أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2017
837
التاريخ: 31-7-2017
1394
التاريخ: 31-7-2017
872
التاريخ: 23-5-2018
1250
|
دخلت سنة سبعين ومائة
ذكر عدة حوادث لهذه السنة:
ولد الأمين واسمه محمد في شوال فكان المأمون أكبر منه وفيها استوزر الرشيد يحيى بن خالد وقال له قد قلدتك أمر الرعية فاحكم فيها بما ترى من الصواب واعزل من رأيت واستعمل من رأيت ودفع إليه خاتمه فقال إبراهيم الموصلي في ذلك :
ألم تر أن الشمس كانت سقيمة *** فلما ولي هارون أشرق نورها
بيمن أمين الله هارون ذي الندى *** فهارون واليها ويحيى وزيرها
وكان يحيى يصدر عن رأي الخيزران أم الرشيد، وفيها توفي يزيد بن حاتم المهلبي والي افريقية واستخلف عليها ابنه داود وانتقضت جبال باجة وخرج فيها الأباضية فسير إليهم داود جيسا فظفر بهم الأباضية وهزموهم فجهز إليهم جيشا آخر فهزمت الأباضية فتبعهم الجيش فقتلوا منهم فاكثروا وبقي داود أميرا إلى أن استعمل الرشيد عمه روح بن حاتم المهلبي أميرا على افريقية وكانت إمارة داود تسعة أشهر، وفيها عزل الرشيد عمر بن عبد العزيز العمري عن المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام واستعمل عليها إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وفيها ظهر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن وبقي نفر من الزنادقة لم يظهروا منهم يونس بن فروة ويزيد بن الفيض، وفيها عزل الرشيد الثغور كلها عن الجزيرة وقنسرين وجعلها حيزا واحدا وسميت العواصم وأمر بعمارة طرسوس على يدي فرج الحاتم التركي ونزلها الناس.
وحج بالناس الرشيد وقسم بالحرمين عطاء كثيرا، وقيل إنه غزا الصائفة بنفسه وغزا الصائفة سليمان بن عبد الله البكائي وكان على مكة والطائف عبد الله بن قثم وعلى الكوفة موسى بن عيسى وعلى البصرة والبحرين واليمامة وعمان والأهواز وفارس محمد بن سليمان بن علي وكان على خراسان الفضل بن سليمان الطوسي وعلى الموصل عبد الملك وفيها أوقع عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس برابر نفزة فأذلهم وقتل فيهم، وفيها أمر عبد الرحمن بناء جامع قرطبة وكان موضعه كنيسة وأخرج عليه مائة ألف دينار.
ثم دخلت سنة احدى وسبعين ومائة:
وفاة عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس:
فيها مات عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك صاحب الأندلس في ربيع الأخر وقيل سنة اثنتين وسبعين ومائة وهو أصح وكان مولده بأرض دمشق وقيل بالعلياء من ناحية تدمر سنة ثلاث عشرة ومائة وكان موته بقرطبة وصلى عليه ابنه عبد الله وكان عهد إلى ابنه هشام وكان هشام بمدنية ماردو واليا عليها وكان ابنه سليمان بن عبد الرحمن وهو الأكبر بطليطلة واليا عليها فلم يحضرا موت أبيهما وحضره عبد الله المعروف بالبلنسي وأخذ البيعة لأخيه هشام وكتب إليه بنعي أبيه بالأمارة فسار إلى قرطبة وكانت دولة عبد الرحمن ثلاثا وثلاثين سنة وأشهرا وكانت كنيته أبا المطرف وقيل أبا سليمان وقيل أبا زيد وكان له من الولد أحد عشر ذكرا وتسع بنات وكانت أمه بربرية من سبي افريقية وكان اصهب خفيف العارضين طويل القامة نحيف الجسم أعور له صفيرتان وكان فصيحا لسنا شاعرا حليما عالما حازما سريع النهضة في طلب الخارجين عليه لا يخلد إلى راحة ولا يسكن إلى دعة ولا يكل الأمور إلى غيره ولا ينفرد في الأمور برأيه شجاعا مقداما بعيد الغور شديد الحذر سخيا جوادا يكثر لبس البياض وكان يقاس بالمنصور في حزمه وشدته وضبط المملكة، وبنى الرصافة بقرطبة تشبيها بجده هشام حيث بنى الرصافة بالشام ولما سكنها رأى فيها نخلة منفردة فقال :
تبـــدت لنــــا وسط الرصــــــافة نخلة *** تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلـــت شبيهي في التغـــــرب والنوى *** وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشــــأت بـــأرض أنت فيهـــــا غريبة *** فمثلك في القصــاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن من صوبها الذي *** يســح ويتمـــري السماكين بالوبل
وقصده بنو أمية من المشرق فمن المشهورين عبد الملك بن عمر بن مروان وهو قعد بني أمية وهو الذي كان سبب قطع الدعوة العباسية بالأندلس وكان معه أحد عشر ولدا له .
