المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ماهية الدلالة: أبعادها النفسية والاجتماعية ومساحتها (التصور والذاكرة)  
  
447   11:44 صباحاً   التاريخ: 16-8-2017
المؤلف : د. فايز الداية
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة، النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص13- 17
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / الدال و المدلول /

 

التصور والذاكرة: دورهما في العملية اللغوية والاتصال

شرح ابن سينا (373 – 427 هـ) العملية الدلالية اللغوية النفسية على نحو يثير الفضول العلمي المعاصر اليوم ؛ ذلك أنه وقف على دقائق الأبعاد النفسية اعتماداً على درايته بعلم النفس، وبراعته في التحليل العقلي المقترن بالنزعة التشريحية، فقد كان الفيلسوف والطبيب في آن معا:

حددت في العملية الدلالية [1] الأشياء المادية الحاضرة، او الغائبة عن الحس والأفكار والمجردات [2] وأشير الى المثيرات السمعية واستحضارها لصور الأشياء ومعانيها [3] وصنفت الرموز الدلالية، وهي: الألفاظ المثيرة ثم الكتابة التي تنوب عن اللفظ والصوت.

ونلاحظ وضوح الفصل بين العالم الخارجي عن اللغة ثم العالم النفسي اي الذهن والتصور مع تميز الذاكرة، وبعد ذلك الادوات اللغوية والأصوات في ألفاظ تربط بين العالمين: المادي – بعلاقاته وتعاليه التجريدي فيما بعد – والنفسي، فتساعد على ترسيخ صور العالم الخارجي على هيئة معانٍ تحتفظ بها الذاكرة، تثور مع أسمائها عند مشاهدتها، او عند غيابها بفضل تحريكها بسماع الرموز الصوتية الخاصة بها.

يقول ابن سينا في (العبارة) من كتاب الشفاء تحت عنوان: (فصل في معرفة التناسب بين الأمور والتصورات والألفاظ والكتابات، وتعريف المفرد والمركب فيما يحتملها من ذلك ) – ولنلاحظ ان الحديث هنا يدور عامة عن اللغة

ص13

البشرية ومنها اللغة العربية - : " ان الإنسان قد أوتي قوة حسية ترتسم فيها صور الأمور الخارجية، وتتأدى عنها الى النفس، فترتسم فيها ارتساماً ثانياً ثابتاً، وإن غاب عن الحس. ثم ربما ارتسم بعد ذلك في النفس أمور على نحو ما أداه الحس. فإما ان تكون هي المرتسمات في الحسن، ولكنها انقلبت عن هيئاتها المحسوسة الى التجريد، او تكون ارتسمت من جنبه أخرى.

فللأمور وجود في الأعيان، ووجود في النفس يكوّن آثاراً في النفس. ولما كانت الطبيعة الإنسانية محتاجة الى المحاورة لاضطرارها الى المشاركة والمجاورة، انبعثت الى اختراع شيء يتوصل به الى ذلك.... فمالت الطبيعة الى استعمال الصوت، ووفقت من عند الخالق بالآت تقطيع الحروف وتركيبها معاً، ليدل بها على ما في النفس من أثر – ثم وقع اضطرار ثانٍ الى إعلام الغائبين من الموجودين في الزمان، او من المستقبلين إعلاماً بتدوين ما علم... فاحتيج الى ضرب آخر من الإعلام غير النطق، فاخترعت أشكال الكتابة (1) ".

وإثر هذا العرض المجمل للتكوين الدلالي، يعود ابن سينا شارحاً على نحو تفصيلي قريب كيف تتم الحركة بين الصور المحفوظة في الذاكرة للمدلولات المادية أو المجردة ؛ وهي المسماة بالآُثار أو المعاني ؛ والألفاظ والكتابة التي هي أدوات دلالية [1] فما يخرج بالصوت يدل على ما في النفس، أي مقاصد للنفس (إذ يقصد الإنسان الى التعبير عن العالم الخارجي بمعطياته أو عن الانفعالات والرغبات في حياته الاجتماعية وروابطها)، كما أن الآثار أيضاً بالقياس الى الألفاظ معانٍ. [3] والكتابة تدل على اللفظ إذ يحاذى بها تركيب اللفظ، واختير ذلك للسهولة (2). " ومعنى دلالة اللفظ أن يكون إذا ارتسم في الخيال

___________________

(1) العبارة من (الشفاء) لابن سينا 1-2 الهيئة المصرية العامة – القاهرة 1390 هـ 1970 ثم.

(2) العبارة 2-4.

