المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



شعب ابي طالب وفشل حصار المشركين  
  
4147   12:45 مساءً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص125-133.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

اجتمعوا في دار الندوة وكتبوا بينهم صحيفة أن لا يواكلوا بني هاشم ولا يكلّموهم ولا يبايعوهم ولا يزوّجوهم ولا يتزوّجوا إليهم ولا يحضروا معهم حتّى يدفعوا محمّداً إليهم فيقتلونه، وأنّهم يد واحدة على محمّد (صلّى الله عليه وآله) ليقتلوه غيلة أو صراحاً.

فلمّا بلغ ذلك أبا طالب جمع بني هاشم ودخل الشعب، وكانوا أربعين رجلاً، فحلف لهم أبو طالب بالكعبة والحرم والركن والمقام لئن شاكت محمّداً شوكة لآتيّن عليكم يا بني هاشم وحصّن الشعب، وكان يحرسه بالليل والنهار، فإذا جاء الليل يقوم بالسيف عليه ورسول الله مضطجع ثمّ يقيمه ويضجعه في موضع آخر، فلا يزال الليل كلّه هكذا، ويوكل ولده وولد أخيه به يحرسونه بالنهار، وأصابهم الجهد، وكان من دخل من العرب مكّة لا يجسر أن يبيع من بني هاشم شيئاً، ومن باع منهم شيئاً انتهبوا ماله وكان أبو جهل، والعاص بن وائل السهميّ، والنضر بن الحارث بن كلدة، وعقبة بن أبي معيط يخرجون إلى الطرقات التي تدخل مكّة، فمن رأوه معه ميرة نهوه أن يبيع من بني هاشم شيئاً، ويحذّروه إن باع شيئاً منهم أن ينهبوا ماله وكانت خديجة لها مالٌ كثيرٌ فأنفقته على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)في الشعب ولم يدخل في حلف الصحيفة مطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد المطّلب بن عبد مناف، وقال: هذا ظلمٌ.

 وختموا الصحيفة بأربعين خاتماً ختمه كلّ رجل من رؤساء قريش بخاتمه وعلّقوها في الكعبة، وتابعهم أبو لهب على ذلك.

وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يخرج في كلّ موسم فيدور على قبائل العرب فيقول لهم: «تمنعون لي جانبي حتّى أتلو عليكم كتاب ربّي وثوابكم على الله الجنّة» وأبو لهب في أثره فيقول: لا تقبلوا منه فإنّه ابن أخي وهو كذاب ساحر فلم تزل هذه حاله فبقوا في الشعب أربع سنين لا يأمنون إلاّ من موسم إلى موسم، ولا يشترون ولا يبايعون إلاّ في الموسم، وكان يقوم بمكّة موسمان في كلّ سنة: موسم للعمرة في رجب، وموسم للحجّ في ذي الحجّة، وكان إذا اجتمعت المواسم تخرج بنو هاشم من الشعب فيشترون ويبيعون ثمّ لا يجسر أحدٌ منهم أن يخرج إلى الموسم الثاني، فأصابهم الجهد وجاعوا، وبعثت قريش إلى أبي طالب: ادفع إلينا محمّداً حتى نقتله ونملّكك علينا، فقال: أبو طالب قصيدته الطولية اللامية التي يقول فيها:

فـلـمـّا رأيـت القوم لا ودّ فيهم * وقـد قطـعـوا كلّ الـعـرى والوسائل

ويقول فيها:

ألــم تــعـلـمـوا أنّ ابـنـنـا لا مـكـذّب * لديـنـا ولا يعنى بقول الأباطل

وأبـيـض يـُـسـتـسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عـصمة للأرامل

يـطـوف بــه الـهـلاّك من آل هاشم * فهم عـنـده في نعمة وفواضل

كَذبتُم ـ وبيت الله ـ يُبزى محمّداً * ولـمـّـا نـُطـاعن دونــهُ ونُقاتِل

ويقول فيها:

ونـُسـلـمـهُ حـتـّى نُـصـرَّعَ دونــه * ونـذهـلَ عن أبـنـائـِـنـا والحلائلِ

لـعـمـري لـقـد كلـّفت وجداً بأحمدٍ * وأحببته حبّ الحبيب المواصلِ

وَجــدتُ بـنـفـسـي دونـهُ وحميَتُهُ * ودارأتُ عنه بالذرى والكـلاكِلِ

فلا زال فـي الدنـيا جمالاً لاَهلها * وشيناً لمن عادى وزينُ المحافلِ

حَليماً رشيداً حازماً غير طائـشٍ * يُـوالـي إلـه الـحـقِّ لـيـس بـماحلِ

فـأيــــّده ربّ الـعــبــادِ بـنـصـره * وأظـهـر دينـاً حـقّـه غـيـر باطلِ

فلمّا سمعوا هذه القصيدة آيسوا منه، وكان أبو العاص بن الربيع ـ وهو ختن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)ـ يجيء بالعير بالليل عليها البرّ والتمر إلى باب الشعب، ثمّ يصيح بها فتدخل الشعب فيأكله بنو هاشم، وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «لقد صاهرنا أبو العاص فأحمدنا صهره، لقد كان يعمد إلى العير ونحن في الحصار فيرسلها في الشعب ليلاً» فلمّا أتى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)في الشعب أربع سنين بعث الله على صحيفتهم القاطعة دابّة الأرض فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم وظلم وجور وتركت اسم الله، ونزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)فأخبره بذلك، فأخبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله)أبا طالب.

