المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24
ما يجب توفّره في الراوي للحكم بصحّة السند (خلاصة).
2024-11-24
من هم المحسنين؟
2024-11-23



وسائل الاعلام واثرها على التنشئة الاجتماعية للطفل  
  
6886   11:47 صباحاً   التاريخ: 13-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص128-132
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

تمارس وسائل الاعلام المسموعة والمرئية دورا بارزا كوسيلة من وسائل الترويح الاساسية في كافة المستويات الطبقية في المجتمع المصري وعلى اختلاف المراحل العمرية وينعكس ذلك على عملية التنشئة الاجتماعية حيث إن هناك انتشارا سريعا لوسائل الاعلام المسموعة والمرئية في الريف المصري ويرجع ذلك الانتشار الى عاملين اساسيين هما:

1ـ دخول الكهرباء في المجتمعات الريفية بوجه عام في العشرين عاما الماضية.

2ـ هجرة كثير من ابناء الطبقة الدنيا والمتوسطة للعمل في الدول العربية الخليجية مما ساعد على تحسين الامكانات المادية لهؤلاء الافراد ويسر لهم شراء معظم الاجهزة الكهربائية عند عودتهم الى اوطانهم الاصلية بما فيها التلفزيون والراديو والفيديو.

وقد ادى ذلك الى تغيير اتجاهات كثير من الافراد وبصفة خاصة الاطفال بالنسبة لمجالات النشاط الترويحي التقليدي ويظهر ذلك في انخفاض عدد الساعات المستغرقة في ممارسة الالعاب في شوارع القرية والاستعاضة عنها بمشاهدة الافلام والمسلسلات العربية ومباريات كرة القدم وبرامج الاطفال.

والتلفزيون كأحد اهم وسائل الاعلام له فعالية متميزة لانه من الوسائل التي تعتمد على حاستي السمع والابصار وقد لوحظ  ان هذه الوسيلة تستحوذ على اهتمام كامل من جانب الجماهير اكثر من غيرها من الوسائل الاخرى الامر الذي يجعل قدرة التلفزيون على رفع المستوى الثقافي لمختلف فئات الشعب اكبر فالتلفزيون لم يعد ترفا ينعم به الخاصة كما كان الحال عند ظهوره بل اصبح وسيلة اتصال جماهيرية مؤثرة في افكار وقيم واتجاهات الافراد.

كما ان التلفزيون قد استحوذ على الجزء الاكبر من وقت الناس داخل المنازل وهو يستطيع ان يشد انتباه الكبار والصغار لساعات دون ملل وبتفرغ كامل فهو جزء مهم واساسي من بيئة الطفل حيث يقدم له مشاهد متكاملة في منزله بين اهله ويقضي الطفل وقتا طويلا في مشاهدة التلفزيون (فالتلفزيون له تأثيره البالغ ووقعه الشديد على الاطفال والشباب المراهقين ولم يعد احد يشك في حقيقة هذا التأثير وانما الجدل حول مداه وعمقه وشدته فحسب).

واذا كان من الثابت ان التلفزيون يعمل على ترقية اخلاق الطفل كما يؤثر بشكل مباشر في النواحي الدينية فان برامج الاطفال في التلفزيون يمكن ان تزيد من اهتمامها بحاجة اطفال الريف الى الوعي الديني كأن تتضمن بعض الفقرات اعمالا فنية متنوعة يتبين من خلالها للأطفال معنى الايمان بالله والملائكة والرسل والكتب السماوية والمقصود بالحلال والحرام والخير والشر واسباب عبادتنا لله على ان تستقي المواقف التي تعالج مثل هذه الموضوعات من واقع الحياة في الريف.

واذا كان من الثابت ايضا ان التلفزيون يؤدي دورا مهما في تنشئة الاطفال اجتماعيا واكسابهم القيم الاجتماعية وله دور مؤثر في عملية المسايرة الاجتماعية وكذلك في تقبل سلوكيات الاطفال اجتماعيا فان برامج الاطفال في التلفزيون يمكن ان تقوم بدور مهم في تحقيق حاجة اطفال الريف الوعي الاجتماعي كان نقدم للأطفال ما يسهم في التعرف على العادات والتقاليد والمبادئ والقيم الاجتماعية التي يتميز بها المجتمع الريفي الذي يعيشون فيه, ويمكن لبرامج الاطفال كذلك ان تقدم لهم العادات والتقاليد والقيم بنوعيتها الحسن (وتشرح للأطفال مزاياها وتحثهم على التمسك بها) والسيئ (وتبين لهم عيوبها وتدعوهم للتخلص منها) وحبذا لو تم ربط ذلك بالأحداث والظروف التي يعيشها المجتمع الريفي.

