المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة صمد
7-4-2022
ممتد قصوري inertia tensor
21-5-2020
محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني
12-08-2015
الوزن الذري وفرضية براوت وثلاثيات دوبرينير
2024-02-22
الجهلُ وتبدّل القيم‏
7-12-2015
Exponentially Increasing Function
13-3-2019


دعهم يتفوقوا عليك  
  
1923   01:14 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص136-137
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016 34258
التاريخ: 19-11-2019 2093
التاريخ: 19-4-2017 1784
التاريخ: 24-4-2017 2000

 اذكر في احدى اجازاتي انني شاهدت والداً يلعب التنس مع ابنه، وكان يحاول قصارى جهده ان يهزمه. كان الابن يحاول الفوز، لكن الاب كان اكثر تصميما على ان يهزمه. كان وجه الاب محمرا وكان يلهث ويتصبب عرقا وهو يحاول ارجاع الكرات التي يلعبها ابنه على الشبكة مهما كلفه الامر من عناء. وبالفعل نجح؛ حيث فاز في نهاية المطاف بالمباراة وغادر الاثنان الملعب، كان الاب مرهقا بشدة لكن كانت ترتسم الفرحة على وجهه بينما كان الابن يبدو خائب الامل، واعتقد ان هذا كان شعور اعتاد عليه.

ولكني شعرت بالأسف من اجله، اعني الاب. فنشوة الفوز اللحظية لا تساوي مطلقا السعادة الهائلة التي قد يحصل عليها اذا ما رأى ابنه سعيدا بفوزه. كان عزائي الوحيد هو ان الامر بالنسبة لهما مسألة وقت لا اكثر؛ فالابن كان لاعب تنس ماهرا، وعاجلا ام اجلا، وبينما يزداد قوة ووالده يكبر في السن، فسوف يحقق الفوز.

بالطبع يتضح لنا ان هذا الوالد لا يعرف شيئا عن قواعد التربية السليمة. وما لم اخبرك به هو انه حتى لم يكن يشجع ابنه – مخافة ان يهزمه على ما اعتقد. بالطبع لا يمكنك ان تترك ابنك يفوز على الدوام – لهذا سيبدو امرا مصطنعا الى حد كبير. قد تستطيع فعل هذا مع ابنك ذي العامين، لكن هذا لن يخدعه حين يصير في الثانية عشرة من عمره. يمكنك تركه يفوز من حين لآخر، وكل ما عليك وقتها هو الا تبذل قصارى جهدك مثلما فعل ذلك الاب في ملعب التنس. كما ان عليك تشجيع ابنك حين يهزم، كان تقول له: (لو ان ضرباتك الخلفية كانت متميزة مثل ضرباتك الامامية لما كان لدي فرصة للفوز مطلقاً(.

واذا لم يكن مستوى ابنك في التنس يرقى لمستواك بعد، فاذهب معه لتسلق الاشجار، او السباحة، او قوما باعداد كعكة معا،... او مارسا لعبته المفضلة في البلاي ستيشن. فقط عليك ايجاد شيء يكون فيه افضل منك ثم افعلاه معا، وستجد ان هذا امتع بكثير من ان تكسب على الدوام (على الاقل حين يكون هذا مع طفلك انت)

شيء آخر، ما الذي علمه – ذلك الاب الذي يلعب التنس – لابنه بخصوص تقبل الخسارة؟ لا شيء، صفر. كل ما علمه بخصوص هذا الموضوع هو ان عليه الحرص على عدم الخسارة من الاساس. انه لم يعط لنفسه الفرصة كي يبين لأبيه بالمثال كيف يمكن للمرء ان يتقبل الخسارة بروح رياضية. في الواقع ليس هناك ضير من ان يخسر المرء، ما دام يتقبل الخسارة بروح طيبة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.