المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

احكام تتعلق بالإحرام
19-9-2016
Electrophilic Aromatic Substitution (EAS) : Substituent Effects
24-9-2020
مكروهات الطواف
27-11-2016
باشدو رسام آمون.
2024-07-21
منزلة الام أفضل او الاب ؟
23-4-2019
Gauss,s Class Number Problem
1-1-2020


دور المرأة الرسالي كما يراه الإسلام  
  
4144   08:28 صباحاً   التاريخ: 15-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص200ـ207
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2017 2616
التاريخ: 28-7-2022 2699
التاريخ: 19-1-2016 2176
التاريخ: 19-1-2016 2536

تلعب المرأة دوراً مهماً وحساساً من خلال دورها الرسالي الذي كلَّفها الله به اولاً والمجتمع والأسرة ثانياً .

أما على الصعيد الأول: فإن القرآن لم يفرق بينها وبين الرجل في تحمل الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتق كل منهما ولكن بما يتناسب مع طبيعة تكوين كل منهما، اذ من المعلوم ان تكليف الفرد ـ رجلا كان ام امرأة ـ بما لا يتناسب مع طبيعة تكوينه ظلم له واجحاف بحقه لأنه تكليف بما لا يطاق وهو ما لا يتناسب مع حكمة الله تعالى.

فحين يطالعنا القران الكريم بعناوين مثل: {يا ايها الناس} او {يا ايها الذين امنوا} فإننا نفهم ان الخطاب موجه الى كل الناس والى كل المؤمنين من دون فرق بين الرجل والمرأة.

ومن هنا يعتبر الإسلام المرأة إنساناً مستقلا من الناحية القانونية كالرجل، وليس لاحد اية ولاية اذا كانت جديرة بالثقة ورشيدة، الا فيما تتنازل هي عنه بقرار شخصي على اساس التعاقد.

فإنسانية الانسان ذكراً كان ام انثى تتسع لكل جوانب الحياة, والاسلام لم يلغ انسانية المرأة ولم يعفِ المرأة من مسؤولياتها لان القضايا العامة في الاسلام المشتركة بين الرجل والمرأة في العمل الرسالي، وحركة المسؤولية تبعٌ للطاقات التي يملكها هذا الفريق او ذاك، الا ما نصَّ عليه الاسلام. ومن ذلك: الجهاد الذي اعفيت المرأة منه ولكن لم يحرم عليها، بل ربما يظهر من احاديث السيرة النبوية ان المرأة تقوم بدور في الجهاد، فقد كان لها دور المسعفة والممرضة والساقية للعطشى وما الى ذلك من الشؤون التي تتعلق بتلبية حاجات الجهاد والمجاهدين قبل المعركة واثناءها وبعد انتهائها، فالمسؤولية عامة في دور المرأة والرجل في اداء العمل الرسالي الا ما استثناه الاسلام كالقضاء والولاية.

اما الفكرة القائلة بحبس دور المرأة في نطاق خاص فهي فكرة غير عملية وغير صحيحة. وهذا ما اعتاد عليه الناس اذ يجعلون لكل انسان دوراً بحسب اختصاصه في حين باستطاعة المرأة ان تواجه كل المواقع العملية المتصلة بالرسالة وبالحياة والمتصلة بالمجتمع بشكل عام في ما يمكنها ان تقدمه سواء على مستوى القضايا الالزامية التي يستحب لها القيام بها.

والاسلام قد حمَّلها أعظم الامانة والمسؤولية لما لها من دور كبير في اداء عملها الرسالي، بل ربما كانت مسؤولياتها وواجباتها اهم واخطر من الرجل، وقد جعلها الاسلام بمستوى الاب سواء بسواء، فإن دور المرأة والرجل في الحياة واحد بما انهما نفس واحد، بدليل ان الله تعالى خلق المرأة والرجل ليبنيا الحياة معا وليتكاملا على امتداد الحياة. لذلك فتح الاسلام للمرأة باب الحياة في كل ساحات الصراع جنباً الى جنب مع الرجل، تنصره وينصرها، تعينه ويعينها، تتكامل معه ويتكامل معها ولم يفصل بينهما في الادوار, وهذا امر يعكسه بجلاء نص القرآن بقوله (جل جلاله): {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[التوبة: 71].

