هناك عاملان لهما دور رئيسي في تحصيل الإخلاص:

العامل الأول: معرفة أهمية الإخلاص وقيمته ودوره في منح التعالي للعمل ولروح الإنسان، وفي المقابل معرفة الأضرار والخسائر التي تنتج عن كون النية والعمل غير خالصين وبالطبع مع الالتفات إلى أن التعلقات المادية والمواقع التي تمنع الإنسان من إصلاح نفسه وإصلاح سلوكياته، فإننا في البداية لا نمتلك الدافع الكافي لاكتساب المعرفة في هذا المجال، في حين أن تحصيل هذه المعرفة لا يتيسر إلا من خلال الهمة والإرادة الجدية. ومن أجل إدراك أفضل لأهمية الإخلاص ومنزلته، يجب التذكير بأنه ليس بإمكان أية ظاهرة روحية أن تنظم حياة الإنسان المليئة بالصعود والهبوط والاضطرابات وتعدلها كما يفعل الإخلاص بحيث يؤدي إلى سكون الخاطر، إن علّة حصول سكون الخاطر عن طريق الإخلاص هو أن روح الإنسان المخلص حينما تتعامل بالحقيقة العليا للإخلاص فهي في الواقع تجد ضالتها، وتجد أنها أصبحت تمشي في مسير الهدف والمقصد المتعالي والأصلي، وأنها تتجنب الظلمات المحيطة بها، فلا ترى من حولها سوى النور.

العامل الثاني: مقاومة العادات السيئة التي تزاحم الخلوص والإخلاص لدى الإنسان، ومع ذلك ينبغي الانتباه إلى أن أفضل وقت لمقاومة العادات السيئة هو فترة الشباب، وهي الفترة التي لم تترسخ فيها العادات السيئة بعد في الإنسان، ولم تقو خصائصه السلبية فيه أو تتجذر، ولكن عندما يعود المرء إلى سن مبكرة ويبلغ منتصف العمر أو الشيخوخة، فإن تلك العادات القبيحة تُصبح متجذرة بعمق فيه. لذلك، فمن الصعب للغاية محاربتها والقضاء عليها ولهذا السبب، وصّى الإمام الخميني، الشباب مرارا وتكرارا في دروسه الأخلاقية بتقدير قيمة شبابهم، والعمل على بناء أنفسهم ومجاهدة النفسانيات؛ لأنه عندما يكبر الإنسان يصبح بناء الذات ومجاهدة العادات والنفسانيات أمراً صعبا للغاية.

وعندما يدرك الإنسان أن وجوده بأجمعه من عند الله، فيجب عليه أن يُقدم كل ما لديه لله للمالك الحقيقي. ويجب ألا يرى أن إخلاصه بعيد عن التصور أو أمر غير طبيعي، والشخص الذي يؤمن بأن وجوده وجميع الإمكانات التي لديه هي في الواقع لله، وأنه يقضي أيامه من خلال المشيئة والتدبير الإلهيين، وأنه إنما يتصرف في نطاق الملكية الإلهية، فالعقل والمنطق يمليان عليه أنه ينبغي أن يكون مخلصا، والا يجعل لله شريكا في نطاق ملكيّته، وهو من خلال إخلاصه في النيّة والعمل يُعيد ما وضعه الله تعالى أمانة عنده إلى صاحبه الأصلي، فلا يجعل سهمّا لغير الله في فكره ولا في فعله، ولا ينظر إلى أحد سوى الله. 

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

قسم التطوير يقيم دورة عن أخلاقيات المهنة للمنتسبين الجدد

تتضمن زيارة المراقد المقدسة في كربلاء.. معهد القرآن الكريم النسوي ينظم سفرة دينية لطالباته

المجمع العلمي يحتفي بذكرى ولادة الإمامين الباقر والهادي (عليهما السلام)

قسم الشؤون الفكرية يطلق فعاليات الأسبوع الثالث من برنامج البذرة الصالحة

المزيد

الآخبار الصحية

ثورة طبية.. الذكاء الاصطناعي يكشف سرطان الكلى في وقت قياسي

لتعزيز الطاقة والتغلب على التعب.. عليك بـ7 طرق بسيطة

لتحسين الهضم والتحكم في الشهية.. ما أفضل وقت لتناول التمر؟

خبراء يكشفون تأثير الاستحمام في الظلام على جودة النوم !

المزيد

الآخبار التكنلوجية

إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.. ما دور المحيطات والبحار؟

نظائر الهيليوم مقياس لاكتشاف رواسب الذهب.. كيف ذلك؟

الصين تطلق أول ناقلة نفط خام ذكية في العالم تعمل بالميثانول

الزمن على المريخ أسرع من الأرض.. دراسة علمية تكشف الفوارق

المزيد

مواضيع ذات صلة

دور التقوى والاستعمال الصحيح للعقل في معرفة الحقائق والمصالح

مشيئة الله في الأولاد

ضرورة الاهتمام بمعارف الدين الحقيقية

مدح عبودية النبي (صلى الله عليه وآله) عند الله

أحبّاء الله والاستفادة من الهداية والسعي نحو منزل الآخرة

شمس اليقين، تضيء أحبّاء الله وتمنحهم السكينة

مقام العبادة والعبودية

عترة النبي (صلى الله عليه وآله) مركز هداية البشر وتعاليهم

سمات العلماء المبجّلين في القرآن

تعلق أحبّاء الله بحبل الله المتين

الإيمان هو عامل المحبوبيّة عند الله والتخلص من العذاب الإلهي

القرآن والسنّة هما سبيل الخلاص من براثن الفتنة