المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

آثار أسرار البسملة في النشأة الأولى
9-05-2015
Four Criteria for Aromaticity
23-8-2019
إلكترون مقيَّد bound electron
12-2-2018
شبهة اسطورتا الآيات الشيطانية والغرانيق .
13-12-2015
(الاعراض) .. موقف السلبي من الذكر
9-05-2015
كُتاب المقال.. المهنية والمسؤولية
11/12/2022


الشفعاء  
  
3014   03:20 مساءً   التاريخ: 9-8-2017
المؤلف : محمد هادي الاسدي
الكتاب أو المصدر : الشفاعة حقيقة إسلامية
الجزء والصفحة : 51 - 57
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الشفاعة /

إنّ التدبر في آيات القرآن الكريم يوضّح أنّ الله سبحانه وتعالى لم يحدد في الآيات القرآنية الشريفة وفي آيات الشفاعة اسم أحد من الشافعين ، لكن القرآن الكريم أشار إلىٰ مجموعة من الصفات التي إن توفرت في أحد فهو من الشفعاء بعد أن يأذن الله له في ذلك. 

ونجد من خلال دلالة الآيات القرآنية الشريفة أنَّ الأنبياء يشفعون ، والملائكة يشفعون ، والمؤمنون الصالحون يشفعون أيضاً ، والعمل الصالح يشفع لصاحبه كذلك.

قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : « يشفع النبيّون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبّار : بقيت شفاعتي » (1).

وقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : « يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء » (2).

وإلىٰ جانب ذلك فإنّ تعلّم القرآن يعطي لصاحبه الأهلية لأن يشفع ، قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : « من تعلم القرآن فاستظهره فأحلّ حلاله وحرّم حرامه أدخله الله به الجنة وشفّعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار ... » (3) ، وجاء في نهج البلاغة : « إنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شُفع فيه»(4).

وانّ العمل الصالح والالتزام بالتعاليم الإسلامية يعطي لصاحبه الأهلية لأن يشفع ، قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : « إنّ أقربكم مني غداً وأوجبكم عليَّ شفاعة : أصدقكم لساناً ، وآداكم لأمانتكم ، وأحسنكم خلقاً ، وأقربكم من الناس » (5).

وقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : « الشفعاء خمسة : القرآن ، والرحم ، والأمانة ، ونبيكم ، وأهل بيت نبيكم » (6).

وجاء عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما ‌السلام في دعائه : « اللهمّ اجعل نبينا صلواتك عليه وعلىٰ آله يوم القيامة أقرب النبيين منك مجلساً وأمكنهم  منك شفاعة ... » (7).

وسنستعرض بإيجاز الآيات القرآنية الشريفة التي تعطي الدلالة الواضحة علىٰ كلِّ صنف من أولئك الشفعاء.

أ ـ الأنبياء :

فالآية الشريفة التالية تؤكد أنَّ الأنبياء يشفعون قال تعالىٰ : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] وفي الآية أعلاه قيود دقيقة لابدّ من الالتفات إليها وهي : جاء في تفسير ( ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) أي بخسوها حقّها بادخال الضرر عليها بفعل المعصية من استحقاق العقاب ، وتفويت الثواب بفعل الطاعة ، وقيل ( ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) بالكفر والنفاق ( جَاءُوكَ ) تائبين مقبلين عليك مؤمنين بك ( فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ ) لذنوبهم ونزعوا عمّا هم عليه ( وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) أي سألت الله أن يغفر لهم ذنوبهم ( لَوَجَدُوا اللهَ ) أي لوجدوا مغفرة الله لذنوبهم (8).

وإلىٰ جانب الآية المتقدمة ، فالآية التالية توضح أيضاً شفاعة الرُسل قال تعالىٰ : {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 26 - 28] والآية تشير إلىٰ الرسل الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالىٰ إلىٰ البشر فقال الكافرون : إنّهم أبناء الله ، لكن القران الكريم يصرّح بأنّهم عباد الله أكرمهم بالرسالة وإنّهم لا يشفعون إلاّ لمن ارتضىٰ سبحانه ... وقد تنطبق هذه الآية علىٰ الملائكة ، فقد تكرّر في القرآن الكريم وفي مواضع عديدة الإشارة إلىٰ قول الكافرين والمشركين بأنَّ الملائكة بنات الله ، تعالى سبحانه عن ذلك علواً كبيراً.