ذكر إمارة ابنه هشام:
كان عبد الرحمن قد عهد إلى ابنه هشام ولم يكن أكبر ولده فإن سليمان كان أكبر منه وإنما كان يتوسم فيه الشهامة والأضطلاع بهذا الأمر فلهذا عهد إليه ولما توفى أبوه كان هو بماردة متوليا لها وناظرا في أمرها وكان أخوه سليمان وهو أكبر منه بمدينة طليطلة وكان يروم الأمر لنفسه ويحسد أخاه هشاما على تقديم والده له عليه وأضمر له الغش والعصيان كان أخوه عبد الله المعروف بالبلنسي حاضرا بقرطبة عند والده فلما توفي جدد عبد الله البيعة لأخيه هشام بعد أن صلى على والده وكتب إلى أخيه هشام يعرفه موت والده والبيعة له فسار من ساعته إلى قرطبة فدخلها في ستة أيام واستولى على الملك وخرج عبد الله إلى داره مظهرا لطاعته وفي نفسه غير هذا .
ذكر الصحصح الخارجي :
وفيها خرج الصحصح الخارجي بالجزيرة كان عليها أبو هريرة فوجه عسكرا إلى الصحصح فلقوه فهزمهم وسار الصحصح إلى الموصل فلقيه عسكرها بباجرمى فقتل منهم كثيرا ورجع إلى الجزيرة فغلب على ديار ربيعة فسير الرشيد إليه جيشا فلقوه بدورين فقتلوه وعزل الرشيد أبا هريرة عن الجزيرة.
قتل روح بن صالح :
وفيها استعمل الرشيد على صدقات بني تغلب روح بن صالح الهمداني من قواد الموصل فجرى بينه وبين تغلب خلاف فجمع جمعا وقصدهم فبلغهم الخبر فاجتمعوا وساروا إلى روح فبيتوه فقتل هو وجماعة من أصحابه فسمع حاتم بن صالح وهو بالسكير فجمع جمعا كثيرا وسار إلى تغلب فبيتهم وقتل منهم خلقا كثيرا وأسر مثلهم، وفيها عزل الرشيد عبد الملك بن صالح الهاشمي عن الموصل واستعمل عليها إسحاق بن محمد.
استعمال روح بن حاتم على افريقية :
وفيها استعمل الرشيد على افريقية روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة لما بلغه وفاة أخيه يزيد بن حاتم بها فقدمها في رجب وكان داود بن يزيد أخيه علي افريقية فلما وصل عمه روح سار داود إلى الرشيد فاستعمله قال روح كنت عاملا على فلسطين فأحضرني الرشيد فوصلت وقد بلغه موت أخي يزيد فقال أحسن الله عزاءك في أخيك وقد وليتك مكانه لتحفظ صنائعه ومواليه فسار اليها ولم تزل البلاد معه آمنة ساكنة من فتني لأن أخاه يزيد كان قد أكثر القتل في الخوارج بأفريقية فذلوا ثم توفي روح بالقيروان ودفن إلى جانب قبر أخيه يزيد وكانت وفاته في رمضان سنة أربع وسبعين ومائة، ولما استعمل المنصور يزيد بن حاتم على افريقية استعمل أخاه روحا على السند فقيل له يا أيمر المؤمنين لقد باعدت ما بين قبريهما فتوفي يزيد بالقيروان ثم وليها روح فتوفي بها ودفن بها إلى جانب أخيه يزيد وكان روح أشهر بالشرق من يزيد ويزيد أشهر بالغرب من روح لطول مدة ولايته وكثرة خروجه فيها والخارجين عليه.
