المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مبدأ الأخوّة الإيمانية  
  
9256   11:56 صباحاً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : عباس ذهيبات
الكتاب أو المصدر : التكافل الاجتماعي في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص9-20
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

عمل الإسلام على بناء وتدعيم علاقات طيبة بين الناس تقوم على أساس الأخوّة والألفة ، وإذا كان علم الاجتماع معنياً أولاً وقبل كل شيء بالظواهر الاجتماعية ، فإن ظاهرة الأخوّة التي أوجدها الإسلام بين أفراده تستحق الدراسة والتأمل ، فقد كان العرب ـ في الجاهلية ـ على شفا حفرة من نار الخلاف والاختلاف والتمزق والتقاتل ، ولكنهم بعد أن ارتضعوا من لبان ثقافة الإسلام أصبحوا أمة متحدة ، مرهوبة الجانب تمتلك أسباب التمدّن والرّقي.

فقد أحدثت مبادئ الإسلام وخاصة مبدأ الأخوة إنعطافاً اجتماعياً حاداً في أنماط تفكير وسلوك الغالبية الغالبة من المسلمين، حيث كان الإنسان الجاهلي قبل الإسلام منكفئاً على ذاته ، ومتقوقعاً داخل أسوار نفسه ، فغدا بفضل الإسلام إنساناً إجتماعياً يشعر بمعاناة إخوته ، ويمدّ يد العون لهم ، ويشاركهم في مكاره الدهر.

وهذه النقلة الحضارية يشير إليها القرآن بصورة جلّية ، في قوله عز من قائل :{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}[آل عمران: 103] .

وكان للسُنة النبوية الأثر البالغ في تدعيم وترسيخ مبدأ التكافل من خلال تأكيدها على مبدأ الأخوة وما يستلزمه من التزامات اجتماعية كقضاء حوائج الإخوان وإعانتهم ، قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله): (من سعى في حاجة أخيه المؤمنين ، فكأنّما عبد الله تسعة آلاف سنة ، صائماً نهاره ، قائماً ليلة)(1).

وقال (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله): (من قضى لأخيه المؤمن حاجةً ، كان كمن عبد الله دهره)(2).

وقال (صلى الله عليه وآله): (من مشى في عون أخيه ومنفعته ، فله ثواب المجاهدين في سبيل الله)(3).

فهنا نجد أن قضاء حوائج الإخوان وخاصة تلك التي لابد منها لاستمرار العيش الكريم يرفعها الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى درجة العبادة العملية التي تستلزم الثواب الأخروي الجزيل.

وكان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يحثّ على صون كرامة الأخ المؤمن وعدم إراقة ماء وجهه بعدم تكليفه الطلب عند حاجته ، لذلك يدعو إلى المبادرة بقضاء حوائجه بمجرّد الشعور بحاجته إلى المساعدة ، وهذه توصية حضارية في غاية الأهمية ، قال (صلى الله عليه وآله): (لا يكلّف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته)(4).

ونسجت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام): على هذا المنوال بأقوال عديدة تعكس حالة التضامن والتكافل التي ترغب في إشاعتها بين أفراد المجتمع ، فعن الإمام علي (عليه السلام) قال: (خير الاخوان من لا يحوج إخوانه إلى سواه)(5).

وقال أيضاً : (خير اخوانك من واساك)(6).

ورسم لنا أمير المؤمنين (عليه السلام) مقياساً للتفاضل الاجتماعي يقوم على المنفعة المتبادلة ، عندما قال : (خير الناس من نفع الناس)(7).

في حين أن حفيده الإمام الصادق (عليه السلام) يرسم لنا معادلة إلهية ، هي : (إنّ الله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه)(8).

وعنه (عليه السلام) : ( أن من قضى لأخيه المؤمن حاجة ، قضى الله (عز وجل) له يوم القيامة مئة ألف حاجة)(9).

ويقول أيضاً : (من كان في حاجة أخيه المؤمن المسلم كان الله في حاجته، ما كان في حاجة أخيه)(10) وقال (عليه السلام) : (قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجّة متقبّلة بمناسكها ، وعتق ألف رقبة لوجه الله ، وحملان ألف فرس في سبيل الله بسرجها ولجامها)(11).

نتيجة لكل ذلك ما إنفكّ إمامنا الصادق (عليه السلام) يوصي بمبدأ الأخوة في مختلف الأحوال والظروف ، عن محمد بن مسلم ، قال : أتاني رجل من أهل الجبل ، فدخلت معه على أبي عبدالله (عليه السلام) ، فقال له عند الوداع : أوصني. فقال: (أوصيك بتقوى الله وبرّ أخيك المسلم، وأحب له ما تحبّ لنفسك ، واكره له ما تكره لنفسك ، وإن سألك فأعطه... فوازره وأكرمه ولاطفه ، فإنّه منك وأنت منه)(12).

