المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المستثنى
2023-04-22
taxis (n.)
2023-11-27
الصلاحيات التي منحها المشرع للإدارة للوصول إلى دخل المكلف الضريبي
2024-05-13
تعريف القانون الدولي الإنساني
6-4-2016
أحوال ذي الكفل وعمران عليهما السلام
4-2-2016
من جملة الاحاديث التي وردت في سند الامام الرضا
1-8-2016


الاسراء والمعراج  
  
4006   02:22 صباحاً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص78-79.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

انّ الآيات الكريمة والاحاديث المتواترة تثبت أن اللّه تعالى عرج برسوله الكريم في ليلة واحدة، من مكة الى بيت المقدس، ثم الى السماوات حتّى بلغ سدرة المنتهى و العرش الاعلى، و أراه اللّه من آيات السماوات و الارض، و علّمه الاسرار الخفيّة و المعارف اللّامتناهية، و ان النبي الكريم عبد اللّه تعالى في البيت المعمور تحت العرش و لاقى الأنبياء، و دخل الجنّة و رأى منازل أهل الجنّة، كل ذلك كان في ليلة واحدة ببدنه و بروحه لا بروحه‏ فقط، في اليقظة لا في المنام، و على ذلك دلّت الاخبار المتواترة من طرق الخاصة و العامة، و لا خلاف بين القدماء من علماء الشيعة في هذا المطلب.

وكما قال العلامة المجلسي: « وانكار أمثال ذلك أو تأويلها بالعروج الروحاني أو بكونه في المنام ينشأ امّا من قلّة التتبع في آثار الائمة الطاهرين أو من قلّة التديّن و ضعف اليقين أو الانخداع بتسويلات المتفلسفين و الاخبار الواردة في هذا المطلب، لا أظنّ مثلها ورد في شيء من اصول المذهب فما أدري ما الباعث على قبول تلك الاصول و ادّعاء العلم فيها و التوقّف في هذا المقصد الأقصى».

ولا ينافي ورود (عرجت بروحه) في بعض النسخ بدل (عرجت به) و هذا مثل قوله (جئتك بروحي) ببيان ليس هنا محل ذكره، و قد ذكره شيخنا النوري في كتابه تحيّة الزائر مفصّلا  واعلم انّ المتفق عليه كون المعراج قبل الهجرة، و هل كان في ليلة السابع عشر من شهر رمضان، أو في ليلة إحدى و عشرين، لستة أشهر قبل الهجرة؟ أو كان في ربيع الاول لسنتين بعد البعثة؟ فيه خلاف و أيضا الخلاف في مكان عروجه بأنه هل كان من بيت أم هاني؟ أو من شعب أبي طالب؟ أو من المسجد الحرام؟ قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] ‏.

قيل: انّ المراد من المسجد الحرام، مكة المعظمة بأسرها لا خصوص البيت لأنها محل الصلاة والاحترام، و المشهور على انّ المسجد الاقصى هو بيت المقدس و لكن الذي يظهر من الاحاديث الكثيرة انّ المراد منه هو البيت المعمور الذي يقع في السماء الرابعة و هو أبعد المساجد.

ووقع الخلاف على انّ معراجه (صلّى اللّه عليه و آله) كان مرّة واحدة؟ أو مرّتين؟ أو اكثر، و الظاهر من‏ الاحاديث المعتبرة تعدده، و يحمل عليه اختلاف رواية حديث المعراج.

قال الصادق (عليه السّلام): «عرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) مائة و عشرين مرّة، ما من مرّة الّا و قد أوصى اللّه عز و جل فيها النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بالولاية لعليّ و الائمة (عليهم السّلام) اكثر مما أوصاه بالفرائض» .

قال البوصيري:

سريت من حرم ليلا الى حرم‏              كما سرى البدر في داج من الظلم‏

فظلت ترقى الى أن نلت منزلة             من قاب قوسين لم تدرك و لم ترم‏

و قدمتك جميع الأنبياء بها                 و الرسل تقديم مخدوم على خدمه‏

و أنت تخترق السبع الطباق بهم‏          في موكب كنت فيه صاحب العلم‏

حتى اذا لم تدع شأوا لمستبق‏             من الدنو و لا مرقى لمستنم‏.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.