لم ينفرد أبو بكر بنقل حديث لا نورث ما تركناه صدقة بل شهد بذلك غيره |
1026
01:34 مساءً
التاريخ: 12-4-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-2-2020
637
التاريخ: 12-4-2017
408
التاريخ: 13-11-2016
4731
التاريخ: 12-4-2017
341
|
[نص الشبهة] : الحكم بكذب أبي بكر في حديث إرث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إنما يصح لو انفرد في دعوى السماع، وليس كذلك ، بل شهد على صدقه عثمان وسعد وعبد الرحمن والزبير ، لأن في الحديث الذي نقل بعضه آنفا عن أبي بكر الجوهري بإسناده إلى مالك بن أوس بن حدثان ، أن عمر قال بحضور الجماعة المذكورة : أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض ، هل تعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا نورث ما تركناه صدقة يعني نفسه ؟ قالوا : قد قال ذلك ، بل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والعباس أيضا حيث أقبل إلى عباس وعلي فقال : أنشدكما الله هل تعلمان ذلك ؟ قالا : نعم .
وأيضا روى أبو بكر الجوهري بإسناده إلى أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا يقسم ورثتي دينارا ولا درهما ، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عيالي فهو صدقة (1) .
[جواب الشبهة] : أما حديث الإشهاد ، فمما استغربه ابن أبي الحديد ، وقال : هذا حديث غريب، لأن المشهور أنه لم يرو حديث انتفاء الإرث إلا أبو بكر .
وأما تصديق الأربعة ، فيحتمل أن يكون سببه حسن الظن بأبي بكر ، أو الخوف من عمر ، أو توقع الرضا منه ، لا السماع الذي لم يسأل عمر عنه .
ومما يؤيد هذا أن أبا بكر الجوهري روى بإسناده إلى عروة إرسال أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسأل إرثهن عما أفاء الله على رسوله (2) ومنافاة رسالة عثمان لسماع الخبر المذكور ظاهرة ، وتصديق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والعباس شاهد على تحقق الخوف .
وابن أبي الحديد تعجب من اشتمال الحديث على قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وعباس بقولهما " نعم " وقول عمر " وأنتما تزعمان أني فيها ظالم فاجر " وسائر التشويشات التي في الخبر ، قال : ولولا أن هذا الحديث أعني حديث خصومة علي ( عليه السلام ) والعباس عند عمر مذكور في الصحاح المجمع عليها لما أطلت التعجب من مضمونه ، إذ لو كان غير مذكور في الصحاح لكان بعض ما ذكرناه يطعن في صحته (3) .
وفي موضع آخر روى رواية أخرى فيها : أنشدكم أسمعتم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله) يقول : كل مال نبي فهو صدقة إلا ما أطعمه أهله إنا لا نورث ، فقال : نعم ، فقال : وهذا أيضا مشكل ، لأن أكثر الروايات أنه لم يرو هذا الخبر إلا أبو بكر وحده ، ذكر ذلك معظم المحدثين ، حتى أن الفقهاء في أصول الدين أطبقوا على ذلك في احتجاجهم بالخبر برواية الصحابي الواحد.
وهذا الحديث ينطق بأن عمر تشهد طلحة وزبيرا وعبد الرحمن وسعدا ، فقالوا : سمعناه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأين كانت هذه الروايات أيام أبي بكر ؟ ما نقل أن أحدا من هؤلاء يوم خصومة فاطمة وأبي بكر روى من هذا شيئا (4) .
ويؤيد انفراد أبي بكر في الخبر ، ما ذكره شارح المختصر في وجوب العمل بخبر الواحد : لنا إجماع الصحابة والتابعين ، بدليل ما نقل من الاستدلال بخبر الواحد ، وعملهم به في الوقائع المختلفة ، إلى أن قال بعد أمثلة : وعمل الصحابة بخبر أبي بكر ونحن معاشر الأنبياء لا نورث.
إذا عرفت ما ذكرته ظهر أن رواية طلحة وزبير وسعد وعبد الرحمن وأبي هريرة إنما حدثت بعد زمان أبي بكر لبعض الأغراض المشار إليها ، وظهر أن ما ذكره صاحب المغني بقوله : إن الخبر الذي احتج به أبو بكر لم يقصر على روايته ، حتى استشهد عليه عمر وعثمان وطلحة وزبيرا وسعدا وعبد الرحمن ، فشهدوا به (5) .
_____________
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16 : 220 .
(2) شرح نهج البلاغة 16 : 220 .
(3) شرح نهج البلاغة 16 : 226 .
(4) شرح نهج البلاغة 16 : 227 - 228 .
(5) الشافي 4 : 57 عنه .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|