أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2017
2390
التاريخ: 9-7-2019
1955
التاريخ: 19-4-2016
2590
التاريخ: 29-4-2017
2090
|
قد تشعر بان الحياة ستصير افضل بكثير اذا ما كان ابناؤك هادئين على الدوام، دون مشاحنات، او دموع، او نوبات غضب، اجل، انت محق، سيكون هذا افضل، الا ان ذلك لن يكون شيئا صحيا لأطفالك؛ فمن المستحيل ان يظلوا كذلك على الدوام؛ لانهم يملكون مشاعر قوية وهم بحاجة الى التعبير عنها؛ فعندما يغضبون، يجب ان يسمح لهم بالتعبير عن غضبهم ـ ومهمتك هي ان تعلمهم كيفية التعبير عن مثل هذه المشاعر بصورة مقبولة وان تؤكد لهم على ضرورة عدم كبت أي مشاعر او اخفائها مهما كانت طبيعة تلك المشاعر.
إنني اعرف عائلات يتعرض فيها الاطفال للتوبيخ لمجرد اظهارهم لمشاعر الغضب مهما كانت الوسيلة التي عبروا بها. بالطبع يجب تعليم الاطفال كيف يظهرون غضبهم دون عدوانية او ايذاء للآخرين أو تهديدهم، إلا أن هذا لا ينفي ضرورة السماح لهم بالشعور بالغضب والتعبير عنه. يمكن تبرير الشعور بالغضب، وعلى اطفالك ان يعرفوا ان بمقدورهم التعبير عن مشاعر الغضب المبرر التي لديهم دون أن يتعرضوا للتأنيب. إنهم بحاجة لسماع عبارة مثل: (إنني أستطيع أن أرى السبب وراء غضبك، لكن ليس من المسموح لك بان تصرخ في وجه اختك).
ان الطفل اذا لم يستطيع التعبير عن مشاعره فلن يستطيع التخلص منها ـ حتى البالغون يعانون من هذا الامر. كل ما يستطيع الطفل عمله هو اختزان تلك المشاعر وكبتها؛ وهو ما قد يؤدي لمشكلات نفسية وبدنية عويصة. والأسوأ من ذلك هو انه عندما يكبر طفلك، فسوف يصير بالغا لا يستطيع البوح بما يشعر به، وهو ما يعد شيئا مدمرًا لكافة انواع العلاقات، خاصة الحميمة منها.
ان الاشخاص الذين يكبرون دون المرور بخلافات قد لا يتفهمون انه من الطبيعي ان يمر المرء بخلاف مع انسان اخر ومع ذلك تسير الامور بعدها بسلاسة؛ لهذا السبب هم يخافون أن يتجادلوا مع شركاء حياتهم اذا فعلوا شيئا يغضبهم. وهذا يعني انه لا يتم التنفيس عن المشكلات، وتبدا مشاعر الاحتقان في التجمع، وهو ما نعرف انه امر غير صحي على الاطلاق.
إنني اعلم اننا مازلنا في القسم الخاص بالانضباط في هذا الكتاب (بالكاد)، لكن بما اننا نتحدث في موضوع التعبير عن المشاعر ،فإنني اود ان اؤكد على اهمية وفائدة البكاء بالنسبة للطفل، وللبالغين ايضا، ليس من المعتاد ان يعاقب الاباء ابنائهم على بكائهم، لكن سمعت الكثير من الاباء وهم يقولون لأبنائهم :(لا تكن طفلا) او (دعك من هذا؛ فالأمر ليس بهذا السوء)، حسنا من الواضح ان الامر بهذا السوء من وجهة نظرهم، والا لما بكوا، أليس كذلك؟ سرعان ما سيتعلم الطفل في المدرسة الا يبكي في المواقف غير الملائمة لذلك؛ لذا لا داعي للقلق بشان هذه النقطة. ولقد تعلمت من صديق عزيز منذ سنوات عديدة ان الاستجابة المناسبة التي عليك ان تبديها عندما ترى طفلا يبكي، (او شخصا بالغا) ليست أن تقول له : (مهلا، توقف عن البكاء)، بل : (هيا، أخرج ما في صدرك).
إن الطفل اذا لم يستطيع التعبير عن مشاعره – فلن يستطيع التخلص منها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|