أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2017
14653
التاريخ: 26-7-2016
7997
التاريخ: 28-4-2017
2156
التاريخ: 10-12-2017
3864
|
لاريب في أن دور العبادة تعد إحدى المؤسسات التربوية المهمة التي تسهم في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال بما تقوم به من تعليم للطفل على معرفة مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وكيفية التعامل مع الاخرين وغرس القيم الاسلامية في نفوس الاطفال.
فلرجال الدين دور كبير يمكن ان يقوموا به في مجال التنشئة الاجتماعية للطفل ممثلة في القدوة الحسنة والراي الثاقب لان هؤلاء الرجال لديهم الحكمة والموعظة الحسنة لما درسوه وفهموه من امور الدين فعن طريقهم يمكن ان يرشد الاطفال لما ينفعهم وما يضرهم.
واذا تعود الطفل منذ صغره على ارتياد المساجد والتردد عليها فلا شك في ان ذلك سوف يغرس فيه المبادئ الاسلامية السليمة من تسامح ومعاملات وأداء الأمانة وحسن السلوك... الخ وستظل هذه القيم لديه بعد ذلك لان ما يتم غرسه في الصغر يصعب انتزاعه في الكبر.
وكذلك فان دور العبادة تسهم في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل بطريقة اخرى حيث ان معظم دور العبادة ان لم يكن كلها فيها مكتبات مخصص فيها ركن للمواد المطبوعة المناسبة لمراحل الطفولة على مختلف مستوياتها يمكن ان يستفيد بها الطفل ويتثقف منها ويتزود بالمعارف والمعلومات وبالإضافة الى ذلك تعمل دور العبادة على اكساب الاطفال العادات والتقاليد والسلوكيات الصحيحة والتي تتفق مع ما جاء في الرسالات السماوية وتدعو الاطفال الى عبادة الله سبحانه وتعالى وتحثهم على الاجتهاد والعمل لكسب العيش واحترام الصغير للكبير.
فالمجتمع الاسلامي لا يقوم الا اذا غذيت فيه العقيدة الاسلامية التي حددت الاوامر والافعال التي يأمرنا بها الله وتلك التي ينهى عنها اما الافعال فلا شك في ان التنشئة الاجتماعية احداها سواء اكانت في دور الحضانة او في الاهل والاسرة او في المجتمع او دور العبادة.
وتلعب دور العبادة دورا مهما في التنشئة الاجتماعية للفرد من حيث :
1ـ تعليم الفرد والجماعة التعاليم الدينية والمعايير السماوية التي تحكم السلوك بما يضمن سعادة الفرد والمجتمع.
2ـ إمداد الفرد باطار سلوكي مرتضى ونابع من تعاليم دينه.
3ـ تنمية الضمير عند الفرد والجماعة.
4ـ الدعوة الى ترجمة التعاليم السماوية الى سلوكيات عملية.
5ـ توحيد السلوك الاجتماعي والتقريب بين مختلف الطبقات الاجتماعية .
وكثير ما تعدت دور العبادة هذا الدور الديني فمزجت به تدريس المواد المختلفة على نحو ما تفعله المدارس النظامية فاتخذت من نفسها مدارس خاصة للقيام بهذه المهمة ويتولى رجال الدين التعليم فيها ومن هنا تظهر اهمية دور العبادة في عملية التنشئة الاجتماعية .
اما الكتاتيب فتؤدي دورا مهما في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل لا يقل عن دور العبادة والكتاتيب عادة ما تكون ملحقة بالمساجد او منفصلة عنها (وقد ارتبط في الاذهان اسم الكتاب بتعليم القرآن الكريم مما جعل نشأته تعود الى ظهور الاسلام) لكن الحقيقة غير ذلك فقد وجد الكتاب اولا لتعليم القراءة والكتابة وهذا يعني ان نشأة الكتاتيب ترجع الى ما قبل الاسلام لذا يعتبر الكتاب من اقدم المؤسسات التعليمية التي عرفها العرب قبل الإسلام (فالكتاب يعد من اسبق المعاهد التعليمية وجودا في العالم الاسلامي).
وتربية الاطفال لاتقف عند تعليمهم وانما تمتد الى تربية خلقهم وبث الصفاء في نفوسهم وتنظيم العادات الحسنة فيهم، فالصبي امانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفسية ساذجة خالية من كل نقش وصورة، فهو قابل لكل ما ينقش عليه، ومائل الى كل ما يمثل به اليه فان عوّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والاخرة، ويشاركه في ثوابه ابواه، وكل معلم له ومؤدب وان عوّد السر واهمل شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القائم عليه والوالي له.
فالطفولة التي تربي على الاسلام منهجا وقولا وعملا وقدوة في البيت والشارع ودور العلم في معاملاتها وفي مجتمعها تكون هي وسيلة الامة لتخريج جيل قوي في اخلاقه نبيل في قيمه رفيع في مبادئه سام في تفكيره، وهذا امل غال يحتاج الى يقظة الفكر وترنو اليه الامم المتطلعة الى الرقي والتي لبناتها في ابناءها اذا صلحت اقيم عليها اقوى بناء واجمله.
وطفل الريف بصفة خاصة يعاني من الفراغ لظروف البيئة القاسية والحياة الجافة لذلك وحتى لا يشب على الانحراف وتتلقفه ايدي السوء لابد من الاهتمام به وتوجيهه الوجهة السليمة الى الكتاتيب حتى يتم غرس القيم الصالحة فيه وابعاد سبل الانحراف عنه.
والكتاب يحقق للطفل حفظ القرآن الكريم وسلامة نطقه وبعض مبادئ الدين الاسلامي ليصبح مريدوه مواطنين صالحين بعيدين عن حياة التشرد ومن هنا كان لهذا الحصن الاسلامي ولايزال الصدى القوي للنفوس والاثر العظيم في التربية ومكان يجمع بين الصبيان لا فرق بين غنيهم وفقيرهم فلم يكن فيه اثر للتفرقة المطلوبة فلقد كانت الحرية والديمقراطية فيه تتمثل في اجلى صورها.
كما يعتبر الكتّاب مؤسسة تربوية مهمة ومرحلة اولية ويتدارك امر الطفل في تربيته منذ البدء حتى ينشأ الطفل سليم العقيدة لذلك ينبغي الاهتمام بالكتاتيب والتوسع في انشائها وتزويدها بالمحفظين والاثاث والمكتبات وخاصة في الريف حتى يشب الطفل وفي عقله قيم ومبادئ راسخة عن دينه ومجتمعه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|