23-3-2017
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص201-235.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

 

من محاسن الخطب و بدائعها، عليها مسحة من نور النبوة و فيها عبقة من أرج الرسالة و قد أوردها المؤالف و المخالف و نقلتها من كتاب السقيفة عن عمر بن شبة تأليف أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها المذكور قرئت عليه في ربيع الآخر سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة روى عن رجاله من عدة طرق أن فاطمة (عليها السلام) لما بلغها إجماع أبي بكر على منعها فدكا لاثت خمارها وأقبلت في لميمة من حفدتها و نساء قومها تجر أدراعها تطأ في ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى دخلت على أبي بكر وقد حشد المهاجرين والأنصار فضرب بينهم بريطة بيضاء وقيل قبطية فأنت أنه أجهش لها القوم بالبكاء ثم أمهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم ثم قالت (عليها السلام) :

"أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد والطول و المجد الحمد لله على ما أنعم و له الشكر بما ألهم و الثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها و سبوغ آلاء أسداها و إحسان منن أولاها جم عن الإحصاء عددها و نأى عن المجازاة مزيدها و تفاوت عن الإدراك أبدها و استتب الشكر بفضائلها و استخذى الخلق بإنزالها و استحمد إلى الخلائق بإجزالها و أمر بالندب إلى أمثالها و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة جعل الإخلاص تأويلها و ضمن القلوب موصولها وأبان في الفكر معقولها الممتنع من الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته و من الأوهام الإحاطة به أبدع الأشياء لا من شيء كان قبله و أنشأها بلا احتذاء مثله و سماها بغير فائدة زادته إلا إظهارا لقدرته و تعبدا لبريته و إعزازا لأهل دعوته ثم جعل الثواب لأهل طاعته و وضع العذاب على أهل معصيته زيادة لعباده عن نقمته و حياشة لهم إلى جنته و أشهد أن أبي محمدا عبده و رسوله اختاره قبل أن يجتبله و اصطفاه قبل أن يبتعثه و سماه قبل أن يستجيبه إذ الخلائق بالغيب مكنونة و بستر الأهاويل مضمونة و بنهايا العدم مقرونة علما منه بمائل الأمور وإحاطة بحوادث الدهور و معرفة منه بمواقع المقدور و ابتعثه إتماما لعلمه و عزيمة على إمضاء حكمه و إنفاذا لمقادير حقه فرأى (صلى الله عليه واله) الأمم فرقا في أديانها و عابدة لأوثانها عكفا على نيرانها منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بأبي (صلى الله عليه واله) ظلمها و فرج عن القلوب بهمها و جلا عن الأبصار عمهها ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار رغبة بمحمد (صلى الله عليه واله) عن تعب هذه الدار موضوعا عنه أعباء الأوزار محفوفا بالملائكة الأبرار ورضوان الرب الغفار و جوار الملك الجبار فصلى الله عليه أمينه على الوحي وخيرته من الخلق ورضيه ورحمة الله و بركاته ثم قالت (عليها السلام) و أنتم عباد الله نصب أمره و نهيه و حملة كتاب الله و وحيه أمناء الله على أنفسكم و بلغاؤه إلى الأمم حولكم لله فيكم عهد قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم كتاب الله بينة بصائره وآي منكشفة سرائره و برهان فينا متجلية ظواهره مديما للبرية استماعه قائدا إلى الرضوان أتباعه ومؤديا إلى النجاة أشياعه فيه تبيان حجج الله المنيرة ومواعظه المكرورة ومحارمه المحذورة وأحكامه الكافية و بيناته الجالية وجمله الكافية وشرائعه المكتوبة ورخصه الموهوبة ففرض الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك و الصلاة تنزيها لكم من الكبر والزكاة تزييدا لكم في الرزق و الصيام تبيينا للأخلاص و الحج تسنية للدين و العدل تنسكا للقلوب و طاعتنا نظاما للملة و إمامتنا لما للفرقة والجهاد عز الإسلام والصبر مؤنة للاستيجاب والأمر بالمعروف مصلحة للعامة و البر بالوالدين وقاية من السخطة وصلة الأرحام منسأة للعمر و منماة للعدد و القصاص حقنا للدماء و الوفاء بالنذور تعريضا للمغفرة وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخسة واجتناب قذف المحصنات حجابا من اللعنة و الاجتناب عن شرب الخمور تنزيها من الرجس ومجانبة السرقة إيجابا للعفة والتنزه عن أكل أموال الأيتام والاستيثار بفيئهم إجارة من الظلم والعدل في الأحكام إيناسا للرعية والتبري من الشرك إخلاصا للربوبية فاتقوا الله حق تقاته و أطيعوه فيما أمركم به فإنما يخشى الله من عباده العلماء ثم قالت (عليها السلام) أنا فاطمة بنت محمد أقول عودا على بدء و ما أقول ذلك سرفا و لا شططا فاسمعوا إلي بأسماع واعية و قلوب راعية ثم قالت {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] فإن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم و أخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ النذارة صادعا بالرسالة ناكبا عن سنن مدرجة المشركين ضاربا لثبجهم آخذا بأكظامهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة يجذ الأصنام و ينكت الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر وحتى تفرى الليل عن صبحه و أسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين وفهتم بكلمة الإخلاص مع النفر البيض الخماص الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها مذقة الشارب و نهزة الطامع و قبسة العجلان و موطاة الأقدام تشربون الطرق و تقتاتون القد أذلة خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله بنبيه (صلى الله عليه واله) بعد اللتيا و التي و بعد أن مني ببهم الرجال و ذؤبان العرب كلما حشوا نارا للحرب أطفأها الله و نجم قرن الضلالة و فغر فاغر من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصة و يخمد لهبها بسيفه مكدودا دؤوبا في ذات الله و أنتم في رفهينة و رفغينة وادعون آمنون تتوكفون الأخبار و تنكصون عن النزال فلما اختار الله لنبيه (صلى الله عليه واله) دار أنبيائه و أتم عليه ما وعده ظهرت حسيكة النفاق و سمل جلباب الإسلام فنطق كاظم و نبغ خامل و هدر فينق الكفر يخطر في عرصاتكم فأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم فوجدكم لدعائه مستجيبين وللغرة فيه ملاحظين و استنهضكم فوجدكم خفافا وأحمشكم فوجدكم غضابا هذا والعهد قريب و الكلم رحيب والجرح لما يندمل فوسمتم غير إبلكم و أوردتموها شربا ليس لكم والرسول لما يقبر بدارا زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا و إن جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم و كيف بكم و أنى تؤفكون و كتاب الله جل وعز بين أظهركم قائمة فرائضه واضحة دلائله نيرة شرائعه زواجره واضحة و أوامره لائحة  أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] هذا ثم لم تبرحوا ريثا و قال بعضهم هذا و لم يريثوا أختها إلا ريث أن تسكن نفرتها و يسلس قيادها ثم أخذتم تورون وقدتها تهيجون جمرتها تشربون حسوا في ارتغاء و تمشون لأهله وولده في الخمر و الضراء و نصبر منكم على مثل حز المدى و وخز السنان في الحشا ثم أنتم أولاء تزعمون أن لا أرث لي أ فعلى عمد تركتم كتاب الله و نبذتموه وراء ظهوركم يقول الله جل ثناؤه وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ مع ما اقتص من خبر يحيى و زكريا إذ قال رب فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا و قال تبارك و تعالى {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11] فزعمتم أن لا حظ لي و لا إرث لي من أبي أ فحكم الله بآية أخرج أبي منها أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان أم أنتم أعلم بخصوص القرآن و عمومه من أبي (صلى الله عليه واله) {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة: 50] .

