أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2017
1927
التاريخ: 24-5-2017
1984
التاريخ: 25-7-2016
2502
التاريخ: 7-12-2017
5543
|
لقد كان عصر التنوير عصر التوارث بحثاً عن النفس، بينما كان القرن التاسع عشر عصر بلورة الآراء والأفكار والنظريات والمبادئ وتحولها إلى واقع، إنه عصر التقدم العلمي والتكنولوجي. لقد بدأ باستقلال أمريكا عن أوروبا سياسياً, وان بقيت تابعة لها من الناحية الفكرية, وكان مقدمة للاستقلال الفكري التدريجي لأوروبا مما مهد الطريق لها لتصبح قائدة العالم الغربي الرأسمالي في القرن العشرين. وفي بداية هذا القرن تولى نابليون بونابرت (1769–1821) السلطة في فرنسا وكان له تأثير كبير على فرنسا خاصة وأوروبا عامة (1).
لقد تميز هذا القرن بانتشار أكثر وأوسع للروح القومية واشتدادها, والتي كانت أثر من آثار الثورة الفرنسية, مما ادى إلى حلول التعصب الوطني محل التعصب الديني الذي كان منتشراً من القرن السابع عشر . وكانت فكرة القومية هي الإطار الايدولوجي الذي ميز حياة أوروبا في هذا القرن . لقد أثرت هذه الفكرة على اشتعال نار الثورة الصناعية, كما أنها ساهمت في توجيه أوروبا إلى المستعمرات خارج القارة الأوروبية, حيث توسعت في أغلب بقاع العالم واثرت على أنظمة التعليم فيها .
وقد كان للتطور العلمي الكبير الذي تحقق أثر في دعم وتوطيد سلطات الدولة ومفهومها على حساب الكنيسة وخاصة في مجال التعليم, حيث أصبح ذا صيغة دنيوية, وادخل نظام تعليم قومي خاضع للدولة , وأصبح كل شيء في الحياة يسير لتدعيم سلطانها. لقد كان للثورة الفرنسية تأثر كبير وخاصة باعتبارها الرائدة للتغيير الايدولوجي الذي طرأ على الغرب في هذا القرن, لقد كان نابليون يؤمن أن مسألة التعليم هي من أهم المسائل السياسية ايضاً, حيث لن تكون هناك دولة سياسية قوية وذات استقرار متين, ما لم تكن لديها مؤسسات تربوية تدرس فيها مبادئ ومناهج مقررة واضحة. وفي هذا المجال رأى أنه لا بد للطفل من دراسة المبادئ المقررة منذ صغره لتعزيز التجسيد الحقيقي للأمة, فقرر عام 1806 إنشاء (الجامعة الامبراطورية) التي لم تكن جامعة اكاديمية, وإنما وزارة مركزية للتربية تشرف على ادارة التعلم في فرنسا. فنشأ نظام التعليم المدني الحديث مستقلاً عن المدراس الكاثولوكية. ومنذ ذلك التاريخ صار هناك نظامان فرنسيان للتعليم أحدهما مدني تشرف عليه الدولة والآخر ديني تشرف عليه الكنيسة ومستقل عن سلطة الدولة (2).
لقد أصبحت القضايا التربوية من القضايا العملية الحياتية, وركز في المناهج على حاجات واهتمامات المتعلمين, وهذا كان تتمة للنزعة الواقعية بأقسامها الثلاثة. لقد بوشر بوضع التطبيقات التربوية انطلاقاً من الأسس العلمية، أي أن التربية العملية (Practical Education) أصبحت هي الأساس, بالإضافة إلى الاعتماد على الأسس العلمية والعقلية. وهذا كله جاء نتيجة نمو النزعة التجريبية المعتمدة على المشاهدة والتجربة التي بدأت بوادرها في الظهور قبل هذا القرن, ولكنها تعمقت ونمت وأصبحت جزءاً من آليات المجتمع. وازداد في هذا القرن الاهتمام بالأسس النفسية للعملية التعليمية ـ التعلمية والتركيز في المناهج بصورة واضحة على التربية القومية .