ب ـ الملائكة :

وأما شفاعة الملائكة فتدلّ عليها الآية التالية قال تعالىٰ : {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ... } [النجم: 26].

ودلالة الآية جلّية وواضحة علىٰ أنَّ الملائكة تشفعُ بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضىٰ.

ج‍ ـ المؤمنون : 

وأما شفاعة المؤمنين والشهداء فتدلّ عليها الآية الشريفة قال تعالىٰ :{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86].

والذين شهدوا بالحق هم المؤمنون الصالحون الذين جعلهم الله شهوداً على أممهم مع الأنبياء والأوصياء.

وقد جعل الله المؤمنين مع الشهداء حيثُ قال تعالىٰ : {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ... } [الحديد: 19].

وقد جاءت الروايات مؤكدة لهذه الآيات ومبينة لها ، فقد روىٰ الصدوق بسنده عن الرسول الأكرم صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم قوله : « ثلاثة يشفعون إلىٰ الله عزَّ وجلّ فيشفّعون : الأنبياء ، ثم العلماء ، ثم الشهداء ... » (9).

وقبل أن نغادر هذا الفصل نلفت نظر القاريء الكريم إلىٰ ظاهرة مهمة تكررت في الآيات القرآنية الشريفة التي تحدثت عن الشفيع أو المشفوع له ، وهي ظاهرة « الرضىٰ » الإلهي عمن يريد أن يشفع وعمن يراد أن يُشفع له ، واعتبار ذلك الرضىٰ قيداً لازماً لا تؤتي الشفاعة ثمارها بدونه ، فالشفيع يجب أن يرضىٰ الله شفاعته لتكون في محلها. والمشفوع له يجب أن يكون مرضيّاً عنده سبحانه وتعالىٰ ليقبل فيه شفاعة الشافعين.

وبناء علىٰ هذا لو راجعنا الآيات القرآنية الكريمة والتي أشارت إلىٰ « رضى » الله تعالىٰ عن بعض عباده ، نجدها تشير إلىٰ مواصفات غاية في السمو والتألّق ... ونحن هنا نورد أمثلة من الآيات القرآنية التي ذكرت بالصراحة « رضىٰ » الله عن بعض عباده الصالحين.

قوله تعالىٰ : {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119].

والآية الشريفة هنا تشير بصراحة إلىٰ « الصادقين » بكلِّ ما لكلمة الصدق من معنى.

وقوله عزّ شأنه : {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] .

وقوله تعالىٰ : {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].

وفي الآية الكريمة إشارة صريحة إلىٰ المؤمنين الحقيقيين الذين لا يُلقون بالود لأعداء الله والرسول ولو كان هؤلاء الأعداء آباءً أو ابناءً أو إخواناً لهم ، وهذه الصفة هي من صفات المبدأية والرسالية العالية التي يجب أن يتصف بها المؤمنون.

وقوله عزّ من قائل : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } [البينة: 7 - 8].

نحسب أنَّ التدبر في مضامين هذه الآيات الشريفة سيكشف أمامنا أُفقاً واسعاً من المعرفة بهؤلاء الذين هم خالدون في جنات تجري من تحتها الأنهار أبداً ، وأنَّ الله عزَّ وجل قد رضي عنهم ، وأنّهم رضوا عنه.

وهنا هي قمة العظمة والسمو في الوصف والبيان ... فمن هم هؤلاء الذين رضوا عنه ؟

إنّهم الصادقون في إيمانهم وأعمالهم مع الله الذين عملوا الصالحات وخشوا الله والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والتابعون لهم « بإحسان » ، والمؤمنون الذين لا يوادّون من حآدَّ الله ورسوله.

________________

(1) صحيح البخاري 9 : 160.

(2) سنن ابن ماجه 2 : 1443 / 4313. وراجع الخصال ، للشيخ الصدوق : 142 بلفظ آخر :
« ثلاثة يشفعون إلىٰ الله عزَّ وجل فيشفعون. الأنبياء ، ثم العلماء ، ثم الشهداء ».

(3) سنن الترمذي 4 : 245.

(4) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد 2 : 92.

(5) تيسير المطالب في أمالي الإمام علي بن أبي طالب عليه ‌السلام ، للسيد يحيىٰ بن الحسين : 442 ـ 443.

(6) المناقب ، لابن شهر آشوب 2 : 14.

(7) الصحيفة السجادية 2 : 198.

(8) مجمع البيان ، للطبرسي 1 : 87.

(9) الخصال : 142.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.