 ويظهر على ضوء ما تقدم من أحاديث أهل البيت (عليهم السلام): أن التكافل من أروع أنواع عبادة الله ، بل ويضاهي العبادات الأخرى ، ويفوقها ثواباً ، قال الإمام الباقر (عليه السلام) : (لأن أعول أهل بيت من المسلمين... أسدّ جوعتهم وأكسو عورتهم ، فأكفّ وجوههم عن الناس، أحبّ إليّ من أن أحجّ حجّة وحجّة [وحجّة] ، ومثلها حتى بلغ عشراً ، حتى بلغ عشرة ، ومثلها حتى بلغ السبعين)(13).

وهناك إشارات عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام): على أن قبول الأعمال العبادية متوقف على قضاء حوائج الإخوان المؤمنين ، وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله حتى تقضى له ، كتب الله عزّ وجل له بذلك أجر حجّة وعمرة مبرورتين ، وصوم شهرين من أشهر الحرم واعتكافهما في المسجد الحرام ، ومن مشى فيها بنيّة ولم تقضى كتب الله له بذلك من حجّة مبرورة)(14).

وعنه (عليه السلام) : (إنّ العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل الله (عزّ وجل) به ملكين: واحدا عن يمينه وآخر عن شماله ، يستغفران له ربّه ويدعوان بقضاء حاجته)(15).

ـ ترغيب وترهيب :

ومن أجل أن يتأصّل مبدأ التكافل في وجدان وواقع الناس اتّبع الإسلام منهج (الترغيب والترهيب) لأجل دفع الأفراد نحو الاتحاد والتعاون والتكافل. فمن جهة الترغيب نجد أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) : تُسهب في إيراد الشواهد على الثواب الجزيل الذي ينتظر كلّ من قضى حوائج إخوانه وتبشّره بالأمن يوم الحساب ، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله ، كتب الله له ألف ألف حسنة)(16).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : (من قضى لأخيه المؤمن حاجةً ، قضى الله (عزّ وجل) له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أوّلها الجنة)(17).

وعن الإمام الكاظم (عليه السلام): (إنّ لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة)(18).

ونجد في الرّوايات معطيات إيجابية يجد ثمراتها الإنسان المؤمن في الدنيا قبل الآخرة كزيادة الرزق ، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (مواساة الأخ في الله تزيد في الرزق)(19).

وفي مقابل ذلك نجد التحذير الكثير لكل من يقصر في حق إخوانه ، ولهذا التحذير والإنذار آثار عملية تتمثّل في المحافظة على الجدار الاجتماعي من أي تصدّع، وفي الحدّ من التحولات الاجتماعية التي تخل بقواعد العيش المشترك ، وكشاهد على النمط الأخير ـ أي التحذير ـ يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (من صار إلى أخيه المؤمن في حاجته فحجبه ، لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة)(20).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (أيّما رجل مسلم أتاه رجل مسلم في حاجة ، وهو يقدر على قضائها فمنعه إيّاها ، عيّره الله يوم القيامة تعييراً شديدا ، وقال له: أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاؤها في يدك فمنعته إيّاها زهداً منك في ثوابها ، وعزّتي لا أنظر إليك اليوم في حاجةٍ معذّباً كنت أو مغفوراً لك)(21).

وعن الإمام الكاظم (عليه السلام): (من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله، فلم يجره بعد أن يقدر عليه ، فقد قطع ولاية الله عزّ وجل)(22).

وهنا نجد أيضاً في الروايات معطيات سلبية لمن أخل بمبدأ الأخوة وما يتطلبه من تكافل وتعاون، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) : (من بخل بمعونة أخيه المسلم والقيام له في حاجته ، ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر)(23).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : (أيّما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخواننا فاستعان به في حاجة فلم يعنه وهو يقدر، ابتلاه الله (عز وجل) بأن يقضي حوائج عدوّ من أعدائنا يعذّبه الله عليه يوم القيامة)(24).

وعنه (عليه السلام) : (ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلاّ خذله الله في الدنيا والآخرة)(25).

وفي الوقت الذي تحث تعاليم آل البيت (عليهم السلام): على التكافل المادي ، نجد أنهم يركزون كذلك على التكافل الأدبي مع الفقراء والمساكين ، ومن الشواهد على ذلك ، قول الرسول (صلى الله عليه وآله): (من استذلّ مؤمناً أو مؤمنة أو حقّره لفقره وقلّة ذات يده ، شهره الله تعالى يوم القيامة ثمّ يفضحه)(26) ، وفي هذا الخصوص يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (من حقّر مؤمنا لقلّة ماله حقّره الله ، فلم يزل عند الله محقورا حتى يتوب ممّا صنع)(27).