إيها معاشر المسلمة أأُبتز إرثِي؟ ءالله أن ترث أباك و لا أرث أبيه لقد جئتم شيئا فريا فدونكها مرحولة مخطومة مزمومة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله و الزعيم محمد و الموعد القيامة و عند الساعة يخسر المبطلون ما توعدون {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ} [الأنعام: 67] {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ } [هود: 39]

ثم التفتت إلى قبر أبيها (صلى الله عليه واله) متمثلة بقول هند ابنة أثاثة:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة                لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها             واختل قومك لما غبت و انقلبوا

قال: فما رأيت أكثر باكية و باك منه يومئذ, ثم عدلت إلى مسجد الأنصار فقالت يا معشر البقية و يا عماد الملة و حصنة الإسلام ما هذه الفترة في حقي و السنة عن ظلامتي أما كان لرسول الله (صلى الله عليه واله) أن يحفظ في ولده سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة أ تزعمون مات رسول الله (صلى الله عليه واله) فخطب جليل استوسع وهنه و استهتر فتقه و فقد راتقه و أظلمت الأرض له و اكتأبت لخيرة الله و خشعت الجبال و أكدت الآمال و أضيع الحريم و أديلت الحرمة فتلك نازلة أعلن بها كتاب الله في قبلتكم ممساكم و مصبحكم هتافا هتافا و لقبله ما حلت بأنبياء الله و رسله {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران: 144] .

