المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الميل dip = inclination
28-8-2018
بولزانو، برنار
19-10-2015
ادواة الجزم
22-10-2014
من آفات اللسان / الغيبة / أسبابها
11-8-2022
المثل العليا
3-06-2015
الافكار الرئيسة من سورة النصر
2024-07-28


حدود المراقبة  
  
1999   11:05 صباحاً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص249-252
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2017 2306
التاريخ: 12-1-2016 2318
التاريخ: 9-1-2016 2183
التاريخ: 4-7-2021 2375

إن مدى ومجال مراقبتك واسع جداً، ويشمل جميع الامور والمسائل التي ترتبط بشكل أو بآخر بحياة الطفل، افترضي انه عرضة للأخطار من كل جانب، فلو تعرضت سلامته البدنية والنفسية للخطر فماذا ستفعلين؟ آفاق مراقبتك واسعة، ولنتعرض لقسم منها فيما يلي :

1ـ مراقبة تغذيته: والتي تبدأ من حليبك وإرضاعك له، وتشمل فيما بعد مأكولات المنزل وخارجه فالغذاء مهم له وله اثر بالغ على نفسيته واخلاقه ونموه الجسمي والعقلي، وكم هي كثرة الامراض الناتجة عن سوء التغذية، وكم هي كثيرة الاضطرابات العقلية الناتجة عن سوء التغذية. يجب ان يكون الغذاء طيباً ولذيذاً، وعن طريق الحلال ايضاً وهذا وجه للمسألة، والوجه الآخر يجب ان يكون متناسباً مع نمو الطفل، ويجب أن تكون هناك مراقبة جادة في هذا المجال، خصوصاً في المراهقة والبلوغ، ويجب التقليل من المواد البروتينية والحلويات والبهارات والتوابل وامثالها كي تجنبي الطفل الكثير من المشاكل والبلايا.

2ـ المراقبة الاخلاقية: راقبي اخلاق الطفل كي لا ينجرف وراء الانحراف، وكي لا يحرفه الآخرون، انتبهي الى ما يتعلمه ويدرسه، ومن هم اسوته و قدوته ؟ الى اي الاماكن يتردد؟ وما هو اثر البيئة العائلية والاقارب عليه؟ وما هي الكلمات المفردات الجميلة او القبيحة التي تعلمها ويستعملها؟.

ويجب ان تبدأ هذه المراقبة من الاشهر والسنوات الاولى في حياته حتى يتعود على ضوابطها من جهة، وحتى تترسخ الامور التي يتلقاها من جهة اخرى، واما اولئك الذين يؤجلون تربية الابناء اخلاقياً ويتركون الطفل وشأنه فانهم في الحقيقة يظلمون الطفل ويظلمون انفسهم في آن واحد معاً؛ لأن هذا الضبط والتحكم ليس ضرورياً للأطفال فقط، بل ضروري للناشئ والشاب ايضاً، لأنهم عرضه للخطر ويجب الانتباه الى ذلك.

3ـ المراقبة البدنية: إن ابنك طفل، ولذا فهو عرضة لابتلاءات عديدة، من قبيل ارتفاع درجة حرارة جسمه او اصابته بمرض معدٍ يُلحق به ضرراً يصعب تجنب وتلافي آثاره مستقبلاً. إن امراض مرحلة الطفولة ولا سيما في السنوات الثلاثة الاولى من حياة الطفل لها اثر كبير ومصيري عليه، فقد يسبب له ارتفاع درجة حرارة جسمه اكثر من الحد الطبيعي امراضاً تكون نتيجتها انخفاض وتدني مستوى القدرة العقلية والذكاء او بطءاً فيه، حيث تبقى هذه الاعراض مع الطفل الى نهاية عمره.

كما ان غفلة الطفل عن ارتداء اللباس المناسب تؤدي الى إصابته بما لا تحمد عقباه والندم، والبكاء على ذلك، وذلك لأن الطفل ليس في مستوى ووضع يؤهله للانتباه الى نفسه والتحكم فيها على النحو الاحسن، فيتقاعس عن ارتداء اللباس الشتوي او غير ذلك مما يسبب له الضرر الجسدي.