ولاشك ان المعروف يتسع لكل شيء ايجابي في الحياة، فالرجل والمرأة شريكان في بناء الحياة، فكما الرجل مسؤول عن المجتمع كذلك المرأة مسؤولة بالقوة نفسها عن المجتمع الذي تعيش فيه، فالإسلام فتح امام المرأة باب الحياة باسرها ولم يحجِّمها في خصوصياتها كأنثى كما يعتقد

بعض الناس.

الاسلام لم يعترف بكون المرأة ربة بيت فقط بل هي في نظره انسانه كامله الانسانية دورها في الحياة دور انساني رائد. اما المهام المنزلية فتعاون مشترك بين الرجل والمرأة لتدبير شؤون حياتهما المنزلية، فإن يتطوع احدهما للقيام بها فإنه يُشكر على تطوعه.

ومن ابرز معالم دور المرأة في عملها الرسالي ان تكون داعية بين بني جنسها الانثوي في اي مكان: في البيت او في العمل او المدرسة او الحرم الجامعي او التجمعات النسوية، فاذا وجدت القدرة على اداء الرسالة كان ذلك واجباً عليها كواجبها في اداء الصلاة والصوم والحج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالأمر يدور على الاستطاعة او عدمها، فاذا كانت المرأة عالمة بأنها تستطيع ان تهدي جمهوراً من النساء او الرجال وجب عليها ان تقوم بذلك في دائرة مكاناتها الطبيعة والواقعية واذا كانت تستطيع توسعة هذه الامكانات من دون ان تضغط على ظروفها فانه من الواجب عليها ان تفعل ذلك، وربما تكون المصلحة في ان يكون القيام بهذا الدور الثقافي من بعض مسؤولياتها الخاصة بحيث تتقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة في بعض الحالات.

وهكذا نجد ان المرأة تستطيع ان تواجه كل المواقع العملية المتصلة بالرسالة وبالحياة والمتصلة بالمجتمع بشكل عام في ما يمكنها ان تقدمه سواء على مستوى القضايا الالزامية التي يجب عليها القيام بها ام على مستوى القضايا غير الالزامية التي يستحب لها القيام بها.

فالنظرة الشمولية التي يمكن ان نستوحيها من دور الانسان في الحياة ان يقوم ببناء الحياة على اساس الخلافة العامة التي تأخذ من كل انسان طاقته في المجال الذي يستطيع التحرك فيه .

وللمرأة ساحات واسعة تستطيع ان تقوم فيها بمسؤولياتها فيما يمكن لها ان تحمله من مسؤولية في نطاق ثقافاتها وفي نطاق طاقاتها الاجتماعية التي تملكها بحيث يمكنها ان تصل الى نتائج كبيرة كما هو دور الرجل في الساحة العامة خارج نطاق مسؤوليته العامة.

والمرأة يمكنها ان تتحمل مسؤولية الدور الذي تؤديه من خلال ثقتها بنفسها وتفجير طاقاتها والعمل على تنمية نفسها بالارتقاء الى اعلى درجات العلم والمعرفة والوقوف بوجه الشبهات المنحرفة التي تظهر بين آونة واخرى تقاتل من اجل ان تجعل من عقلها عقلاً يحتاجه الناس ومن جهدها جهداً يحتاجه الناس....

ان الانسان الذي يجعل من نفسه حاجة لمجتمعه هو الذي ينحني له مجتمعه بفعل اغنائه لمجتمعه.

والمرأة الفعّالة هي التي تحاول ان تجعل من نفسها امرأة رسالية اذ يمكنها ان تغير الراي العام من خلال خطبة بليغة ومؤثرة في النفوس، كما صنعت سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) بخطابها في نساء المهاجرين والانصار عندما مرضت وجئن لعيادتها فقلن: كيف اصبحت من علَّتك يا بنت رسول الله ؟

فأجابتهن بلوعة وأسى قائلة: (اصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد ان عجمتهم، وشنأتهم بعد ان سبرتهم، فقبحاً لفلول الحد، واللعب بعد الجدّ، وقرع الصفاة، وصدع القناة، وخور القناة، وخطل الآراء وزلل الاهواء، {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}[المائدة:80]. لا جرم لقد قلدتهم ربقتها، وحملتهم اوقاتها، وشننت عليهم غارها، فجدعاً وعقراً وسحقاً للقوم الظالمين، ويحهم انى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الروح الامين، والطبين بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما الذي نقموا من ابي الحسن؟! نقموا ـ والله ـ منه نكير سفيه، وقلّة مبالاته بحتفه، وشدت وطأته، ونكال وقعته، وتنمّره في ذات الله (عز وجل).

