أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3374
التاريخ: 30-3-2022
1558
التاريخ: 4-5-2017
3143
التاريخ: 5-7-2017
3050
|
والآن ما ذا يجب أن يقوم به رسول الله (صلى الله عليه واله) تجاه هذه الزمرة الخائنة المتآمرة؟ تلك الزمرة التي تنعم بما وفّرتها لهم الحكومة الاسلامية من أمن وحرية، ويحافظ جنود الاسلام على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، كما يفعلون الفعل ذاته بالنسبة إلى أنفسهم وأموالهم وأعراضهم على حد سواء.
تلك الزمرة التي كانت ترى كل آثار النبوة ودلائلها في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) وأعماله، وأقواله تماما على نحو ما قرأت عنه في كتبها وأسفارها، ولكنها بدل أن تردّ الجميل بالجميل وتقابل الاحسان بالإحسان، وبدل أن تحسن ضيافته وقد نزل عليهم ضيقا تتآمر لقتله غيلة وغدرا دون ما خجل ولا حياء!!
ما هو ترى ما تقتضيه العدالة في هذا الصعيد وفي هذه الحال؟
وما ذا يجب أن يفعل المرء حتى يمنع من تكرار مثل هذه الحوادث، ويستأصل جذور مثل هذه الجرائم؟
إن الطريق المنطقي هو ما أختاره رسول الله (صلى الله عليه واله) وفعله.
فقد أمر رسول الله (صلى الله عليه واله) المسلمين بالتهيّؤ لحربهم، والسير إليهم، ثم دعا محمد بن مسلمة وأمره بأن يذهب إلى بني النضير، ويبلغ سادتهم، من قبله رسالة.
فخرج محمد بن مسلمة الأنصاري الاوسي الى بني النضير وقال لسادتهم : إنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) أرسلني إليكم يقول : قد نقضتم العهد الّذي جعلت لكم بما هممتم به من الغدر بي.
اخرجوا من بلادي فقد أجّلتكم عشرا فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه.
فأحدثت هذه الرسالة الشديدة اللهجة والساخنة المضمون انكسارا عجيبا في يهود بني النضير، وأخذوا يتلاومون، وأخذ يحمّل كل واحد منهم الآخر مسؤولية هذه القضية.
فاقترح عليهم أحد سادتهم أن يعتنقوا الاسلام، ويؤمنوا برسول الله (صلى الله عليه واله)، ولكن عنادهم منعهم من القبول بهذا الاقتراح وعمتهم حالة يرثى لها من الحيرة، والانقطاع، فقالوا لمبعوث النبيّ (صلى الله عليه واله) : يا محمّد ما كنّا نرى أن يأتي بهذا رجل من الاوس.
ويقصدون أنه كان بيننا وبين الأوس حلف فما بالك تريد حربنا الآن.
فقال محمد بن مسلمة : تغيّرت القلوب.
وقد كان هذا الاجراء متطابقا مع ما جاء في ميثاق التعايش الذي عقده رسول الله (صلى الله عليه واله) مع يهود يثرب ابان دخوله المدينة، وقد وقع عليه عن اليهود بني النضير حيي بن أخطب، ... وها نحن ندرج هنا قسما منه ليتضح ما ذكرناه.
جاء في أحد بنود الميثاق ( العهد ) :
ألاّ يعينوا ( أي بنو النضير وبنو قريظة وبنو قينقاع ) على رسول الله (صلى الله عليه واله) ولا على أحد من أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح ولا بكراع في السرّ والعلانية لا بليل ولا بنهار والله بذلك عليهم شهيد، فان فعلوا فرسول الله في حل من سفك دمائهم، وسبي ذراريهم، ونسائهم، وأخذ أموالهم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|