4ـ مراقبة الافكار والواردات الذهنية: تقوم وسائل الاعلام عن طريق برامجها بتوجيه افكار الاطفال وترسيخ فكرة او افكار معينة عندهم، فالأطفال مشاهدون حساسون، وسريعو التأثر من الفيلم والاذاعة والتلفزة، وليس معلوماً أن ما يقدم إليهم يتناسب مع سنهم أم لا، وأحياناً ربما يكون البرنامج معداً للكبار فقط، فهو بذلك ضار للأطفال، وكذلك يجب مراقبة حتى ذلك البرنامج المعد اسمياً للأطفال والناشئين، وهكذا الامر بالنسبة للكتب التي تعد للأطفال، فليس معلوماً كونها مناسبة لسن الاطفال ام لا، وما اكثر الكتب التي تزرع الانحراف وتسلب القدرات والابداع من الاطفال.

5ـ المراقبة العاطفية: وتشمل المحبة والحماية، والقبول و.. والخ والامتناع عن الافراط والتفريط في هذا الموضوع،... وقلما يتم الانتباه الى نقطة مهمة، وهي مراقبة التربية العاطفية وحفظ جوانب الاحساس عند الطفل، بحيث لا يتعرض الطفل لمشاهدة مثيرة او مؤثرة جداً او مخيفة وعنيفة، فتجرح عواطفه واحاسيسه، فرؤية المشاهد العنيفة والمشتملة على الضرب، او إسالة الدماء، او القتل، او العنف، أو..  الخ تمهد للقسوة والانحراف العاطفي عنده، وعلى الام ان تبعد وتجنب الطفل ذلك بمراقبتها وإشرافها المستمرين.

6ـ مراقبة السلامة النفسية: لقد ازدادت العناية بالحماية والسلامة النفسية في هذه الايام اكثر من العناية بالصحة الجسدية، والآن هناك توجه نحو زيادة وتوسيع الاهتمام بهذا النوع من الصحة، وتوفير ظروف وإمكانيات تجعل الطفل يشعر من هذه الناحية بالأمان والسلامة والطمأنينة.

الاعراض النفسية الموجودة عند بعض الاطفال من قبيل النفاق، وعدم الإحساس بالمسؤولية، وانعدام الارادة، والعصيان، والعناد، وعدم تقبل المساعدة حين الضرورة والفوضى في العلاقات، وحب المظاهر بشكل كبير، وعدم التعاون عند الضرورة و.. وكلها تنتج عن عدم السلامة النفسية عند الطفل.

7ـ المراقبة الدراسية: لا ترتاحي لمجرد كون الطفل يذهب الى المدرسة، بل انتبهي جيداً الى قضايا المدرسة والمعلم والدرس، واعرفي اين هو طفلك؟ من هو معلمه؟ ومن هو المدير والناظم والموجه؟ وما هي نظرتهم ورأيهم حول ابنك؟ وكيف هي وضعيته الدراسية؟ هل ينجز واجباته على النحو الامثل؟ اليس متأخراً في الدراسة؟. فلهذا الموضوع اهمية كبيرة في سنوات المرحلة الابتدائية لأنها مرحلة التأسيس، كما ان هذا الامر في غاية الاهمية في مرحلة المراهقة، فهي مرحلة اضطراب فكري وعاطفي، وهي مرحلة تغيير وتبدل، وقد تؤدي غفلتك عن ابنائك وتساهل المدرسة والمعلم معهم الى كثير من الآثار السيئة، من قبيل:ـ الفشل الدراسي، وعدم النجاح في الحياة.

8ـ مراقبة امنه وحمايته: في نهاية المطاف ابنك بحاجة الى الحماية والامن الى ان يشب ويكبر وفي بعض الحالات ونتيجة لعدم وجود الاب ربما لا يشعر الطفل بالأمان، او بأنه لا يتمتع بالحماية عند الضرورة. اقتلعي هذه الافكار من رأسه، وافهميه انه ليس وحيداً، فأنت حامية له، والمجتمع ومسؤولوه يحمونه طالما انه لم يسيء الاستفادة من هذه الحماية.

وهو ليس مجبوراً على تحمل الضرب من أي شخص، ولا على الاستسلام امام إساءة من لا ادب ولا اخلاق لهم، والأم هي المسؤول المباشر عنه، وهي التي تحد وتمنع كثيراً من الاضطراب والحرمان وخلافات الآخرين معه، وأثبتي له انه بهذه الثقة والحماية يمكنه ان يتابع مسيرته نحو الأمام بكل قوة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.