وقد كانت النزعة السيكولوجية ــ كالنزعتين العلمية والاجتماعية ــ وليدة نزعة روسو الطبيعية .
أما خواصها فكانت متشابهة مع الحركتين العلمية والاجتماعية اللتين سادتا في هذا القرن . وقد تميزت النزعة السيكولوجية كما يلي : (3).
ــ تطبيق مبادئ روسو الطبيعية في أصول التدريس, عن طريق تنمية القوى والقدرات والطاقات الكامنة في الإنسان. وليس بحشو المعلومات في عقول الأطفال, لما يؤكد أهمية الأخذ بعين الاعتبار حاجات الأطفال وميولهم وقدراتهم عند تربيتهم .
ــ الاهتمام بالتربية الابتدائية باعتبارها القاعدة الأساسية في التربية والتعليم وحقاً طبيعياً يجب أن يتمتع به جميع الأفراد .
ــ التركيز على عملية اصلاح شؤون التعليم وأساليبه .
ــ تنمية القوى الكامنة عند الانسان بشكل منتظم ومتناسق .
ــ الاهتمام بدراسة العقل البشري وطرق التفكير على أسس علمية , وجعل هذه الدراسة منطلقاً للتربية الحديثة .
ويعتبر بستا لوزي وهربارت وفروبل قادة للنزعة السيكولوجية العملية .
أما النزعة العلمية الحديثة فقد كانت بذورها مأخوذة عن التربية الواقعية. فلو تتبعنا نشوء الحركة العلمية في عصر بيكون إلى أوائل القرن التاسع, لوجدنا أن هناك عدة عوامل أثرت على تطورها متمثلة في النزعة الطبيعية التي قدرت أهمية دراسة الطبيعة, والنزعة السيكولوجية, والعلوم البيولوجية والطبيعية إلى أن جاء القرن التاسع عشر وهو عصر العلوم. ومن مميزات النزعة العلمية الحديثة التي كان من أشهر قادتها سبنسر (1820 – 1903) ما يلي :(4).
أولاً : الاهتمام بمادة الدرس ودراسة المشاهد والمظاهر الطبيعية .
ثانياً : الاعتراف بقيمة الطريقة الاستقرائية في دراسة الطبيعة .
كما أن الناس في هذا القرن بدؤوا يشعرون بأهمية إدخال اللغات العصرية الحية إلى المناهج لما لها من علاقة بحياة الانسان العملية, وأخذوا العملية, فتغير شكل الثقافة التي تقتضيها الحياة العصرية الحاضرة. وللنزعة العلمية الحديثة الفضل الأكبر في إدخال العلوم في المناهج الأولية والثانوية والعالية, وقيام علم النفس على أسس علمية حديثة .
واختلفت النزعة الاجتماعية التي تطورت في هذا القرن عن النزعة النفسية, التي ركزت على حياة الطفل النفسية وطرق التدريس وأصوله, وعلى دور التربية الاجتماعي والأعمال الاجتماعية , وعملوا على تنمية المجتمع, وقالوا إن غاية التربية تنحصر في تهيئة الفرد للنجاح في الحياة الاجتماعية باعتباره عضواً فيها , ولهذه النزعة ميزتان هما :(5).
1ـ الاعتناء بجعل مادة الدرس ملائمة لكل طور من أطوار التربية , أي من حديقة الأطفال إلى الدراسة العالية في الجامعات .
2ـ إعادة النظر في المناهج لتصبح قادرة على تلبية المطالب الاجتماعية , وتركز الاهتمام على العلوم الطبيعية والاجتماعية , وإهمال التراث اللغوي والأدبي في المناهج .
_______________
1ـ عبد الغني عبود، مرجع سابق،ص296.
2ـ المرجع السابق،ص302.
3ـ غنطوس جريس غنطوس، تاريخ التربية، طبعة ثانية، طولكرم: مطبعة ابن خلدون، 1979،ص151.
4ـ عبد الله مشنوق ، تاريخ التربية ، طبعة ثالثة، عمان : مكتبة الاستقلال دون تاريخ ، ص202-204.
5ـ المرجع السابق، ص211.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|