المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

النظرة المعاصرة لدور إدارة الموارد البشرية
13-10-2016
مسائل في احكام التقليد
6-9-2016
الهدف من الأغذية المعدلة وراثيا
8-2-2018
هل من دليل على جواز التوسل بالأموات ؟
2023-04-02
التمهيد (البصرة القديمة).
2024-10-29
أعداء القصب
7-3-2017


غزوة بني قينقاع  
  
3573   03:31 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص86-87.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017 3330
التاريخ: 12-5-2016 3699
التاريخ: 21-6-2017 3326
التاريخ: 28-5-2017 2951

غزوة بني قينقاع، في النصف من شهر شوال، بعد مضي عشرين شهرا للهجرة، و قينقاع (بفتح القاف و سكون الياء) طائفة من يهود المدينة.

[حيث قال]اعلم انّ الكفار انقسموا بعد هجرة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى ثلاثة اقسام: قسم منهم: عاهدوا ان لا يحاربوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ولا يساعدوا اعداءه، و هم يهود بني قريظة و بني النضير و بني قينقاع و القسم الثاني: حاربوا النبي و عادوه و هم كفار قريش، والقسم الثالث: اعتزلوا الفريقين و اخذوا جانب الحياد، فكانوا ينتظرون لمن يكون الامر حتى يكونوا معه و هم طوائف العرب، لكنّ قسما منهم كان يميل الى الرسول في الباطن، و يحب ظهوره كقبيلة خزاعة، و قسما منهم على العكس كبني بكر، و قسما يظهر المحبة و الولاء و يكتم الحقد و الحسد كالمنافقين، فكان بنو قينقاع اول طائفة نقضت عهدها و ذلك: «انّ امرأة من العرب قدمت بجلب‏  لها فباعته بسوق بني قينقاع فجلست الى صائغ بها، فعمد الصائغ الى طرف ثوبها، فعقده الى ظهرها، فلمّا قامت انكشفت سوءتها، فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، و كان يهوديا، و شدّت اليهود على المسلم فقتلوه ...» .

فجمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كبراءهم و حذّرهم من نقض العهد و قال: احذروا من اللّه مثل ما نزل بقريش من النقمة و أسلموا فانّكم قد عرفتم انّي نبيّ مرسل، فقالوا يا محمد انّك ترى انّا قومك؟ لا يغرنّك انّك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، انّا و اللّه لئن حاربناك لتعلمن انّا نحن الناس، فنزل جبرئيل (عليه السّلام)، بهذه الآية:

{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ } [الأنفال: 58] واستخلف (صلّى اللّه عليه و آله) أبا لبابة مكانه في المدينة و أعطى الراية بيد حمزة (رضى اللّه عنه) وخرج إليهم، فانهزم اليهود الى قلاعهم خوفا من الحرب، فحوصروا خمسة عشر يوما حتى ضاق عليهم، فخرجوا من حصونهم ناكسي رءوسهم، ترهقهم الذلّة فأمر (صلّى اللّه عليه و آله) منذر بن قدامة أن يشدّ أيديهم و يوثقهم بالاغلال، و كانوا سبعمائة رجل و أراد قتلهم، فأصرّ عبد اللّه بن أبيّ كبير المنافقين على الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) أن يحسن إليهم و لا يقتلهم فعند ذلك أمرهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يخرجوا من وطنهم و يدعوا اموالهم و ضياعهم و دورهم، فذهبوا الى أذرعات الشام.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.