ويقول أيضاً : (من حقّر مؤمناً مسكيناً ، لم يزل الله له حاقراً ماقتاً حتى يرجع عن محقّرته إيّاه)(28). وهكذا نجد أن الإسلام يُضفي على توجهاته الاجتماعية صبغة دينية تأخذ شكل الوعد والبشارة أو الوعيد والإنذار.

الأمر الآخر هنا أن آل البيت (عليهم السلام): يضفون على هذه التوجهات والارشادات والمناشدات صبغة حقوقية لتكون ألزم ، بدليل انه سأل المعلى بن خنيس الإمام الصادق (عليه السلام) : ما حق المؤمن على المؤمن ؟ قال : (سبع حقوق ، ما منها حقّ إلاّ واجب عليه ، إن خالفه خرج عن ولاية الله ، وترك طاعته...

والحقّ الثاني أن تمشي في حاجته ، والحقّ الثالث أن تصله بنفسك ومالك... والحقّ الخامس أن لا تشبع ويجوع ، وتلبس ويعرى ، ولا تروى ويظمأ » (29).

مثالية عالية عمل أهل البيت (عليهم السلام) : على صياغة عقد اجتماعي ضمني يرتكز على قاعدة اجتماعية عريضة تقوم على مبدأ الأخوّة ، فبدون ترسيخ هذا المبدأ وإشاعته يغدو البناء الاجتماعي واهناً كالبناء على كثيب من الرَّمل.

من أجل ذلك عمل أهل البيت (عليهم السلام) : بدأب على تهيئة الأجواء لترسيخ مبدأ الآخاء لكونه يسهم بصورة ضمنية في مبدأ التكافل ، ونتيجة لذلك أشاعوا بين شيعتهم هذا المبدأ بحيث أصبح المائز أو العلامة التي تُميز شيعتهم عن غيرهم ، فهو ـ إذن ـ أحد مقاييس الاختبار التي تميز أخيار الشيعة عن الآخرين ، وفي هذا الخصوص يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (اختبروا شيعتي بخصلتين : المحافظة على أوقات الصلاة ، والمواساة لإخوانهم بالمال ، فإن لم تكونا فاعزب ثمّ اعزب)(30).

ونفس المقياس يستخدمه الإمام الصادق (عليه السلام) وينصح شيعته بالتزامه ، قال: (اختبروا اخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلاّ فاعزب ثمّ اعزب ، محافظة على الصلوات في مواقيتها ، والبرّ بالإخوان في العسر واليسر)(31).

أراد أئمتنا (عليهم السلام) : بذلك ـ من شيعتهم أن يرتقوا إلى مستوى إيماني رفيع يقرن العبادة والمحافظة عليها بالمعاملة الحسنة من أجل بناء محيط اجتماعي سليم.

وبذلك يظهر بأن الإيمان الكامل لا يتحقق على نحو مثالي إلا بالتكافل ، وكلما تكاتف الفرد المسلم مع إخوانه وتعاون معهم ، كلما ارتقى إلى مدارج إيمانية عالية.

لقد سبق أئمتنا (عليهم السلام): علماء الاجتماع في الدعوة إلى تقوية الأواصر الاجتماعية لدى الناس، وقد ثبت أن ذلك يؤدي إلى ارتقاء الإنسان ، لذلك حثوا شيعتهم على تحقيق أعلى درجة من الاندماج والتعاون ، عن محمد بن عجلان، قال : كنتُ عند أبي عبدالله (عليه السلام) ، فدخل رجل فسلّم ، فسأله (عليه السلام): (كيف من خلّفت من اخوانك؟ قال: فأحسن الثناء وزكى وأطرى، فقال له : كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم ؟ فقال: قليلة، قال (عليه السلام) : وكيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم ؟ قال: قليلة، قال: فكيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟ فقال: إنّك لتذكر أخلاقا قلّما هي فيمن عندنا، قال (عليه السلام): فكيف تزعم هؤلاء أنّهم شيعة؟!)(32).

وعن سعيد بن الحسن ، قال أبو جعفر (عليه السلام): (أيجيء أحدكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه ؟ فقلت : ما أعرف ذلك فينا ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : فلا شيء إذن ، قلت : فالهلاك إذن ! قال : إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد)(33).

