أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2017
2980
التاريخ: 15-6-2017
3339
التاريخ: 2024-09-19
317
التاريخ: 4-5-2017
2841
|
في الوقت الذي واجه المسلمون فيه هزيمة كبرى انهارت بها الكثير من المعنويات اغتنم العدوّ الفرصة للترويج عن معتقداته، فأطلق شعارات متعددة ضد عقيدة التوحيد، كان من شأنها أن تغري البسطاء، والضعفاء في الايمان وتؤثر فيهم، وتزلزل إيمانهم. فليست هناك حالة لبثّ العقائد وتسريبها إلى النفوس أفضل من حالة الانهزام والنكسة، والبلاء والمصيبة، ففي حالة كهذه يبلغ الضعف النفسي لدى المصاب والمنكوب حدّا يفقد معه العقل سيطرته على الانسان بحيث يفقد على أثر ذلك قدرة التمييز بين الحق والباطل وفي هذه الصورة تصبح مسألة بثّ الدعايات السيئة وزرعها في النفوس واستثمارها مسألة بسيطة، اذ يكون الانسان في هذه الحالة أكثر تقبلا وأيسر قبولا.
من هنا عمد أبو سفيان وعكرمة فرفعا أصناما كبيرة على الايدي بعد الحاق الهزيمة بالمسلمين، وأظهروا الفرح والسرور وأخذوا ينادون بأعلى أصواتهم ـ مستغلين هذه الفرصة ـ : اعل هبل، اعل هبل !!
ويعنون بذلك الشعار أن الانتصار الذي أحرزه المشركون إنما هو بفضل الصنم : هبل، وبالتالي بفضل الوثنية التي تدين بها أهل مكة. ولو كان ثمة إله سواه، وكانت عقيدة التوحيد على حق لانتصر المسلمون، ولما خلص إليهم من المحنة ما خلص فادرك رسول الله (صلى الله عليه واله) عمق الخطر الذي يكمن في الاسلوب الذي أخذ العدوّ يمارسه في مثل هذه اللحظة الحساسة، وما سيتركه ذلك من أثر سيئ في النفوس، وبخاصة الضعيفة منها. ولهذا تناسى كل أوجاعه ومصاعبه وأمر عليّا والمسلمين فورا بأن يجيبوا منادي الشرك بشعار مضاد قوي، فقال : قولوا : الله أعلى واجلّ، الله اعلى واجلّ.
أي انّ هذه الهزيمة ليست نابعة من عقيدة التوحيد، بل هي ناشئة من انحراف بعض الجنود عن أوامر القائد وتعليماته العسكرية الحكيمة.
وبيد أن أبا سفيان لم يكف عن اطلاق شعاراته، والمضيّ في الدعاية لمعتقده الباطل فقال : نحن لنا العزّى ولا عزى لكم!!
فأمر النبيّ (صلى الله عليه واله) بأن ينادي المسلمون بشعار مضاد لشعار أبي سفيان، مشابه له في الوزن والسجع فقال : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم.
أي اذا كنتم تعتمدون على صنم مصنوع من الحجر والخشب، فاننا نعتمد على الله الخالق، القادر والعلي الاعلى.
فنادى منادي الشرك ثالثا : يوم بيوم بدر. فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) بان يجيبه المسلمون : لا سواء قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار.
فكان لشعارات المسلمين القوية الرادعة التي كان يرددها المئات، أثرها العجيب في نفس رأس الشرك أبي سفيان الذي بدأ هذه الحملة النفسية والحرب الباردة بغية تحطيم ايمان المسلمين، ورأى كيف ارتد كيده إلى نحره ولهذا انزعج بشدة وقال : ألا إن موعدكم بدر للعام القابل.
ثم انصرف إلى أصحابه، وغادروا جميعا أرض المعركة راجعين إلى مكة.
وكان على المسلمين الآن ـ وفيهم مئات الجرحى والمصابين وسبعون قتيلا ـ أن يصلّوا الظهر والعصر فصلى بهم رسول الله (صلى الله عليه واله) جلوسا، وصلّوا معه جلوسا، لما أصابهم من الضعف، ثم أمر رسول الله (صلى الله عليه واله) بدفن الشهداء، ومواراتهم الثرى عند جبل احد.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|