ذكر عدة حوادث:
فيها قدم أبو العباس الفضل بن سليمان الطوسي من خراسان واستعمل الرشيد عليها جعفر بن محمد بن الأشعث فلما قدم خراسان سير ابنه العباس إلى كابل فقاتل أهلها حتى افتتحها ثم افتتح سانهار وغنم ما كان بها، وفيها قتل الرشيد أبا هريرة محمد بن فروخ وكان على الجزيرة فوجه إليه الرشيد أبا حنيفة حرب بن قيس فأحذره إلى بغداد وقتله وفيها أمر الرشيد باخراج الطالبين من بغداد إلى مدينة النبي خلا العباس بن الحسن بن عبد الله بن عباس وفيها خرج الفضل بن سعيد الحروري فقتله أبو خالد المروروذي، وفيها قدم روح بن حاتم افريقية.
وحج بالناس هذه السنة عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
ثم دخلت سنة اثنتين وسبعين ومائة:
ذكر خروج سليمان وعبد الله ابني عبد الرحمن على أخيهما هشام:
في هذه السنة وقيل سنة ثلاث وسبعين ومائة وهو الصحيح خرج سليمان وعبد الله ابنا عبد الرحمن بن معاوية بن هشام أمير الأندلس عن طاعة أخيهما هشام بالأندلس وكان هشام قد ملك بعد أبيه كما ذكرناه فلما استقر له الملك كان معه أخوه عبد الله المعروف بالبلنسي وكان هشام يؤثره ويبره ويقدمه فلم يرض عبد الله إلا بالمشاركة في أمره ثم انه خاف من أخيه هشام فمضى هاربا إلى أخيه سليمان وهو بطليطلة فلما خرج من قرطبة ارسل هشام جمعا في أثره ليردوه فلم يلحقوه فجمع هشام عساكره وسار إلى طليطلة فحضر أخويه بها وكان سليمان قد جمع وحشد خلقا كثيرا فلما حصرهما هشام سار سليمان من طليطلة وترك ابنه وأخاه عبد الله يحفظان البلد وسار هو غلى قرطبة ليملكها فعلم هشام الحال فلم يتحرك ولا فارق طليطلة بل اقام يحصرها وسار سليمان فوصل غلى شقندة فدخلها وخرج إليه أهل قرطبة مقاتلين ودافعين عن أنفسهم ثم أن هشاما سير في أثره ابنه عميد الملك في قطعة من الجيش فلما قاربه مضى سليمان هاربا فقصد مدينة ماردة فخرج إليه الوالي بها لهشام فحاربه فانهزم سليمان وبقي هشام على طليطلة شهرين وأياما محاصرا لها ثم عاد عنها وقد قطع أشجارها وسار إلى قرطبة فأتاه أخوه عبد الله بغير أمان فأكرمه وأحسن إليه فلما دخلت سنة أربع وسبعين سير هشام ابنه معاوية في جيش كثيف إلى تدمير وبها سليمان فحاربه وخربوا أعمال تدمير ودوخوا أهلها ومن بها وبلغوا البحر فخرج سليمان من تدمير هاربا فلجأ إلى البرابر بناحية بلنسية فاعتصم بتلك الناحية الوعرة المسلك فعاد معاوية إلى قرطبة ثم أن الحال استقر بين هشام وسليمان أن يأخذ سليمان أهله وأولاده وأمواله ويفارق الأندلس وأعطاه هشام ستين ألف دينار مصالحة عن تركة أبيه عبد الرحمن فسار إلى البلد البرابر فأقام بها .