والله لو تكافّوا عن زمام نبذه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) اليه لاعتلقه، ولسار بهم سيراً سُجُحاً، لا يكلم خشاشه، ولا يتعتع ركابه، ولأوردهم منهلاً نميراً فضفاضاً تطفح ضفّتاه ولا يترنّق جانباه، ولأصدرهم بطاناً، ونصح لهم سراً واعلاناً، ولم يكن يحلّى من الغنى بطائل ولا يحظى من الدنيا بنائل غير ريّ الناهل وشبعة الكافل ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف:96] ، {وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ}[الزمر:51].

ألا هلمّ فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب ، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث! الى أيّ سناد استندوا ، وبأيّ عروة تمسكوا وعلى أية ذرية أقدموا واحتنكوا ، استبدلوا الذّنابى ـ والله ـ بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[يونس: 35].

أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريث ما تنتج ثمّ احتلبوا طلّاع العقب دماً عبيطاً ، وذعافاً ممقرا مبيداً، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غبّ ما سنّ الأوّلون ، ثم طيبوا عن أنفسكم نفساً، واطمأنوا للفتنة جأشاً ، وأبشروا بسيف صارم ، وسطوة معتدٍ غاشم ، وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يَدَع فيئكم زهيداً ، وزرعكم حصيداً ، فيا حسرتى لكم ، وأنى بكم وقد عمِّيت قلوبكم {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} [هود: 28].

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد خاتم النبين وسيد المرسلين).

خيّم من جراء تلك الخطبة الرّنّانة البليغة التي أخذت بمجامع الأفئدة صمت رهيب وحزن شديد وغامت عيونهن بالدموع وانطلقن الى بيوتهن بخطاً ثقيلة فنقلن لأزواجهن مدى لوعة الزهراء  وتأثرها منهم ، فكان وقعها عليهم أشد من ضربات السيوف فقد عرفوا مدى تقصيرهم تجاه وديعة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وعدم قيامهم بنصرتها .

ومن النساء الرساليات اللواتي غيَّرن الرأي العام بخطبة بليغة ومزلزلة لعروش الطغاة والظالمين الحوراء زينب (عليها السلام).

فهي المكمل لنهضة الحسين المباركة وقد أدت عملها الرسالي على أحسن وجه حينما وقفت أمام طاغية ذلك العصر عبيد الله بن زياد تجسِّد دور المرأة المسلمة في السياسة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقاومة الطغيان والفساد... وقفت زينب خطيبة في تلك الجموع الحاشدة  بعد ان أومأت الى الناس أن اسكتوا فسكتوا .. انطلقت في خطابها مفزعة الجبناء المتخاذلين عن نصرة الحسين معرِّفة بمقام آل البيت فقالت: (الحمد لله والصلاة على محمد واله الطيبين الأخيار أما بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر . أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة . إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، فتتخذون أيمانكم دخلاً بينكم .ألا وهل فيكم إلا الصّلف والنطف والكذب والشنف وملق الإماء وغمز الأعداء ؟ أو كمرعى على دمنة أو كفقة على ملحودة. ألا ساء ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون وتنحبون؟ إي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً ، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومَدَرةَّ سنتكم . ألا ساء ما تزرون. وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبَّت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذِّلَّة والمسكنة .

ويلكم يأهل الكوفة ، أتدرون اي كبد لرسول الله فريتم ؟ وأي كريمة له أبرزتم ؟ وأي دم له سفكتم؟ واي حرمة له انتهكتم ؟ لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء خرقاء شوهاء كطلاع الارض او إملاء السماء. أفعجبتم ان أمطرت السماء دماً؟ ولعذاب الاخرة اخزى وانتم لا تنصرون. فلا يسخفنكم المهل فإنه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار. وانّ ربكم لبالمرصاد).

قال الراوي: (فو الله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون وقد وضعوا ايديهم في افواههم ورأيت شيخا واقفاً الى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته بالدموع وهو يقول: بأبي أنتم وأمِّي. كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونساؤكم خير النساء، ونسلكم خير النسل، لا يخزي ولا يبزي).

هذان نموذجان من البيت الهاشمي العلوي: كيف أدَّتا دورهما الرسالي في مجتمعها ولم تباليا ما يجري عليهما؟!




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.