أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2015
3508
التاريخ: 12-5-2016
3557
التاريخ: 2024-08-27
239
التاريخ: 13-12-2014
3468
|
كان قيصر الرّوم قد عاهد الله إذا غلب الفرس أن يسير الى بيت المقدس من عاصمته : القسطنطنية مشيا على القدم للزيارة، شكرا لله، وقد وفى بنذره هذا بعد انتصاره على إيران، وسار مشيا على القدم إلى بيت المقدس.
فكلّف دحية الكلبي بإيصال كتاب رسول الله (صلى الله عليه واله) الى قيصر، وكان دحية قد سافر مرارا الى الشام، وكان عارفا بمناطقها وعاداتها معرفة كاملة، وكان إلى ذلك جميل الصورة حسن السيرة، ولهذا كان جديرا بتحمل هذه المسئولية الخطيرة لائقا لها.
وقد توجّه إلى القسطنطنية رأسا بعد أن كلّفه رسول الله (صلى الله عليه واله) بايصال كتابه إلى قيصر، ولكنه ما أن وصل إلى بصرى ( من مدن الشام ) إلاّ وبلغه أن قيصرا قد فارقها قاصدا بيت المقدس ولهذا بادر الى الاتصال بحاكم بصرى : الحارث بن أبي شمر واخبره بالمهمة الخطيرة التي جاء من اجلها.
يقول مؤلف الطبقات الكبرى : بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) دحية بن خليفة الكلبي الى قيصر يدعوه إلى الاسلام، وكتب معه كتابا، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر، ( ولعل النبي (صلى الله عليه واله) كان يعرف بمغادرة قيصر لعاصمة ملكه أو لعل ذلك الأمر كان مراعاة لامكانيات دحية المحدودة، وكون السفر الى قسطنطنية كان يتطلب جهدا كبيرا أو لا يخلو من محاذير ).
فدفعه عظيم بصرى إليه وهو يومئذ بحمص، وذلك بان استدعى عدي بن حاتم ووجهه مع سفير النبيّ (صلى الله عليه واله) ليوصل كتابه إلى قيصر، فذهب به إليه، ولما أراد الدخول على قيصر قال قومه لدحية : اذا رأيت الملك فاسجد له، ثم لا ترفع رأسك حتى يأذن لك.
فقال دحية : لا افعل هذا أبدا، ولا أسجد لغير الله! ( أي انني قد جئت لتحطيم هذه السنن الجاهلية المقيتة فكيف أخضع لها، انما جئتكم من قبل نبي لا بلّغ ملككم بأن عهد عبادة البشر قد انقضى وانتهى وأنه لا يحق السجود إلاّ لله وحده، فكيف يمكنني ذلك وأنا أحمل هذه الرسالة التوحيدية إليكم؟! ).
ولقد أعجب قوم قيصر بمنطق دحية القوي، وموقفه الصلب، فقال له رجل منهم : أنا أدلك على أمر يؤخذ فيه كتابك، ولا تسجد له، ضع صحيفتك تجاه
المنبر فان أحدا لا يحركها حتى يأخذها هو، ثم يدعو صاحبها فشكر دحية الرجل، وأخذ بنصيحته، وفعل ما اشار به.
فلما أخذ قيصر الكتاب وجد عليه عنوان كتاب العرب فدعا الترجمان الذي يقرأ بالعربية فاذا فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم. من محمّد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الرّوم سلام على من اتبع الهدى.
أمّا بعد فانّي أدعوك بدعاية الاسلام أسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرّتين. فإن تولّيت فإنّما عليك إثم الأريسيّين و يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بانّا مسلمون محمّد رسول الله.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|