المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

رمي الجمرات
7-12-2019
سليمان بن بلال
9-9-2016
العادات والتقاليد بمحافظة مسقط
29-1-2016
Fricatives
2024-06-27
مزايا وفوائد استخدام الرقاقات الحيوية
11-12-2016
المدرسة الإلهية في التربية
2024-07-15


غزوة احد  
  
4561   03:39 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص89-92.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3973
التاريخ: 23-5-2017 2874
التاريخ: 11-5-2017 3092
التاريخ: 28-5-2017 3802

في السنة الثالثة أيضا كانت ولادة الامام الحسين عليه السّلام، و تزوج (صلّى اللّه عليه و آله)فيها حفصة في شهر شعبان و زينب بنت خزيمة في شهر رمضان.

وفي السنة الثالثة أيضا كانت غزوة (احد) في شهر شوال و هو جبل معروف بالقرب من المدينة، يبعد عنها فرسخا واحدا، و ذلك انّ قريشا زادت من حقدها و بغضها للمسلمين بعد واقعة بدر، و ما برحت تستعد للحرب حتى جمعت خمسة آلاف رجل، مع ثلاثة آلاف بعير و مائتي جواد، فخرجوا يطلبون الحرب مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)و صحبوا بعض النساء معهم ليبكين على القتلى، و يثرن الحمية في قلوب الرجال، و يشجّعنهم على القتال، فلمّا بلغ ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)خرج مع اصحابه إليهم، و تلاقوا في احد، فجعل (صلّى اللّه عليه و آله)جبل احد خلفه و جبل عينين على شماله، و المدينة أمامه، و كان في جبل عينين ثغرة يخاف الكمين منها فجعل (صلّى اللّه عليه و آله)عبد اللّه بن جبير عليها و قال له:

«ان رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تبرحوا من هذا المكان و ان رأيتموهم قد هزمونا حتى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا و ألزموا مراكزكم» .

فلمّا سوى الصفوف قام و خطب فقال: «أيها الناس أوصيكم بما أوصاني به اللّه في كتابه من العمل بطاعته، و التناهي عن محارمه‏ (و ساق الخطبة الشريفة الى قوله) قد بين لكم الحلال و الحرام غير انّ بينهما شبها من الامر لم يعلمها كثير من الناس إلّا من عصم، فمن تركها حفظ عرضه و دينه، و من وقع فيها كان كالراعي الى جنب الحمى أوشك أن يقع فيه و ما من ملك الّا و له حمى، الا و أنّ حمى اللّه محارمه، و المؤمن من المؤمنين كالرأس من الجسد اذا اشتكى تداعى عليه سائر جسده، و السلام عليكم» .

اما المشركون فانهم استعدوا للحرب و سوّوا الصفوف، و جعلوا خالد بن الوليد مع خمسمائة رجل على الميمنة، و عكرمة بن ابي جهل مع خمسمائة رجل على الميسرة، و صفوان بن أميّة مع عمرو بن العاص على الفرسان، و عبد اللّه بن ربيعة على الرماة، و كانوا مائة رامي، و قدّموا هبل و هو على بعير و حملوا النساء خلفهم و اعطوا الراية الى طلحة بن أبي طلحة.

فسأل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)عن حامل لواء المشركين قيل نفر من بني عبد الدار فقال: نحن أحق بالوفاء منهم فدعا مصعب بن عمير من بني عبد الدار و أعطاه اللواء فكان يحمله أمام النبي صلّى اللّه عليه و آله، ثم جاء طلحة بن أبي طلحة كبش الكتيبة و صاحب راية المشركين و طلب المبارزة فبرز إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام)و هو يرتجز فقال له: من أنت يا غلام؟ قال: انا عليّ بن ابي طالب، قال: قد علمت يا قضم‏  انّه لا يجسر عليّ احد غيرك، فشدّ عليه طلحة و ضربه فاتقاه أمير المؤمنين (عليه السّلام)بالدرع، ثم ضربه (عليه السّلام)على مقدم رأسه، فشجّه و سال مخّه منه و صرع على الارض، و بدت عورته، و حلّفه بالرحم، فانصرف عليّ (عليه السّلام)عنه ... ففرح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)بقتله و كبّر، فكبّر المسلمون معه ... ثم جاء بعد طلحة أخوه مصعب و رفع اللواء، فقتله علي (عليه السّلام)فجاء كل من كان من بني عبد الدار فقتلوا حتى لم يبق منهم احد، فجاء عبد لهم يسمى صوأب، و رفع الراية، فقتله أمير المؤمنين (عليه السّلام)و ألحقه بمواليه.

قيل انّ صوأب كان غلاما حبشيا، عظيم الجثة، كأنه برج فلمّا قتل مواليه احمرّت عيناه‏

وكان الزبد يسيل من فمه، فأقسم الّا يقتل الا محمدا (صلّى اللّه عليه و آله)فهابه المسلمون، فخرج إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام)فضربه ضربة شقّ بها ظهره و وقع على الارض نصفين، ثم هجم المسلمون على المشركين فهزموهم، و سقط هبل من على الجمل، فأكبّ المسلمون على الغنائم فلمّا رأى اصحاب الثغرة ذلك، عصو أمر الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)و أمر قائدهم عبد اللّه بن جبير، و نزلوا لأخذ الغنائم، و تركوا عبد اللّه مع عشرة من اصحابه هناك.

فلمّا رأى خالد ذلك، خرج من الكمين مع عكرمة بن ابي جهل في مائتي فارس، فقتل عبد اللّه و من معه، و هجم من الخلف على المسلمين، فبادر بقتلهم و رفعت راية المشركين، و نادى ابليس و قد تصور في صورة جعيل بن سراقة: الا انّ محمدا قد قتل، فاضطرب المسلمون لهذه النداء، و أخذ بعضهم يضرب بعضا حتى قتل يمان والد حذيفة، و تركوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)وراء ظهورهم، و ولّوا مدبرين.

وجاء أمير المؤمنين (عليه السّلام)يحمي النبي (صلّى اللّه عليه و آله)يمينا و شمالا حتى اصيب بتسعين جرحا في وجهه و صدره و يده و رجله، و نادى مناد من السماء: «لا فتى الا عليّ و لا سيف الا ذو الفقار» و قال جبرئيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: هذه مواساة و مروّة من عليّ لك، فقال صلّى اللّه عليه و آله: انّه منّي و انا منه، فقال جبرئيل عليه السّلام: و انا منكما.

قيل ان عبد اللّه بن قميئة توجه الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله)يريد قتله فذبّ مصعب بن عمير- صاحب راية المسلمين- عن الرسول حتى قطعت يده اليمنى، فأخذ الراية بشماله فقطعت، فلمّا استشهد جاء ملك في صورته و رفع الراية، ثم رمى عبد اللّه بن قميئة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)بحجر فكسر انفه و رباعيته و شجّه في وجهه، فكان (صلّى اللّه عليه و آله)يمسح الدم مخافة ان يسقط على الارض و ينزل اللّه العذاب و هو يقول:

«كيف يفلح قوم شجّوا نبيهم و هو يدعوهم الى اللّه».

ثم رمى عتبة بن ابي وقاص الرسول بحجر فكسر اسنانه، و ضرب بعضهم النبي بالسيف فلم يؤثر فيه لآنه كان لابسا درعين، و قيل: أصابه (صلّى اللّه عليه و آله)سبعون ضربة بالسيف لكن اللّه وقاه‏ و حفظه منها جميعا، فكان يقول: اللهم اغفر لقومي فانّهم لا يعلمون.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.