ص14

مسموع اسم ارتسم في النفس معنى، فتعرف النفس ان هذا المسموع لهذا المفهوم. فكلما أورده الحسّ على النفس التفتت الى معناه (3). "

ثم يلتفت ابن سينا الى نقطة ذات أهمية في تبين الوعي العلمي الذي يستوعب آفاق البحث الدلالي العام، ثم يخصص ما يكون بعد متصلاً بكل لغة بشعرية عند انفرادها وتميزها الذاتي، فالإنسان لديه القدرة التصوّرية اللغوية، وهي قاسم مشترك عند البشر، والحركة الذهنية واحدة – مع النظر الى اختلافها درجة وإتقاناً – في طبيعتها، أما الوسائل والرموز فهي مختلفة بين الأمم في لغاتها المتباينة والدالات مع ان المدلولات في العالم الخارجي وفي المجردات المعروفة واحدة " وأما دلالة ما في النفس على الامور فدلالة طبيعية لا تختلف لا الدال ولا المدلول عليه، كما في الدلالة مختلف، ولا كما في الدلالة بين اللفظ والكتابة، فإن الدال والمدلول عليه جميعاً قد يختلفان (4) ". ويوجز الإمام الغزالي هذه المسألة الدلالية الأخيرة بكلمة موجزة: " والوجود في الأعيان والأذهان بالبلاد والأمم، بخلاف الألفاظ والكتابة، فإنهما دالتان بالوضع والاصطلاح (5) "

وقد انتشر هذا التحليل الدلالي في أوساط الدارسين والفقهاء وعلماء الاصول إضافة الى المهتمين بالمنطق والفلسفة. ونشير الى اثنين من رجال الثقافة العربية الإسلامية عرفا مكانة تشريح العملية الدلالية وأهميتها، فالغزالي (450-505 هـ) يتملك ناصية اللغة والفلسفة أدوات في بحوثه وينبه الى ضرورة الأخذ بالمنطق ومسائله في علم اصول الفقه، فالحملة التي حملها على الفلاسفة لم تمنعه من تداول مصطلحاتهم ومن أخذ بعض الأساليب التحليلية النافعة من كتب هؤلاء ودراساتهم، فيفرد الغزالي بحثاً في كتابه (معيار العلم) لبيان رتبة الألفاظ من

___________________

(3) العبارة 4.

(4) العبارة 5.

(5) معيار العلم، للإمام محمد بن محمد أبي حامد الغزالي 75-76 دار المعارف بمصر 1969 ثم.

ص15

مراتب الوجود، ويقول فيه بأسلوب ميسر يذلل ما مررنا به قبل عند صاحب الشفاء: " اعلم ان المراتب فيما نقصده أربع، واللفظ في الرتبة الثالثة، [1] فإن للشيء: وجوداً في الأعيان [2] ثم في الأذهان [3] ثم في الألفاظ [4] ثم في الكتابة. فالكتابة دالة على اللفظ، واللفظ دال على المعنى الذي في النفس، والذي في النفس هو مثال الموجود في الأعيان (6) " ويتردد صدى ذلك عند عبد الرحمن بن خلدون (733 – 808 هـ) في مقدمته، مما يعني رسوخه وتداوله بين مشرق الامة العربية ومغربها فيقول: " ثم من دون هذا الأمر الصناعي الذي هو المنطق مقدمة أخرى من التعلم، وهي معرفة الألفاظ ودلالتها على المعاني الذهنية تردها من مشافهة الرسوم بالكتاب، ومشافهة اللسان بالخطاب. فلابد أيها المتعلم من مجاوزتك هذه الحجب كلها الى الفكر في مطلوباك:

فأولا دلالة الكتابة المرسومة على الألفاظ المقولة وهي أخفها. ثم دلالة الألفاظ المقولة على المعاني المطلوبة، ثم القوانين في ترتيب المعاني للاستدلال في قوالبها المعروفة في صناعة المنطق (7) ".

ونجد لها قوامها، تربط بعد ذلك بالتصنيف المنطقي وترتيب قضاياه، وهذا يؤكد ما نذهب إليه من أهمية الجهود اللغوية العربية في كتب المنطق والفلسفة وعلم أصول الفقه وكتب الكلام والفقه عامة، ذلك أنها ليست مخصوصة بوظائف محدودة في تلك الكتب، بل لها فاعليتها في الثقافة اللغوية والنشاط الفكري فيما تداولت أبواب الثقافة والمعرفة (8).

____________________

(6) معيار العلم للغزالي 35-36.

(7) مقدمة ابن خلدون 504 ط. دار الشعب – القاهرة.

(8) يمكن ان تستقصى مواضع تناولت هذه القضية الدلالية في التراث العلمي العربي. ومن المواضع: المزهر للسيوطي (1/42-43) تحقيق محمد أحمد جاد المولى والبجاوي وابو الفضل ط. دار إحياء الكتب العربية – القاهرة. ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني 46 تحقيق د. رضوان الداية ود. فايز الداية – دمشق 1983.

ص16




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.