وبتعبير آخر أنه يقول له بانكم لن ترتقوا إلى المستوى الاجتماعي المطلوب الذي تغيب فيه الأنا (الذات) وتسود فيه الرّوح الجماعية التعاونية ، إلا بإزالة الحواجز السميكة التي تحول دون ذلك كالأنانية والأثرة. بطبيعة الحال أراد الإمام (عليه السلام) أن يرشدهم إلى الوصول إلى سقف تعاملي أعلى يتناسب مع طموحات أهل العصمة (سلام الله عليهم) ، وإلا فان الوصول إلى مستوى الأئمة في درجة التكافل دونه خرط القتاد.

لقد ترجم أهل البيت (عليهم السلام): أقوالهم إلى سلوك سويّ ، أصبح قدوة حسنة لمن أراد الاقتداء بهم ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، كان الإمام السجاد (عليه السلام) ، حريصاً على التكافل مع الآخرين وإن كانوا من أعدائه ، قال الواقدي : كان هشام بن إسماعيل يؤذي علي بن الحسين في إمارته ، فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس ، فقال : ما أخاف إلا من علي بن الحسين وقد وقف عند دار مروان وكان علي قد تقدم إلى خاصته ألاّ يعرض له أحد منكم بكلمة، فلما مر ناداه هشام : الله أعلم حيث يجعل رسالته.

وزاد ابن فياض في الرواية في كتابه : ( أن زين العابدين أنفذ إليه وقال : أنظر إلى ما أعجزك من مال تؤخذ به ، فعندنا ما يسعك ، فطب نفساً منّا ومن كل من يطيعنا. فنادى هشام : الله أعلم حيث يجعل رسالته)(34).

إن الأئمة (عليهم السلام): يتحركون بدائرة واسعة من المبادئ ، يريدون منّا أن نقتدي بهم حسب المكنة والاستطاعة ، وإلا فمن منا يُسرع إلى قضاء حوائج عدوّه ؟!

_______________

1ـ من لا يحضره الفقيه / الشيخ الصّدوق 2 :190 ، الناشر: جماعة المدرسين ، قم ـ ط 2 1404 ه‍ـ.

2- الأمالي / الشيخ الطوسي : 481 / المجلس السابع عشر.

3- ثواب الأعمال / الشيخ الصدوق : 288 ، منشورات الرضي ـ قم ، ط 2 ـ 1368 هـ‍.

4- الخصال / الشيخ الصدوق : 614 ، نشر جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، قم.

5- غرر الحكم / الآمدي 1 : 350 / ح 3 ، الفصل (29) ، مؤسسة الأعلمي ، ط 1.

6- عيون الحكم والمواعظ / علي بن محمد الليثي الواسطي: 238، دار الحديث، ط 1ـ 1376هـ.

7- عيون الحكم والمواعظ : 239.

8- ثواب الأعمال : 135.

9- أصول الكافي 2 : 193 / 1 باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.

10- الأمالي / الشيخ الطوسي : 97 / 147 المجلس الرابع.

11- مشكاة الأنوار / الطبرسي : 148 ، المطبعة الحيدرية بالنجف ، ط 2.

12- الأمالي / الشيخ الطوسي : 97 / المجلس الرابع.

13- الكافي 2 : 195 / 11 باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.

14- الكافي 2 : 195 / 10 من الباب المتقدم.

15- الكافي 2 : 197 / 6 باب السعي في حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.

16- أصول الكافي 2 : 197 / 6 من الباب المتقدم.

17- أصول الكافي 2 : 193 / 1 باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.

18- أصول الكافي 1 : 197 / 2 باب السعي في حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.

19- مشكاة الأنوار / الطبرسي : 230.

20 الاختصاص / منسوب إلى الشيخ المفيد : 31 ، طبع جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.

21- الأمالي / الشيخ الطوسي : 99 / المجلس الرابع.

22- أصول الكافي 2 : 366 / 4 باب من استعان به أخوه فلم يعنه من كتاب الإيمان والكفر.

23- أصول الكافي 2 : 366 / 1 من الباب المتقدم.

24- ثواب الأعمال : 249.

25- المحاسن / البرقي 1 : 99 ، دار الكتب الإسلامية.

26- مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : 228.

27- المصدر السابق : 120.

28- المصدر السابق : 555.

29- الأمالي / الشيخ الطوسي : 98 المجلس الرابع.

30- تصنيف نهج البلاغة / لبيب بيضون : 297 ، الطبعة الثانية.

31- أصول الكافي 2 : 672 / 7 باب النوادر من كتاب العشرة.

32- أصول الكافي 2 : 173 / 10 ، باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه من كتاب الإيمان والكفر.

33- أصول الكافي 2 : 173 / 13 ، من الباب المتقدم.

34- مناقب آل أبي طالب 3 : 301.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.