 فقام أبو طالب ولبس ثيابه ثمّ مشى حتّى دخل المسجد على قريش وهم مجتمعون فيه، فلمّا بصروا به قالوا: قد ضجر أبو طالب وجاء الآن ليسلم ابن أخيه فدنا منهم وسلّم عليهم فقاموا إليه وعظّموه وقالوا: يا أبا طالب قد علمنا أنّك أردت مواصلتنا والرجوع إلى جماعتنا وأن تسلم ابن أخيك إلينا؛ قال: والله ما جئت لهذا، ولكن ابن أخي أخبرني ـ ولم يكذبني ـ أنّ الله أخبره أنّه بعث على صحيفتكم القاطعة دابّة الأرض فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم وظلم وجور وتركت اسم الله، فابعثوا إلى صحيفتكم فإن كان حقّاً فاتّقوا الله وارجعوا عمّا أنتم عليه من الظلم والجور وقطعية الرحم، وإن كان باطلاً دفعته إليكم فإن شئتم قتلتموه وإن شئتم استحييتموه فبعثوا إلى الصحيفة فأنزلوها من الكعبة ـ وعليها أربعون خاتماً ـ فلمّا أتوا بها نظر كلّ رجل منهم إلى خاتمه ثمّ فكّوها فإذا ليس فيها حرفٌ واحد إلاّ: باسمك اللّهم.

فقال لهم أبو طالب: ياقوم اتّقوا الله وكفّوا عمّا أنتم عليه فتفرّق القوم ولم يتكلّم أحدٌ ورجع أبو طالب إلى الشعب وقال في ذلك قصيدته البائيّة التي أوّلها:

ألا مـن لـهـم آخـر اللـيـل منصـب * وشـعب الـعـصـا من قـومك المتشعّب

وفيها:

وقد كان في أمر الصحيفة عـبرة * متى ما يخبّر غـائب القوم يعجب

مـحـا الله مـنـهـا كفرهم وعقوقهم * وما نقموا من ناطق الحقّ معرب

وأصبح ما قالوا من الامر باطلاً * ومن يختلق ما ليـس بالحقّ يكذب

وأمسـى ابـن عـبدالله فينا مصدّقاً * على سخط من قومنا غير معتـب

فـلا تحـسـبونـا مـسلـمـين محمّداً * لـذي عــزّة مـنـّـــا ولا مـتـعـــزّب

سـتـمـنـعـــــه منـّا يـد هـاشـمـيـّة * مُــركـّبهـا في النــاس خير مركّب

وقال عند ذلك نفرٌ من بني عبد مناف، وبني قصي، ورجال من قريش، ولدتهم نساء بني هاشم منهم: مطعم بن عدي بن عامر بن لؤي ـ وكان شيخاً كبيراً كثير المال له أولاد ـ وأبو البختري ابن هاشم، وزهير بن اُميّة المخزومي في رجال من أشرافهم: نحن براء ممّا في هذه الصحيفة، وقال أبو جهل: هذا أمرٌ قضي بليل.

 وخرج النبيّ من الشعب ورهطه وخالطوا الناس، ومات أبو طالب بعد ذلك بشهرين وماتت خديجة بعد ذلك.

وورد على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)أمران عظيمان وجزع جزعاً شديداً. ودخل عليه وآله السلام على أبي طالب وهو يجود بنفسه، فقال: «يا عمّ ربيّت صغيراً، ونصرت كبيراً، وكفّلت يتيماً، فجزاك الله عنّي خيراً، أعطني كلمة اُشفع بها لك عند ربّي». فقال: يا بن أخ لولا أنّي أكره أن يعيروا بعدي لأقررت عينك ثمّ مات.

 

وقد روي: أنّه لم يخرج من الدنيا حتّى أعطى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الرّضا. 
وفي كتاب دلائل النبوّة: عن ابن عباس قال: فلمّا ثقل أبو طالب رُئِي يحرّك شفتيه فأضغى إليه العبّاس يستمع قوله فرفع العباس عنه، وقال: يا رسول الله قد والله قال الكلمة التي سألته إيّاها. وفيه: مرفوعاً عن ابن عبّاس: أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله)عارض جنازة أبي طالب وقال: «وَصَلَتْكَ رحم وجزيت خيراً يا عمّ».

 

وذكر محمّد بن إسحاق بن يسار: أنّ خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد فتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة وأبي طالب، وكانت خديجة له وزيرة صدق على الاِسلام وكان يسكن إليها.

وذكر أبو عبدالله بن مندة في كتاب المعرفة: أنّ وفاة خديجة كانت بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام. وزعم الواقديّ أنّهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، وفي هذه السنة توفّيت خديجة وأبو طالب وبينهما خمس وثلاثون ليلة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.