وقد يتعمد بعض اولياء الامور اكساب اطفالهم جوانب التنشئة الدينية عن طريق مشاهدة المسلسلات الدينية التلفزيونية امام الابناء ويعتمد تحويل قناة التلفزيون عليها وجذب اهتمام الاطفال لهذا المسلسل وما يبثه من قيم دينية سامية تنعكس في تنشئة الاطفال تنشئة سوية.

والى جانب التلفزيون توجد الاذاعة التي تحظى بمميزات عديدة مثل سرعة الانتشار وقوة التأثير في البلدان النامية وذلك لعدة اسباب هي (1):

1ـ قلة عدد المتعلمين في بعض الاماكن مما يجعل الكلمة المسموعة اسهل بل وربما تصبح الوسيلة الجماهيرية الوحيدة الممكنة عندما ينعدم عدد القارئين الكاتبين في قرية ما.

2ـ كثرة اوقات الفراغ وعدم تنظيمها او الاستفادة منها وبخاصة في المجتمعات الزراعية مما يدفع الى الملل فلا يجد المستمع امامه غير الراديو يدير مفاتيحه ليدفع عن نفسه الملل.

3ـ انخفاض المستوى المادي فلا تجد الاسرة فائضا ... حتى شراء كتاب.

4ـ قلة الثقافة بحيث لا يصبح الكتاب هو المنافس القوي للإذاعة.

فالإذاعة تصل الى كافة طبقات الشعوب من مثقفين وعمال وفلاحين وبسطاء ايضا والصغار على السواء والشعوب قليلة الثقافة التي تنتشر فيها الامية تسهل قيادتها واغراؤها بسهولة ويتم ذلك عن طريق الاذاعة ومن هنا تصبح الاذاعة سلاحا قويا لم يجيد استخدامه لتكوين الراي العام والتأثير عليه.             

اما بالنسبة للراديو فيعد من الوسائل الاعلامية المسموعة والمؤثرة في حياة الريفيين بصفة خاصة حيث يحمل الفلاح الراديو معه الى الحقل ليسليه وعادة ما يفتحه على اذاعة القرآن الكريم  او البرامج الدينية او ... والطفل عادة ما يكون  مع ابيه في الحقل ويلاحظ اهتمام الاب بهذه البرامج وينعكس ذلك على سلوكه وتصقل التنشئة الاجتماعية لديه .

كما يلعب الراديو دورا مهما في تركيز التفاعل الاجتماعي في المجتمع المحلي نلتف حول برامجه مجموعات من الناس في الريف والحضر يناقشون مضامينها واهدافها وبالتالي يتأثرون بها بصفة جماعية ومن هنا يمكن القول بان الراديو اقدر من سواه على تزويد الناس بالأحاسيس الاجتماعية والتأملات الذهنية .

والصحافة كأحد وسائل الاعلام المهمة بتحقيقاتها واحاديثها واعلاناتها وصورها ورسومها الكاريكاتورية وغير ذلك من محتويات الصحافة الحديثة بصورة بالغة على الافكار ومعتقدات الجماهير وتكون الصحافة بمثابة قيادات للجماهير ترشدها وتنير لها الطريق الصحيح للمشاركة في العمل السياسي وفي الرقابة على الحكومة وبذلك تكون الصحافة هادية ومرشدا للشعب والحكومات معا فهي تقوم بدور الاتصال بين الجماهير وحكومتها وتعمل اتصال الافكار والآراء بين الناس .

فدور الصحافة الارشادي يتمثل في الاعلان والاخبار والتفسير والايضاح التثقيف والنوعية والارشاد والتوجيه والتسلية .

كما ان التباين الطبقي للأسرة الريفية وكذلك المستوى التعليمي للوالدين او احدهما يؤثر في اتباع الاسرة للمستوى التعليمي المعقد والمخطط له مسبقا في تنشئة الطفل حيث إن ذلك يتيح للوالدين شراء بعض القصص لتسلية الابناء وكذلك المجلات والجرائد اليومية لتعود الطفل على متابعتها وقراءة ما فيها بما يتناسب مع قدراته الثقافية وامكاناته العلمية حتى تنشئته متكاملة تجمع بين جوانب التنشئة المختلفة دينية وعقلية وجسمية وصحية واجتماعية ... الخ .

ومن ذلك يتضح مدى الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام في المساعدة على تنشئة الاطفال تنشئة سوية أملاً في الوصول بهم الى بر الامان لخدمة مجتمعهم ووطنهم خاصة اذا كانت البرامج المخصصة للأطفال في التلفزيون برامج موجهة وهادفة ومعدة اعدادا سليما بما يتناسب وحاجات الطفل النفسية والعقلية وتعمل على اشباع رغبات الطفل المعرفية وقدراته العقلية والذهنية وتخلق منه مواطنا صالحا يؤمن بقيم وعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه .

____________

1ـ محمد سيد محمد ، الاعلام والتنمية ، القاهرة ، دار المعارف ، 1999 ، ص60-61.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.