إيها بني قيلة أهضم تراث أبيه وأنتم بمرأى و بمسمع تلبسكم الدعوة و يشملكم الخبرة وفيكم العدة و العدد و لكم الدار و الجنن و أنتم الأولى نخبة الله التي انتخبت و خيرته التي اختار لنا أهل البيت فباديتم العرب و بادهتم الأمور و كافحتم البهم لا نبرح و تبرحون نأمركم فتأتمرون حتى دارت لكم بنا رحى الإسلام و در حلب البلاد و خبت نيران الحرب و سكنت فورة الشرك وهدت دعوة الهرج و استوسق نظام الدين فأنى جرتم بعد البيان و نكصتم بعد الإقدام عن قوم {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ * أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ  } [التوبة: 12، 13] ألا و قد أرى و الله أن قد أخلدتم إلى الخفض و ركنتم إلى الدعة فمحجتم الذي أوعيتم و لفظتم الذي سوغتم ف{إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [إبراهيم: 8] ألا و قد قلت الذي قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم و خور القناة و ضعف اليقين و لكنه فيضة النفس و نفثة الغيظ و بثة الصدر و معذرة الحجة فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر ناقبة الخف باقية العار موسومة بشنار الأبد موصولة ب {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} [الهمزة: 6 - 8] فبعين الله ما تفعلون {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] و أنا بنت {نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ: 46] فاعملوا {إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [هود: 121، 122]" .

وروى صاحب كتاب السقيفة عن رجاله عن عبد الله بن حسن عن أمه فاطمة بنت الحسين قالت لما اشتدت بفاطمة (عليها السلام) الوجع و اشتدت علتها اجتمعت عندها نساء المهاجرين و الأنصار فقلن لها يا بنت رسول الله كيف أصبحت عن ليلتك قالت أصبحت و الله عائفة دنياكم قالية لرجالكم لفظتهم بعد إذ عجمتهم وشنأتهم بعد أن سبرتهم فقبحا لفلول الحد و خور القناة و خطل الرأي و {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ } [المائدة: 80] لا جرم لقد قلدتهم ربقتها و سننت عليهم عارها فجدعا و عقرا و سحقا للقوم الظالمين ويحهم أين زحزحوها عن رواسي الرسالة و قواعد النبوة و مهبط الروح الأمين و الضنين بأمر الدنيا و الدين ألا {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } [الحج: 11] و ما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا و الله نكير سيفه و شدة وطأته و نكال وقعته و تنمره في ذات الله عز و جل و تالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) لاعتلقه و لسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه و لا يتعتع راكبه و لأوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه و لأصدرهم بطانا قد تختر بهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء و ردعه سورة الساغب و لفتحت عليهم بركات السماء و الأرض و سيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ألا هلم فاسمع و ما عشت أراك الدهر العجب و إن تعجب فقد أعجبك الحادث إلى أي لجإ أسندوا و بأي عروة تمسكوا {لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [الحج: 13] {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50] استبدلوا و الله الذنابى بالقوادم و العجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } [الكهف: 104] { أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 12] ويحهم { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [يونس: 35] أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريث ما تنتج ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا و ذعافا ممقرا هنالك يخسر المبطلون و يعرف التالون غب ما أسس الأولون ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا فطامنوا للفتنة جأشا و أبشروا بسيف صارم و هرج شامل و استبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا و جمعكم حصيدا فيا حسرة لكم و أنى لكم و قد {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ } [هود: 28] و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد خاتم النبيين و سيد المرسلين.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






عبر مؤسسة الإمام الرضا (ع) الخيرية.. ممثل المرجعية العليا يستقبل مجموعة من العوائل المتعففة ويقدم المساعدات اللازمة والضرورية لها
الأمين العام للعتبة الحسينية: العتبات المقدسة هي المظلة الروحية والملاذ الأمن لجميع أطياف الشعب العراقي تحت خيمة المرجعية العليا
بمشاركة (60) مشتركا..أكاديمية الوارث التابعة للعتبة الحسينية تسهم في تأهيل كادر العلاقات العامة في العتبة العسكرية عبر دورة تدريبية متخصصة
بناءً على تقييم شامل لمؤهلاتهم وأدائهم في المقابلة.. برنامج (رواد التبليغ) الذي تنفذه العتبة الحسينية يعلن قبول (30) طالبا ضمن دورته الأولى