خروج جماعة على هشام أيضا:
وفيها خرج بالأندلس أيضا سعيد بن الحسين بن يحيى الأنصاري بشاغنت من أقاليم طرطوشة في شرق الأندلس وكان قد التجأ اليها حين قتل أبوه كما تقدم ودعا إلى اليمانية وتعصب لهم فاجتمع له خلق كثير وملك مدينة طرطوشة وأخرج عامله يوسف القيسي فعارضه موسى بن فرتون وقام بدعوة هشام و وافقته مضر فاقتتلا فانهزم سعيد وقتل وسار موسى إلى سرقسطة فملكها فخرج عليه مولى للحسين بن يحيى اسمه جحدر في جمع كثير فقاتله وقتل موسى وخرج أيضا مطروح بن سليمان بن يقظان بمدنية برشلونة وخرج معه جمع كثير فملك مدينة سرقسطة ومدينة وشقة وتغلب على تلك الناحية وقوي أمره وكان هشام مشغولا بمحاربة أخويه سليمان وعبد الله.
ذكر عدة حوادث :
وفيها عزل الرشيد إسحاق بن محمد عن الموصل واستعمل سعيد بن سلم الباهلي وعزل الرشيد يزيد بن مزيد بن زائدة وهو ابن أخي معن بن زائدة من افريقية واستعمل عليها أخاه عبيد الله بن المهدي وفيها غزا الصائفة إسحاق بن سليمان بن علي وفيها وضع الرشيد على أهل السواد العشر الذي كان يؤخذ منهم بعد النصف وحج بالناس يعقوب بن المنصور، وفيها مات الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس وهو أخو عبد الملك، وتوفي سليمان بن بلال بن أبي عتيق وتوفي أبو يزيد رياح بن يزيد اللخمي الزاهد بمدينة القيروان وكان مجاب الدعوة فيها توفي محمد بن سليمان بن علي بالبصرة فأرسل الرشيد من قبض تركته وكانت عظيمة من المال والمتاع والدواب فحملوا منه ما يصلح للخلافة وتركوا مالأ يصلح وكان من جملة ما أخذوا ستون ألف ألف فلما قدموا بذلك عليه أطلق منه للندماء والمغنين شيئا كثيرا ورفع الباقي إلى خزانته وكان سبب أخذ الرشيد تركته أن أخاه جعفر بن سليمان كان يسعى به إلى الرشيد حسدا له ويقول إنه لا مال له ولا ضيعة إلا وقد أخذ أكثر من ثمنها ليتقوى به على ما تحدث به نفسه يعني الخلافة وإن أمواله حل طليق لأمير المؤمنين وكان الرشيد يأمر بالأحتفاظ بكتبه فلما توفي محمد بن سليمان أخرجت كتبه إلى جعفر أخيه واحتج عليه بها ولم يكن له أخ لأبيه وأمه غير جعفر فأقر بها فلهذا قبضت أمواله وفيها ماتت الخيزران أم الرشيد فحمل الرشيد جنازتها ودفنها في مقابر قريش ولما فرغ من دفنها أعطى الخاتم الفضل بن الربيع وأخذه من جعفر بن يحيى بن خالد، وفيها استقدم الرشيد جعفر بن محمد بن الأشعث من خراسان واستعمل عليها ابنه العباس بن جعفر.
وحج بالناس الرشيد أحرم من بغداد، وفيها مات مورقاط ملك جليقية من بلاد الأندلس وولي بعده برمندين قلوريه القس ثم تبرأ من الملك وترهب وجعل ابن أخيه في الملك وكان ملك ابن أخيه سنة خمس وسبعين ومائة ،وفيها توفي سلام بن أبي مطيع بتشديد اللام وجويرية بن أسماء بن عبيد البصري ومروان بن معاوية بن الحرث بن أسماء الفزاري أبو عبد الله وكان موته بمكة فجأة.
ثم دخلت سنة أربع وسبعين ومائة:
فيها استعمل الرشيد إسحاق بن سليمان على السند ومكران، وفيها استقضى الرشيد يوسف بن أبي يوسف وأبوه حي وفيها هلك روح بن حاتم وسار الرشيد إلى الجودي ونزل باقردي وبازبدي من أعمال جزيرة ابن عمر فابتنى بها قصرا، وغزا الصائفة عبد الملك بن صالح، وحج بالناس الرشيد فقسم في الناس مالأ كثيرا، وفيها عزل علي بن مسهر عن قضاء الموصل وولي القضاء بها إسحاق بن زياد الدولابي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|